طهران تهدد بالسيطرة على هرمز والكويت تفكر في بدائل لتصدير النفط
لأول مرة... الحكومة تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد
هدد قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري بالسيطرة على مضيق هرمز في حال نشوب نزاع مع الولايات المتحدة وكرر تحذير دول المنطقة من مغبة استخدام اراضيها ضد بلاده. وتعليقاً على ذلك حذّرت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الكويتية أمس من تبعات هذه التهديدات، وجددت تأكيد الكويت عدم استخدام أراضيها لتوجيه أي ضربات عسكرية ضد إيران. فضلاً عن سعيها لمعالجة الأمور بطرق سلمية لتجنيب المنطقة ويلات يصعب حصرها في حال اندلعت حرب جديدة.
ونبّهت المصادر الى أن الكويت «لم تعدّ لأي طارئ قد يحدث جراء نشوب حرب إيرانية ـ غربية في الخليج»، مشددة على ضرورة وضع خطط بديلة لضمان تصدير إمدادات الطاقة وكذا وصول الإمدادات المختلفة الى البلاد. وتوقعت المصادر أن تأخذ الحكومة التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز هذه المرة على محمل الجد، خصوصا بعد منعطف التصعيد من جميع الأطراف بما يصب في تعجيل الضربة العسكرية ضد إيران، مشيرةً الى أن هناك خطة طوارىء سابقة أعدت لهذا الغرض باستخدام الأراضي السعودية لضمان تصدير النفط واستيراد المواد الأولية للبلاد. ولفتت المصادر الى أن «مجلس الوزراء، سيستعرض في اجتماعه المقبل إضافة الى الملف الأمني ومواجهة الإرهاب، التهديدات بإغلاق المضيق، وطريقة التعامل معها بما في ذلك البدائل الممكنة لقنوات تصدير النفط واستيراد الضروريات». وكانت طهران جدَّدت تهديدها بالتحكم بمضيق هرمز في حال تعرضها لهجوم عسكري غربي، مشددة على أن المواجهة ستمتد الى النفط، عبر الإمدادات، وبالتالي في الأسعار، ومحذرة في الوقت نفسه حكومات دول المنطقة من مغبة السماح باستخدام أراضيها لضرب إيران. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني لصحيفة «جام جم» الإيرانية المحافظة: «من الطبيعي أن تستخدم كل دولة تتعرض لهجوم من عدوها كل إمكاناتها وفرصها لمواجهة الخصم». وأضاف: «في ما يتعلق بالطريق الرئيسي لخروج موارد الطاقة، فإن إيران ستعمل بالتأكيد على فرض قيود على الخليج الفارسي ومضيق هرمز». وأوضح جعفري: «إذا وقعت مواجهة بيننا وبين عدو من خارج المنطقة، فإن نطاق (المواجهة) سيمتد بالتأكيد للموضوع النفطي»، مؤكدا أن «بعد هذا التحرك (فرض إيران قيود على الممر المائي في الخليج) فإن سعر النفط سيرتفع بدرجة كبيرة جدا وهذا من بين العوامل التي تردع الأعداء». وحذر المسؤول العسكري الإيراني الدول في المنطقة من السماح بأن تستغل أراضيها في أي هجوم عسكري. وأوضح: «إذا استخدم الأعداء من خارج المنطقة أراضي دول إقليمية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ستكون حكومات تلك الدول مسؤولة وسيكون لنا حق واضح في التحرك بالطريقة ذاتها ضد قدراتهم العسكرية وضد قدرات الأعداء في أي مكان». الى ذلك، أكد جعفري أن إسرائيل «تقع في مرمى صواريخ الجمهورية الاسلامية»، مضيفاً «ولا يمكن للنظام الصهيوني، ورغم كل قدراته، مواجهة قوتنا وقدرتنا الصاروخية». وتابع: «قد يكون هدف العدو من مهاجمة المواقع النووية الايرانية تأخير نشاطاتنا النووية، ولكن أي توقف سيكون قصيراً جداً لأن القدرات العلمية الإيرانية تختلف عن تلك السورية والعراقية». وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت الأسبوع الماضي، أن اسرائيل شاركت بأكثر من مئة طائرة في مناورات مع اليونان في البحر الأبيض المتوسط في وقت سابق من هذا الشهر قد تكون استعدادا لاحتمال شن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. طهران ـ وكالات