الأتراك يحيون ذكرى أتاتورك وأردوغان يغيب عن الاحتفال الرسمي
على الرغم من خلافاتهم السياسية العميقة، توحد الأتراك أمس، حول الاحتفال بذكرى مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. بيد أن الاحتفال شهد غياباً لافتا لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
على الرغم من المشاكل السياسية التي تعصف بتركيا والصراع المحتدم بين انصار العلمانية وعلى رأسهم الجيش وعدد كبير من الاكاديميين من جهة و«حزب العدالة والتنمية» الحاكم من جهة أخرى، ذي الصبغة الاسلامية، والذي يسعى بعض معارضيه الاشداء إلى حظره بعد رفع دعوى قضائية ضده وضد زعمائه، احتفل آلاف الأتراك امس، بذكرى انطلاق حرب الاستقلال التي أطلقها مؤسس تركيا الحديثة، كمال أتاتورك قبل 89 عاماً، بينما جرى احتفال رسمي حضره كبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد الله غول في غياب رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.وأوردت صحيفة «حريات» على موقعها الإلكتروني، أن آلاف الطلاب الأتراك شاركوا في الاحتفالات التي نُظمت على المستوى الوطني بمناسبة «عيد تخليد ذكرى أتاتورك، والشباب والرياضة». واضافت أن الطلاب أدوا الرقصات الفولكلورية والحديثة على حد سواء، وقاموا بالألعاب البهلوانية في العديد من الاستادات والمدارس في جميع أنحاء البلاد. وأظهر الطلاب تأييدهم لتطبيق قرار منع التدخين في الأماكن العامة الذي بدأ تطبيقه أمس، بحسب «حريات». زيارة الضريح وأشارت الصحيفة التركية إلى أن كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم رئيس البلاد زاروا ضريح مؤسس الجمهورية التركية، في أنقرة بمناسبة الاحتفالات بالتاسع عشر من مايو، وهو اليوم الذي أطلق فيه أتاتورك حرب الاستقلال انطلاقاً من سامسون عام 1919. وأوضحت «حريات» أن غول وضع، خلال الاحتفال الرسمي، إكليلاً، من الزهر على الضريح قبل أن يدوّن تعليقاً في سجل الزوار. ولفتت إلى أن رئيس البرلمان كوكزال توبتان، ورئيس المحكمة الدستورية حاسم كيليتش، ورئيس الأركان الجنرال يسار بويوكانيت، ودينيز بايكال رئيس حزب المعارضة الرئيسي «الشعب الجمهوري» الذي أسسه أتاتورك، ورئيس «حزب الحركة القومية» المعارض ديفليت بانهسيلي وغيرهم من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى حضروا الاحتفال الرسمي. وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن أردوغان لم يستطع حضور الاحتفال، ناسبة إلى بيان عن رئاسة الحكومة، أن الأخير تمثل في وزير الدولة ونائب رئيس الوزراء كميل سيشك. وكان أتاتورك أطلق حرب الاستقلال في 19 مايو 1919 انطلاقاً من مرفأ سامسون ضد قوات الحلفاء، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتفكك الامبراطورية العثمانية، واستمرت حتى 29 أكتوبر 1923. (أنقرة - أ ف ب، يو بي آي)