سيسيليا ساركوزي أتياس... من دبي إلى نيويورك لمساعدة ضحايا العنف المنزلي

نشر في 08-03-2009 | 00:00
آخر تحديث 08-03-2009 | 00:00

أخبرني ريتشارد أتياس وهو ممدد في سريره في دبي: «كنت برفقة سيسيليا الأسبوع الماضي في مركز الأمم المتحدة. روّجنا لمؤسستها الجديدة التي تهدف إلى مساعدة النساء من ضحايا العنف المنزلي. أنا فخور بها جداً...».

كان أتياس يعاني من زكام شديد. لكن الوضع المالي الراهن في دبي أشد سوءاً من الزكام. إلا أن مدير العلاقات العامة هذا يحاول الحفاظ على نظرة إيجابية إلى شتى المسائل، من اقتصاد دبي إلى اقترانه بزوجة رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي السابقة...

لطالما كان أتياس على علاقة بأبرز المشاهير وأصحاب القرار، غير أنه لفت انتباه كثيرين حين مشى في أحد الأيام المشمسة في نيويورك برفقة سيسيليا، التي كانت آنذاك زوجة المرشح الرئاسي نيكولا ساركوزي. فعرضت المجلة الفرنسية Paris Match صورتهما على الغلاف. ونُقلت الصورة لتعرض في أماكن مختلفة. فاعتبر ساركوزي، الذي دعا الصحافيين إلى غرفة نومه قبل هذه الحادثة وبعدها، الصورة انتهاكاً لخصوصيته. وبات الجميع يعرف اليوم كيف أقنع الرئيس الفرنسي سيسيليا لتبقى معه وتصبح السيدة الأولى التي تبوأت المنصب أقصر فترة في التاريخ الفرنسي. لكنّ قليلين يدركون مدى الأذى الذي لحق بأتياس بعد أن صُوِّر بصفته «الرجل الآخر».

تولى هذا الرجل الجذاب مهمة الإشراف على مختلف المناسبات في وكالة Pubcists. وأدرك جيداً أن عليه تجنّب لفت الأنظار إليه إذا أراد مرافقة رؤساء الدول إلى منتديات دولية، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والفوز بثقتهم على الأمد البعيد. لكن على رغم مشاركة أتياس في تنظيم حفلات كثيرة أقيمت على شرف نيلسون مانديلا وبيل كلينتون، فضلاً عن لقاءات دافوس السنوية وغيرها من مناسبات، سمع به كثيرون للمرّة الأولى بسبب علاقته بسيسيليا ساركوزي.

لم تستطع سيسيليا إخفاء مشاعرها وأجرت مقابلات تحدثت فيها عن حبّها لأتياس. وجن جنونها حين ظنت أن الرئيس الفرنسي ساركوزي ألحق الأذى به، وأنه تسبب بطرده من مجلس المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. بعد ذلك انتقلت للعيش معه وابنها (من نيكولا ساركوزي).

مؤسسة جديدة

في الأيام الأخيرة، تصدرت سيسيليا عناوين الأخبار حول العالم بسبب تغييرها مكان سكنها مجدداً. فقد أعلنت افتتاح مؤسستها الجديدة لمساعدة ضحايا العنف المنزلي في نيويورك. وأخبرتني أيضاً بأنها ستعيش مع ابنها في نيويورك، فيما يبقى أتياس في دبي: «أشرف الآن على عمّال نقل الأمتعة. نريد نقل الأثاث من منطقة غرينتش بولاية كونيكتيكت (حيث يملك أتياس منزلاً) إلى وسط مانهاتن. أنا مسرورة جداً. لطالما أحببت نيويورك، وكذلك ابني».

تتابع سيسيليا لتخبرني بحماسة عن مؤسستها الجديدة واهتمام العالم بها. لكن إعلانها هذا أثار سؤالين. فهل تركّز على العنف المنزلي بسبب ما يُقال عن تجربتها مع زوجها السابق ساركوزي؟ وهل انتقالها إلى نيويورك يعني أن ثمة مشاكل في جنة سيسيليا وريتشارد؟

لا شك في انه من الصعب الحفاظ على علاقة جيدة بين زوجين تفصلهما محيطات ورحلة جوية تستغرق 15 ساعة. وقد تفاجأ بعض أصدقائي في دبي حين علم مني أن سيسيليا غادرت دبي. فقد اعتقد أن ابنها يذهب إلى إحدى المدارس هناك وأن ابنتها من زواج سابق انتقلت للعيش في دبي هي أيضاً. لذلك استغرب كثيرون تسارع الحوادث الأخيرة وانتقال سيسيليا للعيش في نيويورك.

لكن أتياس وسيسيليا ما زالا يتحدثان بشغف أحدهما عن الآخر. حددت سيسيليا موعداً لتناول العشاء معي في نيويورك، مشيرة إلى أنها ستتحقق من «جدول أعمال ريتشارد لترى إن كان بإمكانه الانضمام إلينا». أكد أتياس أنه لن يترك مقره في دبي، وأخبرني: «سأنضم إلى سيسيليا في نيويورك الأسبوع المقبل. سأتنقل بين بلدان عدة لأنني أتعامل مع مجموعة من الشركات في دبي ونيويورك وباريس وشنغهاي. تلائمني دبي لأتمكن من مواصل العمل مع البلدان الآسيوية. إنها مكان رائع، وما تقوله وسائل الإعلام عن فقدان دبي مكانتها ليس صحيحاً...».

يشير أتياس بكلماته هذه إلى الأزمة المالية العالمية التي كانت دبي إحدى ضحاياها. فقد أفاد كثيرون أن السوق التي كانت تزدهر وتنمو انهارت. اضطر أتياس إلى التخلي عن منصبه في فرنسا بعدما تركت سيسيليا منصبها كسيدة أولى وارتمت في أحضانه.

انهيار اقتصادي

تجمعني بأتياس صداقة قديمة. في الواقع هو مَن أصرّ على التحدث عن قصة الحب القوية والمميزة التي يعيشها مع سيسيليا. قبل بضعة أشهر راح يخبرني بفرح أنه أسس شركة مع ابن شيخ دبي. فانتقل هو وزوجته إلى دبي. وكانا كلاهما يتحدثان عن المساهمة في مشاريع تخص النساء في المنطقة والقيام بأعمال خيرية في دبي. فبدت الحياة وردية لهذين الحبيبين الذين تزوجا حديثاً.

لكن الانهيار الاقتصادي العالمي بدّل مشاريعهما كلها بين ليلة وضحاها. ويحاول أتياس الخبير في مجال العلاقات العامة الحد من الخسائر: «دافني، لا أعلم لمَ يقول الناس إن أيام دبي انتهت... يبدو لي أن المقالات التي تنشرها الصحف تؤكد انتهاء دور دبي. حصلنا لتوّنا على قرض بقيمة 20 مليون دولار من أبو ظبي. صحيح أنه قرض وأن دبي تواجه مشكلة، لكن لنكن واقعيين. زرت سيسيليا في نيويورك الأسبوع الماضي، ولاحظت أن الوضع مأساوي هناك أيضاً. كذلك سافرت أخيراً إلى فرنسا ورعبتني نسبة البطالة والوضع الاقتصادي السيئ... وضعنا أنا وابن شيخ دبي خططاً لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق معاً. وكانت المشاريع ستعود بفائدة كبرى على دبي، لكن للأسف تدهورت الأوضاع بسرعة كبيرة. يدرك الجميع أن الأوضاع في دبي تبدلت. هذا هو الواقع. بصفتي مستشار علاقات عامة، لا أرى فائدة من إطلاق بعض السياسيين وعوداً بأن الأوضاع ستتحسن قريباً. فما هي إلا أسابيع حتى تزداد الأوضاع سوءاً. لذلك لا أريد تقديم أي تعليقات أو توقعات بشأن دبي. تفهم سيسيليا هذا الواقع. وتحاول مساعدة أكبر عدد ممكن من النساء في الهند وباكستان وتركيا وأميركا وغيرها من بقاع العالم. تشكل هذه المهمة أولوية في حياتها راهناً. أعرف أن الناس يفضلون إجراء شتى التخمينات عن حياتها الشخصية السابقة أو حياتنا معاً. لكن ما تحتاج إليه سيسيليا راهناً الكثير من المساعدة لتنهض بمؤسستها كي تتمكن من مساعدة النساء حول العالم. وأنا أقدم لها دعمي الكامل».

back to top