الوزير المحصن!!

نشر في 17-09-2008
آخر تحديث 17-09-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي أنا على يقين من أن وزير الشؤون بدر الدويلة لن يتعرض لأي مساءلة سياسية، فهو محصن من جميع الاتجاهات ومرتبط ارتباطا وثيقا لا يقبل التجزئة بشبكة من الموانع والحواجز القادرة على صد هجمات وقذائف النواب... فمن المعلوم جيداً للجميع أنه شقيق النائب السابق والقيادي البارز في حركة الإخوان المسلمين مبارك الدويلة، وهذا يعني بالضرورة أن «حدس» ستقف بكل ثقلها ومعداتها وجيوشها إذا ما تعرض شقيق أحد قيادييها لأي هجوم أو «اعتداء»، هذا أولا، أما ثانيا، فالوزير الدويلة هو أيضا شقيق للنائب ناصر الذي يحاول هذه الأيام أن يتقمص شخصية النائب مسلم البراك بالصراخ والصوت العالي بعد أن أخفق العضو السابق أحمد الشحومي في تقمصها، وهو في النهاية -أي الوزير- ينتمي إلى قبيلة لديها عدد لا بأس به من الأعضاء، وترتبط بحلف مع مجموعة من القبائل في المجلس، فهي من ناحية مرتبطة بحلف مع قبيلتي المطران والعجمان، وعنوان هذا الحلف البارز وأحد شروطه «مالكم شغل بولدنا ومالنا شغل بولدكم»، وللتدليل على ما نقول تابعوا فقط صمت مسلم البراك عن ملف ما يسمى بأزمة «الفيفا».

ومن ناحية أخرى مرتبطة بحلف قديم مع قبيلة العوازم لا يمكن إخفاؤه أو نكرانه.. وهذا التحليل عزيزي القارئ ليس من عندياتي بل هو ما قد أثبتته التجارب والأعراف النيابية على وجه القطع واليقين في الآونة الأخيرة.. بعد أن تم ذبح الدولة على قارعة الطريق.

في ظني أن الوزير بدر قد أخفق إخفاقا شديداً في حل ومعالجة أهم ملفين «ملف الرياضة وملف العمالة» فهو في ملف الرياضة انتصر، ولا يزال، لأبناء الأسرة الحاكمة، وغلّب مصلحتهم على مصلحة الدولة وقوانينها وسمعتها في المحافل الدولية، وفي ملف العمالة لم يجرؤ على كشف أسماء الأشخاص والشركات التي تتاجر بالبشر، وبات من الواضح بجلاء أن هؤلاء الأشخاص والشركات أكبر كثيراً من أن يتّخذ معالي الوزير بحقهم أي عقوبة، ويريد أن يرمي ذلك الملف بأكمله من ملعبه إلى ملعب النيابة العامة... فلقد ظهر في الجلسة غير العادية المخصصة لمناقشة موضوع العمالة بنغمة جديدة لم نسمعها من أي وزير، فهو يطالب الأعضاء هكذا «وبالفم المليان» بأن يكشفوا عن أسماء الشركات والأشخاص المتاجرين بالبشر، ونسي أنه هو الذي يجلس على كرسي الوزارة، وهو الذي يرأس الجهاز التنفيذي والإداري والرقابي، وهو من يملك المعلومات والأسرار والوثائق، وهو الذي اطّلع على خبايا الملفات وما تخبئه من فساد ورشاوى.

قديما قالوا «المكتوب يقرأ من عنوانه» وقد قرأنا عنوان وزير الشؤون الذي آثر السلامة، ولا أدري كيف سيكمل مدته على كرسي الوزارة من دون أن يعالج الملفات القابعة على مكتبه... وهو إن داخله شيء من الطمأنينة فيما ذكرناه سابقا من عوامل تعينه على البقاء جالسا على الكرسي إلا أنه لا عاصم له من الاحتراق السياسي، ولا أدري شيئا عما يخبئه المستقبل لبدر الدويلة من صعوبات، فهل سيدوم شهر العسل؟ وهل سينجو من مخالب فرسان المجلس؟!

back to top