قمة مختزلة في الدوحة ترفض مذكرة البشير وتشدد على إطار زمني لمبادرة السلام العربية

نشر في 31-03-2009 | 00:02
آخر تحديث 31-03-2009 | 00:02
الأمير: فلنلق وراء ظهورنا التوترات والخلافات السياسية التي أثرت على قضايانا
مصالحة سعودية ـ ليبية تعقب مبادرة إشكالية من «عميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين»
أعلن رئيس  الوزراء العراقي أن بلاده لن تتمكن من تنظيم القمة العربية المقبلة عام 2010 لأسباب لوجستية، على أن تحتفظ بحقها في تنظيم القمة عام 2011، وتقرر أن تعقد القمة المقبلة في ليبيا.

مفاجأتان ميزتا القمة العربية الـ 21 التي انعقدت واختتمت في الدوحة أمس. أولاً المصالحة السعودية ـ الليبية المفاجئة، وثانيا اختزال القمة التي كان مقرراً أن تستمر يومين، الى يوم واحد، في حين لم تخرج مقرراتها وكلمات القادة عن التصور الذي كان متوقعاً لها.   

ودعا سمو الامير الشيخ صباح الاحمد في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية الزعماء العرب الى نبذ الفرقة والى ان يلقوا وراء ظهورهم التوترات والخلافات السياسية التي أثرت على القضايا العربية.

وطغت المصالحة السعودية-الليبية، على بعض الاجواء المتوترة، التي تمثلت خصوصاً في كلمة الرئيس السوري بشار الأسد التي لم تخل من العودة إلى بعض محطات الخلافات العربية في الفترة السابقة، وبكلمة الرئيس المصري المقاطع حسني مبارك التي عكست توجها مصريا ثابتا لعدم تمرير أي مصالحة شكلية من دون تعهدات واضحة خصوصا لجهة وقف التدخل في شؤون الدول الأخرى والهجمات الاعلامية. وكما كان متوقعاً، أكد البيان الختامي (إعلان الدوحة) للقمة، الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، "رفض" الدول العربية قرار المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، وشدد على "التضامن مع السودان" و"دعم السودان الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وامنه واستقراره ووحدة اراضيه".

كما جدد "إعلان الدوحة" التزام العرب مبادرة السلام الصادرة عن قمة بيروت العربية، وتشديدهم على ضرورة تحديد اطار زمني لوفاء اسرائيل بالتزاماتها تجاه عملية السلام، وذلك رغم تفرد الرئيس السوري في كلمته الافتتاحية برفض هذه المبادرة ورفض أي حديث عن تفعيلها.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بعد تلاوة البيان الختامي، تحفظ بلاده عن القرار الذي صدر حول العراق، مشيرا الى ان بغداد لن تتمكن من تنظيم القمة العربية المقبلة عام 2010 لاسباب لوجستية، على ان تحتفظ بحقها في تنظيم القمة عام 2011، وتقرر ان تعقد القمة المقبلة في ليبيا.

وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تمكن من حبس انفاس القادة، تحسباً من تفجر الجلسة، إذ بادر الى الكلام بعد الكلمة الافتتاحية التي القاها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، موجهاً رسالة الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مزج فيها التهجم مع طلب المصالحة.

وقال القذافي، متوجها الى العاهل السعودي، في حين حاول امير قطر مقاطعته : "الى أخي عبدالله، 6 سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة". وأضاف: «اريد أن اطمئنك بألا تخاف، وأقول لك بعد ست سنوات ثبت انك انت الذي الكذب وراءك والقبر امامك، وانت هو الذي صنعتك بريطانيا وحمتك اميركا». وتابع: «احتراما للامة، اعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى، وانا مستعد لزيارتك وتزورني انت»، وأضاف القذافي: "انا قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين. مكانتي العالمية لا تسمح لي ان انزل لأي مستوى آخر. وشكرا". وغادر القذافي بعد ذلك القاعة، وتبعه خروج الملك عبدالله وأمير قطر.

وفي وقت لاحق، جمع امير قطر القذافي مع الملك عبدالله في مقر اقامته بحضور وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، ليعلن بعد ذلك المسؤول الليبي أحمد قذاف الدم أن «سوء التفاهم مع السعودية قد انتهى»، وأن «صفحة الخلافات بين الزعيم الليبي والعاهل السعودي قد طويت». وقال قذاف الدم إن "الزعيم الليبي يرى أن الأمة تتعرض لخطر داهم يستهدف الجميع، وعلينا أن نتفرغ لمواجهة العدو الذي يستهدفنا جميعا»، في حين اعتبر وزير الدولة السعودي عبدالعزيز بن فهد أن «المصالحة كانت طيبة»، وأن «مبادرة القذافي كانت في محلها».

back to top