الإرهاب يحاصر مومباي بالنار والدخان… ويحصد المئات
ثماني كويتيات حوصرن من دون غذاء في فندق أوبروي
محمد الصباح: أنشأنا غرفة عمليات… والاتصالات مستمرة لتأمين سلامة مواطنينا
محمد الصباح: أنشأنا غرفة عمليات… والاتصالات مستمرة لتأمين سلامة مواطنينا
وصل الإرهاب ليل مومباي بنهارها، فحوصرت المدينة التي يسكنها الملايين وتعج بالسياح، بالنار والدخان، منذ ليل الأربعاء- الخميس، بعد أن دخلت فنادقها مجموعة من المسلحين، فعاثت فساداً واحتجزت مواطنين وسياحا أجانب، بينهم كويتيون.
فقد هاجم مسلحون إسلاميون ليل الأربعاء- الخميس، فندقين فاخرين، ومطعما ذائع الصيت ومحطة قطارات مزدحمة، ومركزا يهودياً وخمسة أماكن أخرى على الأقل، مستخدمين البنادق والقنابل اليدوية والعبوات المتفجرة، فقتلوا 125 شخصاً على الأقل. وأعلنت جماعة إسلامية مسلحة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «مجاهدي الدكن» المسؤولية عن الهجمات، التي تعد الأحدث في سلسلة من الهجمات الإرهابية ضربت البلاد على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. وكان الهدف الأكثر شهرة للهجمات فندق برج وقصر «تاج محل» التاريخي. واقتحم المهاجمون الفندق، مرتدين القمصان السود وسراويل الجينز، وأطلقوا نيران أسلحتهم بشكل عشوائي، ليحصدوا المئات من القتلى والجرحى. واستولى المسلحون أيضاً على مقرّ جماعة يهودية في مومباي تدعى «تشاباد لوبافيتش»، وهاجموا فندق «أوبروي» الفاخر. وقامت قوات الـ«كوماندوس» الهندية بتنفيذ عمليات انقاذ، بعد أن احتشد المسلحون داخل المباني الثلاثة، محتجزين هنوداً وأجانب. ومن بين الأجانب المحتجزين أميركيون وبريطاني وإيطاليون وسويديون وكنديون ويمنيون ونيوزيلانديون وإسبان وأتراك وسنغافوريون وإسرائيليون. وأعلنت الشرطة عبر مكبرات الصوت حظراً للتجول في محيط فندق تاج محل التاريخي في مومباي، وهرع أفراد من قوات الـ«كوماندوس» مرتدين سترات سوداء، إلى داخل المبنى، بينما سُمِع دوي طلقات نارية جديدة. من جهة أخرى، وجهت أجهزة الاستخبارات الهندية اصابع الاتهام الى باكستان المجاورة من دون أن تسميها، وسارعت إسلام آباد الى النفي داعيةً نيودلهي إلى عدم التسرّع في إلقاء التهم واستباق التحقيقات الرسمية. كذلك، أشار مسؤول كبير في الاستخبارات الروسية الى ضلوع تنظيم «القاعدة» في الاعتداءات موجهاً الاتهام الى جماعة «عسكر الطيبة» التي تتخذ من باكستان مقراً لها، إلا أن الجماعة سارعت الى نفي التهم الموجهة اليها. وكشفت مصادر دبلوماسية أن ثماني نساء كويتيات احتجزن في الطابق التاسع عشر من فندق «أوبروي»، وهنّ: لولوة المشاري، وطيبة المشاري، ووضحة المشاري، وناهد المشاري، وشيخة المرزوق، وليلى الشهاب، وحصة الحديد، وطيبة الحديد. وأشارت المصادر إلى أن القنصلية تمكّنت من الاتصال بالكويتيات والاطمئنان على حالاتهن، و«تأكدت من عدم وجود كويتيين ضمن ضحايا الانفجارات». وفي التفاصيل التي حصلت عليها «الجريدة»، ان المسلحين كانوا يبحثون عن شخص في طوابق الفندق، حيث وجدوه في الطابق الرابع عشر، ولذلك حوصر مَن هم في الطوابق العلوية، بينهم الكويتيات الثماني، في وقت خرج كل مَن هم في الطوابق ما دون الرابع عشر. وعُلِم أن الكويتيات محاصرات في غرفهن، ويعانين نقص الغذاء. وطمأن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح أهالي الرعايا الكويتيين الموجودين بالقول، ان «الأمور حتى الآن تحت السيطرة وهناك اتصالات مستمرة مع الحكومة الهندية لتأمين سلامتهم». وأعلن الشيخ الصباح أمس، أن وزارة الخارجية أنشأت غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة مرتبطة بصورة مباشرة بالقنصلية الكويتية في مومباي والسلطات الهندية المختصة، لمواكبة مستجدات الاعمال الارهابية التي تعرضت لها المدينة. ولإتاحة الفرصة لأهالي المواطنين الذي يوجدون حاليا في مومباي، لكي يتصلوا بهم ويتأكدوا من سلامتهم، خصصت وزارة الخارجية رقمي هاتف: 00912222855266 و00919820454333. وكانت الكويت دانت بشدة الهجمات الارهابية التي استهدفت مومباي. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في تصريح لـ(كونا)، ان «دولة الكويت وقد تابعت بألم أنباء الانفجارات التي هزت مدينة مومباي الهندية والاعتداءات التي استهدفت عددا من الفنادق والمرافق العامة هناك وأسفرت عن مقتل العديد من الابرياء لتؤكد رفضها وإدانتها لهذه الاعمال الارهابية انطلاقا من موقفها المبدئي الرافض للإرهاب بكل صوره وأشكاله وتعرب عن وقوفها وتضامنها مع الحكومة الهندية الصديقة، كما تعرب عن ثقتها بقدرة السلطات الهندية على مواجهة هذه الممارسات الارهابية التي استهدفت أمن واستقرار هذا البلد الصديق»، مضيفا «كما تتقدم دولة الكويت بتعازيها ومواساتها لأهالي الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين».