السلف تلف

نشر في 22-06-2008
آخر تحديث 22-06-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي في هذه المرحلة بالذات، وبينما الجميع غارقٌ يتحدث عن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والإصلاحات السياسية والاقتصادية وكيفية دفع عجلة التنمية، خرج علينا مفتي الديار الكويتية عبداللطيف العميري بتصريح أعوج أعرج، معتقداً أنه بمجرد أن أصبح عضواً في مجلس الأمة، فإنه له الحق في نثر الكلام كيفما يشاء.

ونسي أو تناسى الآيات والأحاديث كلها التي تدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وشطب من ذاكرته الدروس والمواعظ والعبر الدينية جميعها، التي تعلّمها أيام المخيمات الصيفية والرحلات الشتوية مع شباب الصحوة السلفية في منطقة القادسية! ولقد ذكرني تصريح النائب الحالي عبداللطيف العميري بتصريحات النائب السابق دعيج الشمري... (هل تتذكرون دعيج الشمري)؟!.

والحقيقة أقولها بكل صراحة... اننا موعودون دائماً وفي كل مجلس بنائب «فلتة» يُصر على احتلال المركز الأول في التصريحات «غير المسؤولة»، لذلك أنا أعتقد أن تصريح «الحجي» عبداللطيف قد كان بعيداً تماماً عن أي لطف، وهو يشكل بحق ظاهرة سلبية ودخيلة على المجتمع.

فعندما نقرأ كلام العميري الذي يقول فيه بالحرف الواحد «الليبراليون جنود إبليس... إن حاربونا شبراً، حاربناهم أميالاً». يتراءى لنا مدى تعصّب وهمجية التيارات الأصولية ورفضها للآخر... وإلا ما معنى، وما أسباب هذا السب والقذف الصادر عن رجل من المفترض أنه يمثل الفكر الإسلامي «السمح المتسامح»!

في ظني أن السيد العميري السلفي ومَن على شاكلته ممتعضون جداً، لأن هناك قوى اجتماعية صاعدة مستنيرة قد انتصرت لقيم وأفكار الحداثة والنهضة والتقدم، وقد ساءهم كثيراً أن الناس، إثر فوزهم في الانتخابات، صُعقوا تماماً من أدائهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يجاروا العمل السياسي الذي يتطلب مهارة الممارسة والمناورة، وهم فاشلون تماماً في هذه الأمور، لذلك لم يقدموا حتى الآن أي برنامج أو رؤية تدعو إلى الإصلاح والتنمية، وكان نتيجة هذا الفشل السريع أن تحوّل بعضهم إلى «الشتائم والسباب»، معتقداً أن بوسعه تحقيق شهرة هنا أو نصر هناك.

قصارى القول، أذكّر السيد العميري بحديث وقول الرسول الكريم: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»... فيا «حجي عبداللطيف»: إذا كانت لديك كلمة طيبة فأهلاً وسهلاً، وإن كانت لديك كلمات خبيثة «فلتقل خيراً أو لتصمت».

***

* من دون مقدمات وعلى طريقة فرد العضلات وسياسة الأمر الواقع، ظهر أصحاب «هجيج الإبل» في مباريات المنتخب وأعطوا الدروس و«الموشحات» للاعبين عن الوطنية والتضحية والفداء، وعند أول خسارة ومطب تواروا بعيداً عن الأنظار... لا نعلم إلى متى سيظل «أخطبوط» الفشل قابعاً على أنفاس الرياضة، متبعاً سياسة العسف والاستبداد والقمع ضد أهل الكويت الشرفاء؟

back to top