مواقف جنبلاط بين «المراجعة» و«التناتش على السلطة»

نشر في 21-04-2009 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2009 | 00:01
شمعون يرى أن «كلام الليل يمحوه النهار» ودندشي يطالبه بالاعتذار
الحديث المتلفز للنائب وليد جنبلاط يتفاعل على الساحة اللبنانية وكل يقرأه على هواه.

لا تزال المواقف الأخيرة التي أطلقها رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، والتي سرّبت عبر فيلم مصور بالهاتف الخلوي خلال جلسة خاصة جمعته بعدد من المشايخ الدروز، تتفاعل على الساحة اللبنانية.

وفي حين حرص جنبلاط، الذي كان أعلن أمس الأول أنه لن يعتذر عما قاله، على لملمة ذيول كلامه من خلال المواقف التي أطلقها المقربون منه، كان لافتاً تلقف كل من قوى الأكثرية والمعارضة المواقف الجنبلاطية كل على هواه ووفقاً لما تقتضيه مصالحه.

الى بكركي، أوفد النائب جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور، محملاً اياه رسالة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

وأشار أبو فاعور الى ان اللقاء شكل "مناسبة للتأكيد على تمسكنا بالمصالحة وكل ما تعنيه من نبذ للتفرقة وتنقية للذاكرة، وما تعنيه هذه المصالحة في كل معانيها وما أنجزته من المسار الاستقلالي في لبنان".

ولاقى ابو فاعور جنبلاط في حديثه عن وجوب تجنب الانعزال، بالقول: "اذا كان هناك من رغبة لدينا في الخروج من القوقعة او من اي حالات انعزال فهذا كلام نقوله في وسطنا الخاص التقليدي قبل ان نقوله في اي أوساط اخرى"، مؤكداً في الوقت عينه "تمسك قوى 14 آذار مجتمعة، بالخيار الاستقلالي وبالسلم الاهلي ونبذ الاحقاد والحوار والانفتاح سبيلا الى حل كل الاشكالات السياسية".

وفي الاتجاه نفسه، ذهب النائب مروان حمادة موضحاً ان مواقف جنبلاط جاءت في اطار "مصارحة ودردشة وأسئلة وأجوبة حول اوضاعنا في مرحلة كانت اللوائح تتألف ويتجاذب من خلالها وحولها الكثير من القوى السياسية"، واضعاً بث الفيلم في سياق "الامعان في محاولة بت الفرقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبين حلفائه في حركة 14 اذار، وأكثر من ذلك محاولة بث الشكوك بين أعضاء اللائحة الواحدة الموحدة".

وإذا كانت المعارضة تباينت في تقييم مواقف جنبلاط بين اعتبارها "بداية لمراجعة سياسية جديدة"، وبين وضعها في اطار "التناتش على السلطة" داخل فريق الاكثرية، إلا ان مواقفه هذه لم تحرّك ساكناً لدى حلفائه، على الأقل ظاهرياً، باستثناء الموقف الذي عبّر عنه عضو كتلة "المستقبل" النائب عزام دندشي الذي عبّر عن الاستياء من استخفاف جنبلاط بأبناء عكار بقوله أن "ألف شاب من عكار لم يصمدوا نصف ساعة في 7 مايو الماضي"، فأكد أن "اهل عكار خزان الوطنية الصادقة وخزان ثورة الارز وحمايتها، لن يثنيهم عن الايمان بها من يحاول النيل منها إن  أراد ان يهرب وان "يبرم" لأن المعطيات الدولية "برمت"، ولكن يبدو ان الفرائص بدأت ترتعد خوفا، فبدأنا نشهد قلب الحقائق". وأضاف: "لا نقبل إلا اعتذاراً لأهل عكار وجمهور رفيق الحريري وحماة 14 اذار".

وبالعودة الى مواقف المعارضة، اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن"جنبلاط بالفعل بدأ مراجعة سياسية لمواقفه"، وقال: "نحن نأمل ان تسفر هذه المراجعات عن إعادة تموضع جديد وتتم المصالحات بين مختلف القوى السياسية في لبنان لإعادة إنعاش جو الوحدة الوطنية".

وعبّر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن ارتياحه "للتضعضع الحاصل في صفوف 14 آذار"، مشيراً الى ان "ذلك يؤكّد أن الرابط بينهم كان رابطًا خارجيًا وأنه لا يجمع بينهم أي هدف بل هناك "تناتش" على السلطة".

وقال عون: "لم أكن أنتظر من جنبلاط أفضل من هذا الكلام الذي قاله أخيرًا، وسأنتظر لأرى كيف سيأخذ الصورة مع حلفائه يوم اعلان اللائحة"، وقال: "لا علاقة لي بأي اعتذار من جنبلاط، بل على أصحابه أن يطالبوه بذلك، وقد نبّههم هو مسبقًا إلى أنه لن يعتذر، وعلى من يريد الزحف ليشحذ الحصول على مواقع أن يتحمل الإهانات".

وفي سياق المواقف أيضاً، علّق رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون على كلام جنبلاط بالقول: "كلام الليل يمحوه النهار". وأضاف: "الذي بيده الممحاة وحابب ان يمحي فيقدر هو ان يمحي، فنحن تعودنا في لبنان ان يحصل كلام قد لا يرضي الجميع، ولان هناك مصلحة البلد، فيمكن للانسان ان يقفز فوق الكلام ويتابع المسيرة".

وهل هناك مشكلة مع جنبلاط؟، أجاب: "ليس هناك مشكلة جدية، نحن مررنا بظروف أصعب من هذه كثيراً مع النائب جنبلاط واستطعنا ان نتخطاها لمصلحة البلد والمنطقة".

back to top