الملا: الصحافة الاقتصادية الكويتية لم تقم بدورها في الأزمات أكد أن من حق حمَلة الأسهم معرفة ما يحدث في البورصة بشفافية
في منتدى اقتصادي اعلامي أقيم على مدى اليومين الفائتين، أعلن نائب رئيس مجلس ادارة شركة الملا العالمية للتمويل والاستثمار ان الصحافة الاقتصادية لم ترق إلى المستوى المطلوب والمنتظر منها وخصوصا خلال الأزمات.أكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة الملا العالمية للتمويل والاستثمار عبدالله الملا، أن العلاقة بين الإعلام والصحافة تقوم على أسس من القيم والمبادئ المرتكزة على المنفعة المتبادلة، مستدلاً على صحة ذلك بما يشهده العالم من أزمة اقتصادية واضطرابات مالية وضحت بشكل رئيسي في الولايات المتحدة، ودفعت رئيسها جورج بوش إلى جمع المتنافسين على كرسي الرئاسة، للوصول إلى مخرج لتلك الأزمة الخانقة.
الاعلم الأميركيوقال الملا في كلمة له بالمؤتمر الاعلامي الاقتصادي، الذي عقد على مدى يومي أمس وأمس الأول «رأينا خلال تلك الازمة كيف ان مرشحَي الرئاسة اوباما وماكين أوقفا حملتهما الانتخابية من اجل انقاذ اميركا من الانهيار، وهو ما يعكس تضافر جهود الحزبين المتناحرين على الوصول الى البيت الابيض، لأنهما يدركان ان الخسارة ستكون على الجميع».وعندما صوَّت مجلس النواب على خطة الانقاذ لبوش قال بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي، إن الجميع تضافرت جهودهم وتناسوا خلافاتهم الحزبية وساهموا في إنقاذ بلدهم، الذي يعود بالفائدة على المواطن الاميركي.وأعرب عن اعتقاده أن «الاعلام الاميركي ساهم بدور كبير في تحليل الوضع وخطورته، مما دفع بأصحاب القرار من نواب المجلس الى السعي لتمرير خطة الانقاذ بـ700 مليار دولار، ولذلك نرى أن للاعلام دورا كبيرا في صناعة القرار السياسي عبر نقل الحقيقة إلى صناع القرار أو المواطن، ومن هنا تأتي اهمية الوسائل الاعلامية المقروءة والمتلفزة، ولاسيما أننا نعيش في عصر السماء المفتوحة، وتحول العالم إلى قرية صغيرة، وبمقدور المواطن اليوم أن يقرأ صحيفة اقتصادية في أميركا صادرة في واشنطن، أو يطلع على صحيفة في موسكو أو في اليابان، فكل المعلومات أصبحت في متناول الجميع».وأوضح الملا أن الاعلام والصحافة الاقتصادية لعبا الدور الرئيسي في انقاذ الانهيار الاقتصادي للولايات المتحدة، والمتابع لما ينشر في الصحف الاميركية او الاوروبية من تقارير أو تحليلات اقتصادية يرى مدى اعتماد هذه التقارير على لغة الارقام ودقة المعلومات، بل ان البعض يشير إلى مصادرها، مما يدل أن التحليل الاقتصادي «متعوب عليه»، كما نقول بالكويتي، ربما قد لا نتفق مع هذه التحليلات المالية، لكن هذا يدفعك إلى احترامه وتقدير الجهود التي بذلت حتى تنشر في الصحيفة، مضيفا ان الصحافة في العالم العربي خصوصا الصحافة المقروءة، إن جاز لنا ان نقول، مقصرة في تقديم خدمات اخبارية في مستوى الدول الاجنبية خصوصا الولايات المتحدة، بل انها كثيرا ما تخضع اخبارها وتحليلاتها للمزاج الشخصي لبعض المحررين أو الصحافيين أو أن يكون المحرر لديه علاقات شخصية مع أصحاب الشركات وملاك الاسهم، وبالتالي فإننا لن نقرأ تحليلا دقيقا مدعوما بالأرقام والاحصاءات. سوق البورصةولفت إلى «اننا حتى وقت قريب لم نقرأ الأسباب الحقيقية لانهيار سوق الأوراق المالية في الكويت خلال شهر رمضان، بل ان أحد النواب أبلغني أنه يريد ان يعرف ما يجري في سوق البورصة حتى يساهم من خلال المؤسسة التشريعية، أي مجلس الأمة، في الحد من التدهور في الاسعار إلا انه لم يجد تحليلا واقعيا ودقيقا في معظم الصحف الكويتية، رغم وجود 17 صحيفة على الساحة الكويتية تضاف اليها صحيفة «الصوت»، التي يصدر عددها الأول اليوم.وذكر الملا انه يعتقد أن «الصحافة الاقتصادية لم تقم بدورها كما يجب في الكثير من الأزمات الاقتصادية في الكويت، وأن البعض يرجع ذلك إلى ان المعلومات غير متوافرة للصحافي وقد تكون في متناول يده، لكن سياسة الصحيفة تمنع نشرها بالصورة المطلوبة، فقد قال لي أحد الصحافيين إن المسؤولين في الشركات الاقتصادية والمالية «يزعلون» بل يتضايقون منا إذا نشرنا خبراً دون علمهم وكأننا ارتكبنا جريمة في حق الشركة، مما يدفع البعض إلى الاتصال بمسؤولينا بعرض الشكوى، وأبرز مثال على ذلك اننا لم نر في معظم صحفنا مقابلة مع المسؤولين في سوق الاوراق المالية لمعرفة إلى أين ستصل الأزمة وانهيار الاسهم، بل إنني كنت أتوقع أن تنشر الصحف امتناع المسؤولين في البورصة عن الحديث، مع انه من حق من يحمل الاسهم ويتعامل مع البورصة أن يعرف الحقيقة كما حدث في نيويورك حيث الشفافية في التعاملات، لذلك فإذا كنا نرى تقصيراً من جانب الصحف، فالمسؤولية تقع على الجانب الحكومي الذي سعى إلى الدفاع عن مشروع المصفاة الرابعة من خلال مقابلة خاصة في تلفزيون الكويت في حين أهمل البورصة، لدرجة اننا لم نر مسؤولا في البورصة يقول لنا «شنهو صاير وين رايحين».الشؤون النفطيةواستغرب عدم وجود صحافي نفطي في الكويت بالقول «في اغلب الصحف الكويتية لا نجد المحرر المختص في الشؤون النفطية، فهل يعقل ان نكون دولة نفطية ونعتمد على النفط ولا يوجد لدينا محررون مختصون إلا ما ندر؟!. اننا في القضايا النفطية ولاسيما في مشروع المصفاة الرابعة لم نقرأ تقريراً نفطياً يوضح لنا أهمية المصفاة الرابعة بعيداً عن الصراع السياسي والاقتصادي، بل ان الوضع لم يختلف في المنطقة العربية على الرغم مما يلعبه الاعلام الاقتصادي والسياسي من خلال كبريات الصحف الاميركية والاوروبية من دور كبير في تسليط الضوء على الازمة، بل ان المحطات التلفزيونية كانت تنقل الاحداث مباشرة للمواطنين بالتحليلات الاقتصادية والمالية، وكان خبراء المال والاسهم يطرحون توقعاتهم وأفكارهم للخروج من الورطة أو الازمة المالية».