محمد الصباح: متفائلون بانفراج الأزمة اللبنانية توقعات بوساطة كويتية بين القاهرة ودمشق
وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح نقل رسالة من سمو الأمير إلى الرئيس حسني مبارك لتفعيل العمل العربي المشترك، والتشاور بين القيادتين المصرية والكويتية بشأن التضامن العربي، وجهود التصدي لأزمة الغذاء العالمي، إذ أنشأت الكويت صندوقاً بموارد متعددة تستطيع أن تساعد الدول الإسلامية على تجاوز هذا الوضع الصعب الذي يمر به العالم الثالث والدول النامية حالياً.
سلَّم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح، الرئيس المصري حسني مبارك أمس، رسالة من سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر، أعلن أنها تتعلق بالقمة الاقتصادية العربية التي ستعقد في الأسبوع الأول من يناير المقبل في الكويت، وبتطورات الأوضاع الإقليمية ومجمل الأوضاع العربية الراهنة، وسط توقعات بوجود وساطة كويتية بين سورية من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى.وربط مراقبون بين جولة الشيخ محمد التي شملت الرياض والقاهرة، وبين الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد للكويت الأسبوع الماضي، مؤكدين أنها تأتي في إطار سعي دمشق إلى كسر العزلة العربية المفروضة عليها عبر بوابة الكويت التي تأمل سورية في قيامها بوساطة بينها وبين السعودية ومصر.جلسة مباحثاتوعقد الرئيس مبارك جلسة مباحثات مع الشيخ محمد الصباح بالقاهرة في حضور نظيره المصري أحمد أبوالغيط، وسفير الكويت بالقاهرة محمد رشيد محمد الحمد، ومدير مكتب نائب رئيس الوزراء أحمد محمد الصباح.وصرح أحمد أبوالغيط بأن الرسالة التي تلقاها الرئيس مبارك تتعلق أيضاً باللجنة المصرية-الكويتية المشتركة المقرر عقدها الأسبوع المقبل بالإسكندرية.وقال وزير الخارجية المصري في تصريحات صحافية مشتركة مع الشيخ محمد الصباح عقب استقبال الرئيس مبارك له: إن الحديث تطرق إلى الوضع العربي بصفة عامة والجهد المصري للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمناقشات الدائرة بخصوص الوضع في لبنان، وجهود تشكيل الحكومة اللبنانية، وكيفية مساعدة الدول العربية للبنان في هذا الشأن، وأوضح أبوالغيط أن الصباح تطرق خلال اللقاء إلى الجهود الكويتية للتصدي لأزمة الغذاء العالمية، خصوصا أن الكويت أنشأت صندوقا لمساعدة الدول العربية والإسلامية على تجاوز هذا الوضع الصعب الذي تمر به الدول النامية حاليا.القنابل السياسية من جانبه، قال الشيخ محمد الصباح إن القيادة الكويتية حريصة دائما على التنسيق مع مصر، مشيداً بدور مبارك ورؤيته لقضايا المنطقة، لافتا إلى أن القمة الاقتصادية العربية كانت في الأساس دعوة كويتية-مصرية، وانها يمكن أن «تساهم في نزع فتيل القنابل السياسية من العمل العربي المشترك».وعن الوضع في لبنان قال الصباح: إن هناك بوادر انفراج في الأزمة، معربا عن تفاؤله في استمرار الانفراج والمناخ الجديد الذي يجب أن ندعمه في لبنان.ورداً على سؤال عما إذا كانت المفاوضات السورية-الإسرائيلية ستؤثر في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قال أبوالغيط إن المفاوضات السورية-الإسرائيلية هي مفاوضات ابتدائية لجس النبض واستشراف المواقف، معربا عن أمله في نجاح المفاوضات، وأن تصل سورية إلى تسوية النزاع بشأن الجولان، وإلى اتفاق سلام مع إسرائيل.الوضع الفلسطينيوشدد أبوالغيط على أنه لا ينبغى أن تؤثر تلك المفاوضات في الوضع الفلسطيني وعلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، والتي ينبغي أن تستمر في مسارها، وأن تستطيع أن تستمر إسرائيل في التفاوض بالتوازي على المسارين.وعن الموقف الكويتي من الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، قال الصباح: ليس لدينا أي علم بهذه الاتفاقية حتى نتحدث عنها.وأما عن دور الدول العربية النفطية في معالجة تأثيرات ارتفاع أسعار الطاقة في أزمة الغذاء وارتفاع أسعارها، فقال أبوالغيط إن أزمة الغذاء لا تعود فقط إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وأن هناك العديد من المسببات التي طرحت أمام قمة منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، التي عقدت بروما الأسبوع الماضي، موضحا أن القمة الاقتصادية العربية التي ستعقد مطلع العام المقبل ستسعى إلى ربط الدول والشعوب العربية بعضها مع بعض، ليس من خلال مساعدات من الدول الغنية للدول الفقيرة، وإنما من خلال مشروعات استراتيجية في جميع المجالات، ومساعدة الدول العربية من خلال إرساء مفاهيم تسهم في دعم التنمية العربية الشاملة، وزيادة الإنتاج العربي من الغذاء لمواجهة الأزمة.الحياة الكريمةمن جانبه، أوضح الصباح أن صندوق «الحياة الكريمة» الذي أنشأته الكويت برأسمال 100 مليون دولار، ويجري إعداد هيكله الرئيسي، وأساليب عمله يستهدف تقديم المساعدات الغذائية والمالية المباشرة لمواجهة الارتفاع المتزايد في الأسعار العالمية للغذاء، مشيرا إلى أن بلاده كانت قد أسست صندوقا لمحاربة الفقر في الدول الإفريقية، خصوصا الإسلامية منها، وشدد المسؤول الكويتي على أهمية استغلال الموارد العربية الهائلة سواء الطبيعية أو البشرية من أجل تحقيق التكامل والربط بين البلدان العربية في جميع المجالات، ومنها الطاقة النووية والعلمية، لاسيما أن مصر تمتلك العديد من العقول المتميزة في هذا المجال، كما أن هناك دولاً نفطية تمتلك الوفرة المالية لكن لا تتوافر بها مصادر المياه، في حين هناك دول عربية أخرى تتوافر فيها مصادرالمياه والأراضي الصالحة للزراعة.