الرجل الشرقي في عيون النجمات عدائية أم اختلاف في وجهات النظر؟
«لا يتقبل الرجل نجاح المرأة» شعار مشترك اتفقت عليه نجمات الإعلام والفن، على الرغم من تصريحاتهن بأنهن لسن على عداء مع الرجل بل يختلفن معه في نظرته إلى المرأة ككيان مستقل وفعّال في المجتمع.
لإلقاء المزيد من الضوء على الواقع الذي تعيشه الفنانات في علاقتهن مع الرجل والتي يسودها التوتر في غالبية الأحيان، سألت «الجريدة» مجموعة من النجمات وأتت الإجابات متقاربة إلى حد بعيد.ترى الإعلامية ريتا حرب أنه من الصعب على المرأة التي تعمل تحت الأضواء الحفاظ على حياة شخصية أو عاطفية متوازنة، لأن الرجل الشرقي لا يتقبل نجوميتها، توضح: «يحب الرجل الشرقي المرأة القوية والناجحة في عملها لكنه يخشى الإقتران بها لأنها تتمتع بشخصية مستقلة ومثقفة تخولها التفوق عليه وتشعره بأنه أقل شأناً وهو ما يرفضه على الإطلاق».تضيف حرب: «برأيي الرجل والمرأة يكملان بعضهما ويعود النجاح الذي يحققه أي منهما إلى الطرفين معا بسبب الدعم المعنوي المتبادل بينهما».لا تخشى كارول سماحة أن يهرب منها الرجل في حال اكتشف شخصيتها القوية، تؤكد أنها صادقة إلى أبعد الحدود، ولا تقوم بأي عمل في السرّ إنما تظهر شخصيتها القوية دائماً على الرغم من مرورها ببعض الإنكسارات.رداً على سؤال حول مدى الشبه بين شخصيتها وبين أغنيتها «مجنونة» تجيب: «تشبهني الأغنية إلى حد بعيد لأنها تجسّد تجربة معينة، فكل إمرأة عاشت تجربة هجر حبيبها لها ولم تتقبل عودته بعدما خذلها رددت أمامه: «جيت كأنك منك عامل شي». تتمنى كارول أن يقتنع الرجل بأن المرأة العاملة قادرة على التوفيق بين حياتها العملية والخاصة وأنها قد تتفوق عليه في مجالات عديدة، في المقابل تبدي إعجابها بصفات الرجل الشرقي أي كرمه وشهامته.منطق فاشل من جهتها تصف الإعلامية ريما نجيم الزواج عموماً بالمؤسسة الفاشلة لأنه يقوم على مقولة أن المرأة والرجل واحد، تؤمن بإستقلالية كلا الطرفين من ناحيتيّ التفكير والعمل وغيرهما. يخذلها الرجل الشرقي وتتساءل: إلى أي مدى يتقبل نجاح المرأة وتفوقها عليه؟ كذلك ترفض شخصية الرجل التي صورها مسلسل «باب الحارة» لأنها بعيدة كل البعد عن الواقع في رأيها.لا يختلف موقف مي حريري عن زميلاتها خصوصاً بعد التجارب القاسية التي أثرت فيها، وذكرت في مقابلة سابقة مع «الجريدة» أنها من المعجبات بالرجل الشرقي وترى فيه الصديق والأخ لكنها تساءلت: {أين هم الرجال في وقتنا الراهن؟ أعتقد أنهم نادرون». تضيف حريري: «تعني الرجولة الصدق وقوّة الموقف والحماية للمرأة، ومهما تطوّرنا في المجتمع الشرقي تبقى فكرة أن المرأة لا يمكن أن تكون مستقلة تماماً عن الرجل سائدة، إضافة إلى رفضه واقع نجاحها في عملها».ترفض الإعلامية شانتال سرور منطق الرجل الشرقي وتنزعج عندما يقول للمرأة: «أنا أعطيك حريتك» وتتساءل: هل يمتلك الرجل أصلا حرية المرأة ليعطيها إيّاها؟ تستغرب نظرته الدونية للمرأة على الرغم من أنها تفوقه ذكاءً وقدرة في مجالات حياتية متنوعة. رداً على سؤال عما إذا كانت تعتبر الزواج مؤسسة فاشلة أم ناجحة تجيب: «لا أعرف لكنها إجبارية».اختلاف في وجهات النظرتجد ألين خلف صعوبة في الإرتباط برجل شرقي نظراً إلى قوة الشخصية التي تتمتع بها وإلى الإختلاف في وجهات النظر بينهما، توضح: «تصل الأمور بيني وبين الرجل الى حدّ «تكسير الرأس». قال لي أحدهم مرّة: إذا أردتِ أن تكسبيني في حياتك من الأفضل ألا تردّي عليّ في حال حصل سوء تفاهم بيننا، لأنه يعرف تماما أن ردّي لن يرحمه. لا أتعدّى على الرجل شرط أن يعاملني بطريقة تليق بي وبالتالي أرّد له هذا الاحترام مضاعفاً». تضيف خلف: «أستغرب كيف تتقبل النساء فكرة ضربهن من أزواجهنّ! لا أعتقد أني سأجد الرجل المناسب خصوصاً أنني فنانة ولدي معجبين ولأن الرجل الشرقي لا يتقبل نجاح المرأة وتفوقها عليه، والدليل نسبة الطلاق العالية بين النجمات العربيات».«يلفتني في الرجل الشرقي حبّه للعائلة وكرم أخلاقه وأنه مسؤول أمام المرأة، ما لا أحبه أنه يحلل لنفسه ما يحرّمه على المرأة. أنا مع المساواة بين الطرفين»، هكذا تحدد نيللي مقدسي نظرتها إلى علاقة الرجل بالمرأة مبدية أسفها لحالات الطلاق التي تطاول النجمات العربيات. تضيف مقدسي: «لا يجب أن نلوم الفنانة التي تفضل الفن على زوجها، لأن الرجل يصل أحياناً الى درجة من الأنانية تصبح الحياة معه صعبة خصوصاً حين يشعر أنها تفوقه أهمية وانتشاراً بين الناس».لا تنتهي لوائح النجمات اللواتي يحملن عتباً وعلامات استفهام حول نظرة الرجل لنجاح المرأة وتميزها، فيما يحتار هو بين اعجابه بهذه الخاصية القوية وبين تفضيله المرأة التقليدية غير العاملة لأنها حسب رأي كثر «تريح الرأس» ولا تفتعل المشاكل.