التنكيل بـالبدون

نشر في 02-10-2008
آخر تحديث 02-10-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله يجب التأكيد على ضرورة سحب ملف البدون تماماً من رجل الأمن إلى رجل السياسة، ليعمل على الاستفادة من الطاقة المعطلة بعيداً عن الأحقاد الاجتماعية، وشعار النسيج الاجتماعي الكاذب... وأي طاقة نتحدث عنها اليوم؟! إنهم 120 ألف نسمة يكبرون ككرة الثلج.

أول العمود: الصخب الذي لم يهدأ بشأن إقالة رئيس مركز الوسطية د.عصام البشير يجب أن ينتهي بإلغاء المركز من أساسه، وتوجيه أمواله إلى تطوير مناهج التربية وتطعيمها بمبادئ التسامح وقبول الآخر، فالأصل هو التربية منذ الصغر على الوسطية.

***

ترك ملف غير محددي الجنسية سيبقى بعد حسم حق المرأة السياسي العنوان الأبرز في سجل الكويت في المحافل الدولية، فالتقارير الدولية والنقد المستمر يتوالى، وكان آخرها تقرير وكالة الهجرة الدولية الصادر في 17سبتمبر الماضي. سياسات التضييق يجب ألا تستمر إلى ما لا نهاية، ويجب التفريق بين التنكيل بالبشر، وإدارة الملف الذي ثبت بما هومعمول به من إجراءات إلى اليوم بأنه نوع من الحصار الذي ترفضه الشرائع السماوية، والمنطق الذي تدير الدولة شؤونها من خلاله.

هذا التنكيل يجب وقفه لأنه عديم الفائدة، بل يجب إعلان فشله لأنه لم يحرك ساكناً أو تقدماً، وما يجري من تعسف للبدون سيجر على الكويت اجتماعيا ودوليا خسائر جمة سنحصدها في شكل ضغوط لن نتحملها، كما حدث في ملفات أخرى كوضع المرأة والعمالة وتأثير الإرهاب على العمل الخيري الذي أصبح تحت المجهر... لنتعظ جميعاً مجتمعاً وحكومة ومجلس أمة، فالتأخير له كلفته العالية، والأعداد تتزايد وستعود إلى سابق عهدها لما قبل الغزو بسبب التوالد، فالأطفال الجدد ليس لهم أي ذنب في ألا يتعلموا ويأخذوا حقهم من الطبابة ويفرحوا كأقرانهم. ومأساة عقود الزواج يجب أن تنتهي، وكذا شهادات الميلاد، ورخص قيادة السيارات، والحق في العمل.

السياسات الحالية وتطبيقاتها تحث البدون على الإجرام بشكل مباشر، فمضمونها التجويع والإهانة والانتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية، ويجب هنا التأكيد على ضرورة سحب هذا الملف تماماً من رجل الأمن إلى رجل السياسة ليعمل على الاستفادة من الطاقة المعطلة بعيداً عن الأحقاد الاجتماعية، وشعار النسيج الاجتماعي الكاذب... وأي طاقة نتحدث عنها اليوم؟! إنهم 120 ألف نسمة يكبرون ككرة الثلج.

تخاذلت الحكومات طويلا عبر الترقيع والتردد سنوات، الموضوع أصبح عمره اليوم نصف قرن!! العالم يتساءل: ماذا يراد من تطبيق السياسات الحالية؟ هل نرغب في انتشار الأمية بين أطفال هذه الفئة؟ وهل نريد مزيداً من الإجرام؟! وهل نريد مزيداً من الجوازات المزورة التي تباع علناً وتحت بصر الدولة لأبناء هذه الفئة؟! وهل نريد زيجات غير موثقة تخلق مشاكل اجتماعية بين الأسر؟ وهل نريد نفي هؤلاء؟! وإلى أين؟ من سيتصدى لما يحدث للبدون؟ ومن يوقف سياسات الحقد والتنكيل ضدهم؟ ومن يستطيع أن يرحم الكويت من أخطائنا؟ ومن يملك القدرة على تناول الموضوع من زوايا تنموية وعلمية تعتمد على التخطيط الذي يخدم التطوير في الكويت من خلال استغلال الطاقات المعطلة من فئة البدون؟ من لديه عقل سليم فليتقدم... ومن دون أحقاد.

back to top