البريد العام: ازدواجية الجنسية!

نشر في 10-04-2009
آخر تحديث 10-04-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي ما يطرح في البرامج الحوارية التي تبث من قبل بعض القنوات الفضائية عيب، والإسفاف الحاصل فيها من تقليل لمكانة الضيوف باستفزازهم بأسئلة ما أنزل الله بها من سلطان، لا غرض منه إلا لمزيد من التفرقة بين أبناء الوطن، وكأننا في زمن «خالف تعرف».

هذه القنوات فقيرة في مادتها الإعلامية، ولذا تلجأ إلى أرخص الطرق لكسب المزيد من المشاهدين من خلال طرح مواضيع فيها من الفتنة الشيء الكثير، إذ تطرح الطائفية المبطنة كقضية الفالي، التي وصلت إلى حد استجواب رئيس مجلس الوزراء، فهل هذه القضية كانت تستحق كل ما أثير حولها من نقاشات وفي ظل دولة محكومة بالقانون حيث يجار فيها الضعيف قبل القوي؟

الموضوع الآخر الذي يضرب المواطنة ويفرق بين أبناء الشعب الواحد، وهو الذي ضحى بكل فئاته وانتماءاته إبان الغزو الصدامي، هو ازدواجية الجنسية... هذه الازدواجية لا يمكن أن تدار كمشكلة، ومن خلال وسائل الإعلام، فالقانون فيها واضح ولا يمكن أن نقبل الإملاءات من البعض على مؤسسة كإدارة الجنسية والجوازات، والتي تعمل وفق أطر القانون، فالذي لديه شيء ويملك الأدلة فليتقدم بها إلى الجهات المعنية دون إثارة الفتنة، كما أن الحديث عن ازدواجية الجنسية برقم يفوق ربع السكان من الكويتيين فيه الكثير من التجني على الواقع.

وللرد على هذا الادعاء وبموضوعية وكمرجعية إحصائية فإن منظمة الصحة العالمية تصدر نشرة ترصد فيها نسب النمو السكاني عالميا، حيث تصدرت دولة الكويت قائمة الزيادة السكانية على مستوى العالم، وذلك عام 1970م أي قبل 39 سنة بالتمام والكمال، وبنسبة %7، وهذه النسبة تعني أن عدد سكان الكويت يتضاعف كل عشر سنوات مرة، وهذه المعلومة مثبتة إحصائياً ومبررة علمياً، حيث الزواج المبكر للذكر والأنثى، مما يزيد فترة الخصوبة والإنجاب بالإضافة إلى تعدد الزوجات ودعم الدولة المادي للزوجين والمواليد، وكذلك الثقافة المجتمعية وامتداد أفراد الأسرة، وزد على ذلك الرعاية السكنية، وارتفاع متوسط الأعمار، وانخفاض متوسط الوفيات بين الأطفال، والأطفال الرضع... كل هذا وغيره يعتبر مبررا كافيا للزيادة الطبيعية في معدل السكان.

هذه المقدمة عن نسبة زيادة السكان قد تكون غائبة عن الكثيرين، فالمطلوب الكف عن استخدام ازدواجية الجنسية كمادة إعلامية لأنها قد تضرب الوحدة الوطنية وبقوة... فهل تستحق الكويت منا كل هذا؟ وهل تعي تلك القنوات أهمية دورها في التوعية والمشاركة في البناء لا الهدم؟

الموضوعية في الطرح تقتضي الأمانة واختيار الأشخاص المناسبين، ومن ذوي الاختصاص لتمثيل وجهات النظر المختلفة في قضايا، قد تهدد أمن الوطن أو المواطن، فاتقوا الله في الكويت، وامتثلوا لما يريده منا والد الجميع حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في إعانته على تحمل المسؤوليات التي شخصها سموه لأبنائه.

إنني على يقين أن لكل مجتهد نصيبا، فهل يجتهد ملاك تلك القنوات وأطقمها في إدارة سياستها نحو التوعية الهادفة وترك الفتنة الهالكة؟ وهل تستحق الكويت كل هذا؟ سؤال يجب أن نسأله لكل مخلص ومحب للوطن... والإجابة عندنا وعندكم.

***

أخيراً خبر اعتزال محمد الصقر الحياة البرلمانية قد يفرح البعض لكنه خسارة لمسيرة الديمقراطية فهل من تراجع يا «بوعبدالله»؟

ودمتم سالمين.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top