صوت الحب والأنس والطرب(10) أميرة الأحزان أسمهان... قيس وليلى وشلّة الأنس

نشر في 11-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 11-09-2008 | 00:00

ظلت أسمهان تقيم في فندق مينا هاوس، حتى بعد طلاقها من الأمير حسن، ولم تعد مرة أخرى إلى بيت أسرتها في حي غاردن سيتي، حيث بدأت تعيد حساباتها للعودة إلى عشقها الأول... الفن والغناء، ومن خلال مساعدة شقيقها فريد، وعلى رغم الرفض بإصرار من فؤاد، استطاعت أن تعود الى الغناء وتنتشر بسرعة الصاروخ في الوسط الغنائي، خصوصًا أن صوتها لم يكن له مثيل.

راحت الأميرة تملأ الدنيا غناءً بفنّها وصوتها العذب، غير أن شلة من قرناء السوء التفت حولها، ولقلّة خبرتها وطيب نفسها، وقعت فريسة بين براثنها. أحاطت الشلة بها واستغلت ضعفها وصغر سنها وطيشها واندفاعها وحبها للمال وإنفاقه، وراحت تغريها بلعب الورق، أي زينت لها النزوات كلها!

على موائد القمار، كانت تقامر بكل شيء تمتلكه، حتى الأسوار والأقراط والخواتم، فإذا لم يبق لديها من شيء تقامر به خلعت الفراء الذي تغطي به كتفيها وعادت إلى غرفتها من دونه!

كانت الشلة تصحبها إلى صحراء الهرم، يقضون الليل في اللعب والسمر حتى الصباح.

كانت أخبار آمال تصل الى أسرتها، فتقع الأم عالية المنذر في الحيرة وقلة الحيلة، بينما يشفق عليها شقيقها فريد من هذا الطريق، خصوصًا أنه يعرف جيدا معدنها وموهبتها، التي تهدرها وتضيّعها، فضلا عن صحتها التي تُستهلك، وكأنها تريد أن تنتقم من نفسها، أو تنتحر ببطء، فلا بد من أن تتوقف فورًا وإلا ضاعت آمال إلى الأبد. أما شقيقها فؤاد فكان يطيش عقله كلما سمع خبرًا من الأخبار، لدرجة أنه كان يكاد يصل إلى اتخاذ قرار بالتخلص منها كي لا تجلب العار على الأسرة، فقد كان ذلك كل ما يهمه، وليس أن يرى شقيقته تضيع، لكن كان فريد دائما يثنيه عن التفكير بتلك الطريقة، وأنه لا بد من أن يأخذها بالحسنى واللين وليس بالشدة والغلظة. كان فريد أكثرهم معرفة بطبيعة آمال وبعنادها منذ أن كانت طفلة صغيرة، كان يخشى أن يستعمل معها فؤاد الشدة والقسوة فتعود إلى فعلتها في دمشق عندما حاولت أن تنتحر... لذلك كان يطلب إلى فؤاد أن يمزج الشدة باللين ويخلط العنف بالرقة والقسوة بالحنان في معاملته لها، لكنها كانت عنيدة!

ذهب فؤاد إلى الفندق يعظها بالحسنى، يذكرها تارة بأنها ابنة الأمير فهد أمير الدروز، وتارة أخرى بأنها أميرة، حتى الأمس القريب قبل وقوع الطلاق، كانت زوجة أمير، ولم يكن يدري فؤاد أن الحديث في ذلك الموضوع تحديدًا أكثر ما يؤلمها، فإنه يذكرها بما كانت وما يجب أن تكون عليه الآن.

بعد أن يجلس إليها فؤاد ويذكرها بمكانة الأسرة والأهل، ويعظها محاولا أن يعيد إليها صوابها، ترضخ آمال لحديثه، عن اقتناع تارة، وعن خوف منه تارة أخرى، خصوصًا أنه كان صارما، فيه الكثير من أمراء الدروز، ومن والده تحديدا، كانت تخشى مواجهته، فتوافق أن تعود معه إلى البيت، بل وأن تقطع صلتها بشلة السوء.

العودة الى بيت الأسرة

حزمت أسمهان حقائبها وعادت مع شقيقها فؤاد إلى بيت الأسرة في غاردن سيتي.. وما أجمل أن يكون اللقاء بين أسمهان وشقيقها فريد، فضلا عن اللقاء الخاص الذي تبلله الدموع عندما تأخذ الأم عالية المنذر ابنتها بين أحضانها، ويزيد من جرح آمال غياب ابنتها عنها منذ أن أخذها معه والدها بعد الطلاق لتعيش في السويداء.

تقيم الأسرة احتفالها بعودة آمال، وتكون هي بطلة الاحتفال عندما يلح عليها فريد أن تمتعهم بصوتها في واحدة من أغنياتها، فتوافق بشرط أن يشاركها الغناء، وتجلس تستمع إليه وهي لا تدري والدموع تبلل خديها، فقد كان صوت فريد هو الوحيد القادر على انتزاع دموعها، بكل ما فيه من شجن وحزن.

لكن لم تلبث أن عادت أسمهان إلى سيرتها الأولى، كانت تعود إلى البيت متأخرة، فيغلظ عليها فؤاد في القول. في الليلة التالية، تفاجئه بأنها لا تعود إلى البيت، ويخرج للبحث عنها عند الصديقات، فإذا وجدها عاملها بلطف، وتعود معه وتنقطع عن السهر ليلة أو ليلتين ثم تعود ثانية إلى ما كانت عليه. عندما ضاق فؤاد ذرعا بها، قرر أن يستعمل معها القسوة إلى أبعد مدى، مهما كانت النتائج، فقد جرب معها اللين والحسنى ولم يفلح ذلك معها. في أحد الأيام، عندما تأخرت عن العودة إلى البيت، لم يخرج كعادته للبحث عنها عند صديقاتها، بل ظل منتظرا في البيت ساهرا حتى الساعات الأولى من الصباح. عادت أسمهان تطرق الباب، في انتظار أن يفتح لها، ووقف فؤاد في الداخل مانعا أيًا من أفراد الأسرة أن يفتح لها. بين رجاء عالية وتوسلات فريد، رفض فؤاد رفضا باتا أن يفتح أيهما الباب لها، طالبا منها أن تعود من حيث أتت.

انقطع طرقها للباب، وظنوا أنها عادت من حيث أتت كما طلب منها فؤاد، ولم تنم الأسرة ليلتها بين بكاء عالية، وتنهدات فريد، وضيق فؤاد.

في الصباح كانت المفاجأة، فقد اكتشفوا أنها لم تغادر المنزل، بل ظلت واستلقت على السلم المواجه لباب الشقة وراحت في نوم عميق!

الصوت الإلهي

كان جمال صوتها ورقي موهبتها الإلهية وإتقان أدائها بشكل يبعث الرهبة والطرب معا، سببًا في ذيوع شهرتها بتلك السرعة، فالصوت يتلألأ كلما صدح عاليًا ويرنّ بقوة وينطلق بشحنات نغمية صحيحة وانحناءات وإنشاءات دافئة شجية, رقيقة حنون سواء في علوّها وبلوغها أعلى الدرجات في السلم الموسيقي، أو هبوطها إلى القرار, فهو في المحطات والدرجات كلها يتمتع بمستوى أداء واحد ممتاز. لا ينقلب ولا يتذبذب, يسبغ الألحان جميعها بمسحة درامية, تراجيدية, رقراقة تصيب الوجدان بسهم نافذ، فحين صدp الصوت الذهبي, غيّرت المقاييس وأسلوب الأداء. امتدت مساحة الصوت إلى أكثر من ديوانين, أي ما يوازي أكثر من خمس عشرة درجة على السلم الموسيقي, وذلك لم يكن ينقص مطربات ذلك العصر, خصوصًا سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والتي ربما تفوق قوة صوتها صوت أسمهان، لكن الأخيرة كانت تمتلك ميزة الأداء الغربي بشكل سلس غير مصطنع، إذ تدمج في ذكاء وقدرة ما بين أسلوب الغناء الأوبرالي (صوت الرأس) كأصوات السوبرانو وأسلوب الغناء الشرقي للنوتات الوسط والقرارات (صوت الصدر)، فيأتي غناؤها تراجيديًا في كلا الأسلوبين، وقلة هن المغنيات في عالمنا العربي اللائي تمكنّ من التصويت بتلك الطريقة السلسة, وفي شكل متساو للدرجات كلها في الأداء والجودة، فينثني صوتها في تصاعده أو هبوطه مثل حرير أصيل, ومثل ذهب رنان يصدح بتدفق وحيوية وعذوبة.

قيس وليلى

امتلكت أسمهان قدرة على التعبير التراجيدي بشكل فائق وبليغ, حتى وصلت إلى مستوى أداء الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب في هذا المجال, وهو ما جعله يختارها من بين كل مطربات هذا العصر لتغني أمامه بصوتها في دور «ليلى العامرية» في أوبريت (قيس وليلى) في فيلم «يوم سعيد»، كذلك أعطاها أيضا أغنية «محلاها عشت الفلاح» في الفيلم نفسه، على رغم تقديمه الأغنية بصوته، غير أن محمد عبد الوهاب لم يرد غناءها في أول الأمر، لكنه اضطر لغنائها أثناء وجوده في «أثينا» لتسجيل أغاني فيلم «يوم سعيد» بعدما فقد الأمل في إمكان أن تلحق به إلى «أثينا» لتسجيل الأغنية بصوتها على اسطوانات، وذلك بسبب خوفها إن غادرت مصر أن لا تستطيع العودة مجددا في ذلك الوقت!

غنى عبد الوهاب دور قيس، ولم يظهر هو أيضا في الفيلم.

غنت أسمهان دور ليلى بينما التي مثلت دور ليلى هي الممثلة فردوس حسن والذي قام بدور قيس هو الممثل أحمد علام.

في اليوم السابق لتسجيل أغاني الفيلم، قال عبد الوهاب لأسمهان: لا تسهري الليلة يا أسمهان ولا تلعبي، ونامي باكرا. لأن أي سهر أو لعب سوف يؤثر في صوتك في التسجيل.

ردت أسمهان: حاضر يا أستاذ، من هنا على السرير على طول.

في اليوم التالي، حضرت ووجهها يبدو عليه عدم الراحة، وكان عبد الوهاب مشغولا مع الفرقة الموسيقية لضبط الآلات وتوزيع النوت الموسيقية، ثم بدأ التسجيل. غنى عبد الوهاب بصوته مقطعا من دوره وانتهى، وجاء المقطع الخاص بصوت أسمهان، وبدأت تغني.

فجأة صاح عبد الوهاب بصوت غاضب: أسمهان تعالي هنا.

تقدمت نحوه، فصاح فيها: انتي سهرتي ليلة امبارح؟

ردت في خجل: نعم يا أستاذ.

- لغاية امتى سهرتي؟

- حتى الساعة الرابعة صباحا.

- ذلك واضح في التسجيل.

صرف عبد الوهاب العازفين وأجّل التسجيل.

في اليوم التالي، جاءت أسمهان وغنت بصوتها الساحر الذي سمعه الناس في تسجيل مجنون ليلى. كان السبب أنها نفذت تعليمات عبد الوهاب ونامت الساعة التاسعة مساء!

التابعي فى كواليس أم كلثوم

كان الصحافي الكبير محمد التابعي من الصحافيين اللامعين الذين أسسوا علاقات صداقة مع كبار المسؤولين السياسيين في مصر، كذلك مع الفنانين والفنانات اللامعين واللامعات.

كانت أخبار أسمهان انقطعت عن التابعي منذ أن قرأ خبر زواجها من أمير الدروز في إحدى الصحف، حتى اليوم الذي كان دعي فيه لحضور حفلة في قاعة «بورت» في الجامعة الأميركية في القاهرة لسماع صوت أم كلثوم التي كانت تحيي حفلاتها وقتذاك، وبينما كان يهم بالدخول إلى القاعة، شاهد الصحافي أحمد حسن المحرر في جريدة «البلاغ» ومعه فتاة تذكّر أنه رآها في مكان ما!

لما أخذ مكانه في الاحتفال، قال له الصديق الذي كان يرافقه: هل رأيت أسمهان ونحن ندخل. فجأة تذكر التابعي الوجه الذي رآه منذ ثماني سنوات محاطا بإزار أسود في صالة ماري منصور، فقال لصديقه: أليست أسمهان التي كانت تتأبط ذراع أحمد حسن؟

- نعم... ألم تعرفها؟

- لقد تبدلت تماما.

- ألا تعلم أيضا أنها طلِّقت من زوجها الأمير الدرزي؟

صمت التابعي قليلا من دون أن يبدو عليه اهتمام، ثم أردف قائلا: طلِّقت!! إذن لم تعد أميرة في جبل الدروز.

في اليوم التالي، اتصل الصحافي أحمد حسن بالتابعي وقال له: محمد بك صباح الخير، أنا أحمد حسن الصحافي.

صمت التابعي قليلا وفكر في الاسم وربطه بالمشهد الذي شاهده بالأمس وأسمهان تتأبط ذراعه، أثناء دخولهما إلى قاعة الجامعة الأميركية لسماع أم كلثوم، ورد بسرعة: أهلا وسهلا، تحت أمرك.

- أسمهان تريد أن تتعرف الى حضرتك.

- تتعرف عليّ أنا، لماذا؟

- لا أعرف، لكنها طلبت مني أن أعرّفها بك بعدما شاهدتك ليلة أمس تدخل خلف كواليس مسرح أم كلثوم وتستقبلك الأخيرة في الاستراحة.

استدعاء للتعارف

لكن الأمر وقف عند ذلك الحد فلم تتم مقابلة أسمهان بالتابعي في حينه. خمن الأخير أن سبب طلب أسمهان التعرف اليه هو كونه صحافيا وصاحب مجلة وأنها ترغب في أن يكتب عن نشاطها الفني في مجلته «آخر ساعة»، وأن تكون علاقته بها مثل علاقته بأم كلثوم. ظل التابعي بين التخمين في هذا الأمر أو ذاك حتى فوجئ بعد أسبوعين باتصال هاتفي من الموسيقار محمد عبد الوهاب قائلا: بتعمل إيه يا محمد؟

لا شيء تحديدا.

إذن تعال الآن بالعجل. أنا في البيت.

خيرًا، هل من شيء يدعو إلى تلك العجلة؟

ضحك عبد الوهاب وقال: تعالى من دون أن تسأل، وإن لم تأت فقد فاتك «نص عمرك».

نفذ التابعي طلب عبد الوهاب واستقل أول سيارة أجرة صادفته متوجها إلى الاخير، وكان يقطن في عمارة «آل راتب في شارع الساحة»، ودخل عليه فوجده جالسا وقد أمسك بعوده وأمامه أسمهان، وكان الاثنان يراجعان معا أوبريت «قيس وليلى» وكانت أسمهان تغني لحظة دخول التابعي.

«وما فؤادي حديد ولا حجر... لك قلب فسله يا قيس ينبئك بالخبر».

تسلل التابعي على رؤوس أصابع قدميه وجلس في المقعد الخالي الوحيد وكان الى جانب أسمهان. كان عبد الوهاب بين وقت وآخر يراجعها في بعض النغمات ويصححها أو يطلب منها إعادة غناء مقطع من جديد، وبينما كانت أسمهان، التي طلبت منذ أسبوعين أن تتعرف الى التابعي، مشغولة عنه بالغناء أمام الموسيقار عبد الوهاب، أخذ ينظر إليها ويتأمل وجهها وهو مأخوذ بحلاوة صوتها الحزين الذي فيه شيء يستعصي على الوصف ولكن الأذن تستريح إليه، فوجهها ليس فيه جمال بحكم مقاييس الجمال، لكنها كانت جذابة وكلها أنوثة، وفي عينيها السحر والعجب والسر، ولونهما أخضر داكن مشوب بزرقة، وتحميهما أهداب طويلة تكاد من طولها أن تشتبك، وقد لاحظ أنها كانت تجيد استعمال سحر العيون عند اللزوم.

انتهت بروفة أوبريت «قيس وليلى» فقدم عبد الوهاب التابعي لأسمهان، فمدت يدها بتثاقل وتكلّف ظاهر: تشرفنا يا أستاذ محمد.

- الشرف ليّ.

ثم جلس الجميع، فأخذت أسمهان تصلح من وضع الفراء الذي كان يحيط بعنقها وتتعمد إظهار الخاتم في أحد أصابعها وفيه فص ألماس، وقد احتارت أي ساق تضع على الأخرى، حيث بدا أن حركاتها متكلفة وغير طبيعية، وأدرك التابعي أنها تريد أن تحدث أثرا طيبا في نفسه.

ورطة عبد الوهاب

قطع عبد الوهاب النظرات المتبادلة من دون حديث، بأن راح يتحدث عن الفيلم الجديد «يوم سعيد»، وكيف يجهز له وكيف أنه أرهقه جدا، سواء في اختيار الممثلين أو الأغاني، وكان سبق وطلب من أسمهان أن تشارك فيه بالتمثيل وليس بصوتها فحسب، لكنها كانت ترفض. عاود وفتح الموضوع أمام التابعي، لعلها توافق فقالت أسمهان: سبق وقلت لك يا أستاذ إنه شرف لي، وشرف لأي فنانة أن تشارك في عمل لك، لكني لا أستطيع الظهور في أي فيلم وإلا قتلني أهلي وعشيرتي، فأنت تعلم جيدا من هم الدروز.

ثم راحت تزيد قدرها وترفع من شأنها أمام التابعي، وتذكر عبد الوهاب بأنها ليست درزية عادية، بل أميرة، وكم كانت أسمهان تعتز جدا بهذا اللقب، فقالت وهي تبتسم ضاحكة: ثم أنني لست أي درزية، فأنا كما تعلم أميرة درزية... ومن آل الأطرش!

هنا أدركت بذكائها ربما انها ستواجه بسؤال من الصحافي المخضرم، وهو كيف احترفت الغناء في شارع عماد الدين ولم يقتلها أحد من أهلها، فكان لا بد من أن تستدرك بقية كلامها، فتابعت قائلة: أمثل وأغني في مصر فحسب، لكني لا أستطيع أن أفعل ذلك في دمشق أو بيروت.

حاول التابعي بعد أن زالت الكلفة بينه وبينها أن يشفيها من التكلّف الذي تظهره في جلستها وفي حديثها وحاولت أن تستجيب له، لكن طبيعتها كانت أقوى من إرادتها لأنه عندما كانت تلتقي بأناس للمرة الأولى كانت تتغلب عليها طبيعة التكلف واصطناع الحركات واللفتات التي تعتقد أنها تحدث أثرا طيبا في نفوس الآخرين.

في منزل عبد الوهاب، حاول كثيرا أن يقنعها بالظهور في الفيلم، لكنها رفضت، فقال إنه سيضطر لعمل «دوبلاج» وقد رشح فردوس حسن لتمثيل دور ليلى في الفيلم بينما يكون الصوت لأسمهان، ووقفت الأخيرة في حينه تريد الانصراف فواكبها عبد الوهاب والتابعي إلى الشارع حيث طلبا لها سيارة أجرة.

قال عبد الوهاب لأسمهان، من دون أن يستأذن التابعي وكأنه يورطه: التابعي يريد أن يدعوك يوما ما إلى العشاء.

فابتسمت وقالت: بكل سرور.

ثم التفتت الى التابعي قبل أن تصعد سيارة الأجرة وقالت له: نتهاتف ونتفق على موعد.

ثم انطلقت السيارة بأسمهان وهي تلوّح بيدها مودّعة الرجلين.

نظر التابعي الى عبد الوهاب قائلا: إنها ورطة جديدة من توريطاتك.

ضحك عبد الوهاب وهو يقول: غدا ستشكرني على الورطة!

back to top