قمة «الأطلسي» تطلق مرحلة جديدة بين «الضفتين»

نشر في 05-04-2009 | 00:12
آخر تحديث 05-04-2009 | 00:12
تعهد أميركي يُسقط اعتراض أنقرة على راسموسن
بقدر ما كانت سهلة عملية التوافق بين الدول الـ28 الأعضاء في "حلف شمال الأطلسي" بشأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان التي اعتمدت «مقاربة شاملة تجمع ما بين القدرات والتعزيزات العسكرية والمدنية»، بقدر ما كانت صعبة عملية التفاوض حول تعيين الأمين العام الجديد للحلف إثر «الفيتو» الذي وضعه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ضد ترشيح رئيس وزراء الدنمارك اندرس فوغ راسموسن على خلفية عدم تنديده بالرسوم الكاريكاتورية الشائنة في حق النبي محمد والدين الإسلامي.

واستدعى الأمر تأجيل المؤتمر الصحافي المشترك للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل والأمين العام للحلف جاب دو هوب شيفر ساعتين ونصفا تقريبا لإقناع الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس حكومته أردوغان بتعيين راسموسن، وهو ما أشارت اليه ميركل ونوه به الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي وجّه في مؤتمره الصحافي شكره الى أنقرة لتراجعها عن «الفيتو».

من جهته، أعلن أردوغان أن تركيا أسقطت اعتراضها على تعيين راسموسن أمينا عاماً جديداً للحلف، بعد أن استجاب أوباما "لاعتراضات" أنقرة، وقال ان بلاده تلقت "ضمانات" من الرئيس الأميركي بأن أحد نواب راسموسن سيكون تركياً وأن القادة الأتراك سيكونون موجودين في قيادة التحالف.

ومن اللافت أن تركيز قادة "الأطلسي" انصب على استئصال تنظيم «القاعدة» من افغانستان وباكستان، في حين لم يأتِ أحد على ذكر حركة "طالبان" أثناء المؤتمرات الصحافية.

وشهدت مدينة ستراسبورغ الفرنسية مواجهات بين رجال الشرطة ومتظاهرين معادين لـ"الأطلسي" وأنصار السلام ومجموعات يسارية ضد العولمة، إذ تم احراق فندق وعدد من المحال والأبنية وتوقيف عدد من المتظاهرين.

وقال أوباما أمس، في الذكرى الستين لتأسيس "الأطلسي" وبمناسبة عودة باريس الى القيادة المشتركة للحلف: «جئنا الى هنا للإصغاء والتعلم والقيادة والتوجيه ذلك اننا علينا جميعا لعب دور، فالتحديات الحالية لا يمكن رفعها بمفردنا. ولدي الثقة بالزعماء الذين التقيتهم، فهم يشاطرونني الرأي والاهداف، ولقد حققنا الكثير من التقدم ونحن نرحب بعودة فرنسا وتجديد التزامها، واتفقنا على مواصلة العمل حول مفهوم استراتيجي جديد من أجل تحديث الحلف لمواجهة التحديات المطروحة الآن والمخاطر المحدقة من خلال بناء شراكة جديدة وبالتشاور مع روسيا". وشدد الرئيس الأميركي على هدفه الأساسي وهو «تعزيز الموارد والقدرات من اجل استئصال (تنظيم) القاعدة من افغانستان وباكستان ومنعه من العودة والانتشار في دول أخرى»، وقال: «علينا الآن اعتماد استراتيجية جديدة بعد اجتماعَي لاهاي وستراسبورغ وحشد الالتزامات العملية، ولهذا اتفقنا على إرسال خمسة آلاف جندي ومدرب جديد إلى افغانستان لوضع استراتيجية موضع التنفيذ ودعم المشاريع المدنية والانتخابات المقبلة في افغانستان، كما رصدنا مبالغ اضافية لتعزيز الأمن وأسسنا صندوقا خاصا لدعم الانتخابات الحرة».

من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: "صفحة سوء التفاهم والخلافات المتبادلة قد طويت وأعتقد بصدق ان هناك مرحلة جديدة من العلاقات بين ضفتي الأطلسي»، وأضاف ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة تتوافق كليا وبالتفصيل مع ما كان يطالب به الأوروبيون منذ اشهر وسنوات، والمقاربة الاوروبية حول افغانستان هي التي انتصرت». وجاء في بيان وزِّع في ختام القمة ان حلف "الأطلسي" يأمل عودة الاتصالات الوزارية بين الحلف وروسيا قبل الصيف المقبل «على الرغم من وجود خلافات معها».

back to top