أرزّ باللبن لشخصين

نشر في 08-07-2008
آخر تحديث 08-07-2008 | 00:00
No Image Caption
 محمد الحجيري في واجهة إحدى المكتبات البيروتية، شاهدت كتيب «أرز باللبن لشخصين» للمصرية رحاب بسام، وهو نتاج مدونة كانت أنشأتها الكاتبة قبل مدة، وتندرج ضمن مجموعة مدونات اشتهرت أخيراً منها، «مع نفسي» لغادة محمد محمود، «عايزة أتجوز» لغادة عبد العال، النافل أنه مع انتشار الانترنت، أصبح التدوين إحدى طرق التعبير عن الرأي في العالم العربي، وأفسحت المدونات نشر مواد لا يتوافر إمكان نشرها في الإعلام الرسمي. في مصر آلاف المدونات معظمها للشباب الذين استغلوا هذه المساحة لتدوين أحداث حياتهم اليومية.

بالطبع لا تستوعب النخبة أن تكون عناوين القصص على هذا النحو، ولا تستسيغ أن تكون القصص المطبوعة نتاج المدونات التي باتت ملاذ الحرية في مصر، وكسرت إطار الثقافة الرسمية والتقليدية وباتت حيزاً مهما للتعبير الحر، تقول رحاب بسام‏ في إحدى القصص:‏ «لعمل طبق من الأرز لشخصين ستحتاجين إلى ربع كوب من الأرز أولا‏.‏ أخرجي اللبن من الثلاجة ثم في طبق أبيض واسع ضعي الأرز ونقيه من أي شوائب‏.‏ ضعي كل شيء جانباً، مرارتك‏ وحزنك‏ وغضبك‏ وإحباطك‏، وأي فكرة سيئة»‏.‏

صرحت غادة عبد العال خريجة كلية الصيدلة، أنها لا تخجل من اسم المدونة، مشيرة إلى أن أي شخص، شاباً كان أم فتاة لديه الرغبة في الزواج، وأن المدونة تحمل معنى»عايزة أتجوز صح»، قائلة إنها تتضمن حالات التقدم للزواج التي عرضت عليها، واستعدادات الأسرة لاستقبال العريس المنتظر، وهي اذ تستخدم العامية وتدور كل حوادثها حول عانس تريد الزواج، تقدم صوراً ساخرة وكوميدية لهذه الحالة التي لا تجد فيها هذه السيدة رجلا يملأ عالمها. تقول عبد العال في مقطع من الكتاب: «زمان كنتوا تشوفوا في الأفلام العربي أي بنت تدخل فرح وهي لابسه شيك كده شوية. يتلموا عليها الشبان ويبقوا عايزين ياكلوها. وما تخرجش من الفرح إلا بعريس. دلوقتي نفس التجمعات بس بالعكس. تلاقي كل أم قاعدة هي وبناتها مراقبين الشباب وياويله إللي يعدي جنبهم.

- طارق. إزيك يا ولد. مش تيجي تسلم على بنات خالتك شوف بقوا حلوين إزاي؟

- أنا مش طارق يا طنط وأنا متهيألي كده حضرتك مش خالتي.»

غادة محمد محمود من مواليد 1984، وخريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية لعام 2004، محررة ومترجمة ولها مدونة على الإنترنت تحمل اسم «مع نفسي» قدمت من خلالها بعض النصوص والقصص التي تحكي الأحداث اليومية التي تعيشها تقول عنها: «بعدما تزوجت شعرت بفراغ كبير لم أعرف كيف أستفيد من الوقت، فوجدت فكرة المدونة كنوع من تبادل الآراء من خلال تقديم المواضيع وتبادل التعليقات من القراء، كنت أحكي فيها بعض مواقف الحياة اليومية التي تعيشها اي فتاة في مقتبل العمر في بداية زواجها، ومنها بعض المواقف في المطبخ أو مع جيراني، حتى إنني كتبت عن فترة حملي فتعايش معها القراء بشكل كبير».

تضيف: «لم أعرف أن مدونتي ستتحول من مجرد صفحات على النت الى كتاب يقبل القراء على شرائه ليحقق مبيعات هائلة في معرض الكتاب، وهو بالنسبة الي النجاح الأكبر».

تقول في مدونتها: «الطبخ فعل حب، هذا ما عرفته، وما شعرت به حينما كنت أعد لك كيك الشوكولا بالأمس أو فطيرة التفاح قبلها. لم أستطع الوقوف في المطبخ من دون أن أسمع موسيقى هادئة، حرصت على أن أعمل بيدي وأن أمزج المكونات وكأنني أربت على ظهر طفل. أنا لا أرغب في أن تكون رائحة بيتنا برائحة العطور، أو معطرات الجو، سيكون من الأفضل أن يكون البيت برائحة النعناع أو القرفة أو الشوكولا الذائبة أو التفاح».

جموح أصحاب المدونات إشارة الى التحول في الواقع الثقافي، اذ بات كل شخص يستطيع أن يكون مؤلفاً ويمكن لكل حامل كاميرا أن يصور الأفلام، هذا ما أفرزته العولمة والمعلوماتية، ومن خلالهما تحطمت اسوار المركزية لصالح الثقافة الافقية.

back to top