الجوعان أصيب في رجله فقط!

نشر في 14-05-2009
آخر تحديث 14-05-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله الكويت اليوم مريضة وتئن بسبب إهمالنا وكلامنا الكثير، وإن كان ظهور الجوعان في هذا الوقت المهم من عمر الكويت قد أعطى دفعة من الأمل من خلال توجيهه إشارات واضحة تدعم رغبة صاحب السمو لمبدأ حسن الاختيار، إلا أن الألم والحسرة على أحوال الكويت لم تتوارَ في حديثه.

كانت المرة الثالثة التي لم أستطع منع نفسي من البكاء... وهي لحظة دخول الشهيد الحي حمد الجوعان، وهو وصف رئيس تحرير "القبس" وليد النصف صاحب مبادرة "برلمان القبس". المرة الأولى التي بكيت فيها كانت في وقت الرحيل المستمر للكويتيين عبر الحدود البرية مع السعودية إبان الغزو العراقي، حزنت وبكيت لأنني لم أستطع أن أقوم بالفعل نفسه لصعوبته عليّ، رغم أنني لا ألوم أي إنسان كويتياً كان أم مقيماً على المغادرة لأن الوضع لم يكن يطاق وقتها. أما المرة الثانية، فكانت فى اليوم الذى ناقش المجلس فيه قضية الأسرى واستطاعت الحكومة مع بعض "نوابها" تحويل القضية إلى ملف حكومي.

استرجعت هذين الموقفين عندما دخل حمد الجوعان قاعة الكريستال فى فندق الشيراتون يوم أمس الأول واستقبل بعاصفة من التصفيق.

الكويت اليوم مريضة وتئن بسبب إهمالنا وكلامنا الكثير، وإن كان ظهور الجوعان في هذا الوقت المهم من عمر الكويت قد أعطى دفعة من الأمل من خلال توجيهه إشارات واضحة تدعم رغبة صاحب السمو لمبدأ حسن الاختيار، إلا أن الألم والحسرة على أحوال الكويت لم تتوارَ في حديثه، لكنه كان كعادته قوياً وذا إرادة لا تلين، فهو لا يرى أي بصيص أمل إلا من خلال العمل والصبر.

الحكومة في الكويت تملك معاول تغيير كثيرة وجبارة لتغيير الأوضاع، فهي تملك الإعلام والثروة والمستشارين والمفكرين والوزارات... وفي المقابل الجميع ينادي بالتغيير، والمطلوب من كل حكومة أن تضم الناس إليها جميعهم دون تمييز وتضعهم تحت مظلة القانون والعدالة... وهي تستطيع أن تفعل ذلك اليوم قبل الغد، لكن فئة من الناس تخيفها أوتحذرها من فعل ذلك، وهو ما يتطلب تكاتف الكويتيين جميعاً ضد هؤلاء الذين يحرقون الكويت ويتلذذون بذلك. مطلوب من الناس جميعا أن تعمل؛ الجمعيات، والصحافة، والفاعلون من أفراد المجتمع الأهلي والتيارات السياسية الوطنية... وهذا ما أراد حمد الجوعان أن يقوله.

الكويت تنزف وهي بحاجة إلى إسعاف في عدد من المواقع، وأحدها، بل أهمها، يتجسد في تقدير أهمية صندوق الاقتراع... يجب نبذ كل مَن شارك في انتخاب فرعي، وأفتى ضد المشاركة السياسية للناخبات، وكل من رشى، وعمل على استعراض عضلاته السياسية من أجل بقائه في الكرسي النيابي.

أجاد الجوعان في محاضرته المؤثرة بصدقه لأنه تكلم عن الكويت كما تستحقه الكويت.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top