إعلان إسرائيل في مطابع الوطن يثير ردوداً غاضبة وزير الإعلام: سنتخذ الإجراء المناسب وفق القوانين الصرعاوي يطالب الحكومة بتحريك دعوى قضائية لاري: نشره خيانة للأمة الإسلامية الحربش: جزء من مجزرة غزة خالد الخالد: يهدف إلى هدم كيان الدولة
أكدت الكويت، حكومة ونوابا وقوى مدنية، أصالة مواقفها المعتادة من القضايا العربية والإنسانية عندما وقفت رافضة «اعلان اسرائيل المطبوع في مطابع الوطن» الذي أثارته «الجريدة» في عدد أمس والذي يدافع عن السياسة الصهيونية ويبرر المجازر الوحشية التي ترتكبها اسرائيل بحق قطاع غزة وشعبه.
فحكوميا، قال وزير الإعلام صباح الخالد «انه طلب من الجهات المختصة في وزارة الإعلام إعداد تقرير مفصل بشأن هذا الموضوع»، مؤكدا أنه سيتخذ الإجراء المناسب بعد دراسة التقرير، مبدياً حرصه على أن يكون ذلك الاجراء وفق إطار القوانين والنظم المعمول بها في وزارة الإعلام». أما على الجانب النيابي، فأتت ردود الأفعال متطابقة مع مطالبات النواب الرافضة لأي تعامل مع الكيان الصهيوني وأدواته الإعلامية، إذ أعرب النائب عادل الصرعاوي عن أسفه لما نشرته صحيفة «الوطن دايلي» الكويتية في ملحقها من إعلان يبرر هجمات العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني، مطالبا الحكومة بتحريك دعوى قضائية واتخاذ كافة الإجراءات تجاه الصحيفة. ومن جانبه، ابدى النائب محمد العبدالجادر، استغرابه من قيام احدى الصحف المحلية التي تحمل لواء قضية غزة بالتعامل مع الكيان الصهيوني بهذه الطريقة وتسمح بنشر إعلان مصور في صحيفة اجنبية يُطبع بمطابعها يبرر الجرائم الاسرائيلية ويؤيد الحرب ضد غزة، داعيا الجهات الرسمية الى احالتها الى جهات التحقيق. وبينما أعلن النائب محمد هايف عن تقديم عدد من النواب طلبا نيابيا «يدعو الى احالة كل من أيد الحرب الاسرائيلية على غزة في وسائل الاعلام الى النيابة، سواء من الصحف أو الكتاب الذين سمحوا بالتطاول على إخواننا المجاهدين في غزة»، أبدى النائب خلف دميثير رفضه قبول نشر أي موضوعات تحمل اساءة لأهالي غزة، أو تبرر الحرب الاسرائيلية على القطاع، مؤكدا أن الحرب الإسرائيلية مستمرة منذ زمن طويل وليس كما نشر بأنها رد على «حماس». وقال النائب د. فيصل المسلم: «إذا كان هناك اعلان نشر للكيان الصهيوني، فهو مثل أي مخالفة يجب تفعيل القانون وتطبيقه ضد من ارتكبها»، مشددا على ضرورة تطبيق القانون. واعتبر النائب أحمد لاري «نشر الإعلان في هذا الظرف العصيب الذي يمر به اخواننا في غزة خيانة للامة الاسلامية والعربية»، مطالبا باتخاذ أقسى العقوبات ضد كل من ساهم في نشر الإعلان ، في حين وصف النائب د. جمعان الحربش نشر الإعلان «جزءا من المجزرة وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين»، مضيفا: «حتى بعض اليهود المنصفين يطالبون بوقف هذه المجزرة، أما أن يأتي شخص مسلم ويساهم في تبرير قتل الناس فهذه جريمة». وبينما قال النائب مسلم البراك أن هذا الأمر «مرفوض» متمنيا الاطلاع على الإعلان حتى يقول رأيه «بتفاصيله»، طالب النائب عبدالواحد العوضي «الصحف الأجنبية التي تطبع في مطابعنا بدعم ابناء فلسطين، ونحن نؤمن ككويتيين أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا كما هي قضية فلسطين». أما على الصعيد الشعبي، فاعتبر رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الانسان المحامي علي البغلي أن ما نشر «صدمة اصابت الجميع وتحديداً في مثل هذه الظروف التي تعيشها غزة والمجازر الوحشية التي ترتكبها اسرائيل في حق الفلسطينيين»، مستغرباً «مررو هذه الاعلانات مرور الكرام من دون أي منع من قبل رئيس تحرير الصحيفة»، مؤكداً ان ما نشر تسبب في خدش مشاعر الملايين من العرب المتعاطفين مع غزة. أما عضو المجلس البلدي خالد عبدالرزاق الخالد فرأى أن ما نشر إهانة واضحة وموجهة لكل عربي ولا يجوز غض النظر عنها، متسائلاً: «هل صحيفة الوطن فوق القانون؟» مناشداً الجهات الحكومية والرسمية بسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة وتوقيع اقصى وأشد العقوبات لمثل هذه التصرفات الهوائية وغير المسؤولة، معتبراً أن ما نشر هو ضمن مخطط مدروس يهدف إلى هدم كيان الدولة. وبدورها اعتبرت أمينة سر جمعية الخريجين الكويتية مها البرجس ما نشر «جريمة في حق الصحافة الكويتية الحرة النزيهة»، قائلة: «لو أرادت صحيفة الوطن التعامل مع إسرائيل فعليها مراعاة مشاعر الملايين في الدول العربية»، مستغربة «وصول الاستهتار إلى درجة مساندة العدو ونشر إعلانات تبرر مجازره على القطاع». أما رئيس لجنة المشروعية والدستور في جمعية المحامين الكويتية عبد الكريم حيدر فرأى أن «نشر إعلان يؤيد الحرب الوحشية والمجازر الجماعية التي تقوم بها إسرائيل على قطاع غزة يعد من جرائم أمن الدولة ومخالفة صارخة للدستور يعاقب عليها القانون».