«أمن الدولة» المصري يربط بين «حزب الله» و«التنظيم الدولي للإخوان»

نشر في 18-05-2009 | 00:01
آخر تحديث 18-05-2009 | 00:01
في تطور مهم في التحقيقات التي تُجريها نيابة أمن الدولة المصرية مع 14 من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" المصرية بتهمة إعادة بناء التنظيم الدولي للجماعة، ربطت مذكرة رسمية قدمتها مباحث أمن الدولة إلى النيابة بين التنظيم "الإخواني الدولي" و"حزب الله" اللبناني، في وقت تحقق لجنة برلمانية مصرية في ترويج الأخير لعملات ورقية مصرية من فئة جنيه وخمسة جنيهات وعشرة جنيهات وتوزيعها على البسطاء والفقراء.

وفي قضية التنظيم الدولي لـ"الإخوان"، رصدت المذكرة التي رفعتها مباحث أمن الدولة إلى النيابة، التي واجهت المتهمين بها أمس، وجود تطابق بين تحركات "الإخوان" وتوجيهات الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

وجاء في المذكرة، إن "هناك صلة بين التحركات الجماهيرية التي نظمتها الجماعة في العديد من الدول العربية والإسلامية أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة مطلع العام الحالي، والخطاب الذي وجهه نصرالله محرضاً فيه الشعب المصري على الخروج بالملايين إلى الشارع لفتح معبر رفح بالقوة، ودعا فيه القوات المسلحة إلى التمرد على قيادتها".

وقالت المذكرة التي اطلعت "الجريدة" على مضمونها، إن "قيادات التنظيم الدولي للإخوان أصدرت بياناً في 27/12/2008، فور الاجتياح الإسرائيلي لغزة اتهمت فيه النظام المصري بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي روَّجت له إعلامياً حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني".

وأضافت المذكرة أن "الإخوان نظموا العديد من التظاهرات في المساجد والنقابات المهنية والميادين العامة قاد بعضَها أعضاء في الكتلة النيابية للإخوان بمجلس الشعب، تخللها إلقاء خطب حماسية، رددوا فيها ما جاء في خطاب حسن نصرالله الذي طالب فيه المصريين بفتح معبر رفح بالقوة، ووجَّه فيه نداءً إلى القوات المسلحة بالتمرد على قياداتها"، فضلاً عن "تنسيق أجنحة التنظيم مع فروعه في بعض الدول العربية بالتظاهر، وهو ما طالب به نصرالله".

وأشارت مذكرة التحريات إلى "قيام إبراهيم منير الذي يتولى مسؤولية الأمانة العامة للتنظيم الدولي للإخوان، ومقرها لندن، بعقد اجتماعات تنظيمية في دول عربية، شارك فيها ممثلو التنظيم في تلك الدول، وذلك بهدف إحداث ارتباك أمني وسياسي على الساحة المصرية الداخلية من خلال التحريض على الاحتجاجات ومحاولة إثارة المواطنين".

وذكرت التحريات أن "وحدة الإعداد البدني والنفسي انتقت بعض العناصر الطلابية من المصريين ودربتهم على رياضات عنيفة، وحمل السلاح في معسكرات جهادية، بهدف تشكيل كتائب جهادية، تمهيداً لإيفادهم إلى مناطق الصراع على مستوى العالم".

وادَّعت التحريات أن "وحدة الاتصال الخارجي التي يتزعمها عضو مكتب إرشاد الجماعة وأمين عام اتحاد الأطباء العرب عبدالمنعم أبوالفتوح أوفدت عناصر إلى دول توجد بها بؤر للتنظيم الدولي"، وأنها "اتخذت من بعض المراكز الإسلامية في أوروبا وجنوب إفريقيا غطاءً شرعياً لها"، وأضافت ان "أبوالفتوح قام بعقد دورات تدريبية للمصريين العاملين في الخارج خصوصا المدرسين أثناء وجودهم في مصر في الإجازة الصيفية، وذلك لإطلاعهم على مخططات التنظيم".

ونفى المتهمون بشدة اتهامات المباحث بأن قادة "الإخوان" أصدروا تكليفات لأجنحة التنظيم في الخارج لتنظيم تظاهرات في بعض الدول العربية والإسلامية وحثها على اقتحام مقار السفارات والبعثات المصرية في دول من بينها الأردن وسورية واليمن وإيران.

وأنكر المتهمون كل ما جاء في مذكرة التحريات وما نُسِب إليهم من تهم أمام رئيس النيابة، كما أنكروا ملكيتهم للمضبوطات التي تم تحريزها مع القضية ومنها أجهزة كمبيوتر وأوراق وأقراص مدمجة.

واعتبر محامي "الإخوان" والجماعات الإسلامية عبدالمنعم عبدالمقصود أن "كل ما جاء في مذكرة التحريات مجرد رسائل سياسية للجماعة، بخاصة أن النيابة لم تتبيّن حتى الآن ما جاء بها من اتهامات، واقتصرت الاتهامات على الانضمام إلى جماعة محظورة، وتمويلها، والترويج لأفكارها، فضلاً عن تهمة غسل الأموال".

وقال عبدالمقصود الذي يتولى أيضا الدفاع عن المتهمين في قضية "تنظيم حزب الله ـ مصر" لـ"الجريدة"، "أستبعد الربط بين القضية والقضية الأخرى التي تُجرى فيها التحقيقات مع عناصر سابقة في الإخوان والتي تُعرَف بتنظيم حزب الله".

كما نفى محامي الجماعة ما أثير حول منع أبوالفتوح من السفر بقرار من وزارة الداخلية، مؤكدا أنه "لم يصدر إلى الآن أي قرار من النيابة باستدعاء أبوالفتوح، ولم يُصدِر النائب العام ما يفيد بذلك"، وأشار الى أن النيابة "لم تتخذ حتى الآن أي إجراءات لرفع الحصانة عن أعضاء مجلس الشعب المذكورين في التحريات".

على صعيد آخر، طلب رئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور من لجنة الدفاع والأمن القومي في المجلس بحثَ البيان العاجل الذي تقدم به نائب حزب "الوفد" عن محافظة بورسعيد محمد مصطفى شردي، حول ترويج "حزب الله" لعملات ورقية مصرية من فئة جنيه وخمسة جنيهات وعشرة جنيهات وتوزيعها على البسطاء والفقراء.

وكان شردي أكد قيام البعض بترويج عملات ورقية في محافظة بورسعيد مكتوب عليها عبارات "حزب الله - أهل البيت - حبل الله".

وقال شردي في بيان عاجل ألقاه أمام جلسة البرلمان أمس، إن "هذه العملات تتداول بكثرة بين أيدي البسطاء وبها رسالة واضحة لاجتذاب هؤلاء للعلاقة الوجدانية للمصريين مع أهل البيت". وأضاف أن "حزب الله بعد محاولة اللعب السياسي يقوم الآن بتشكيل مجموعات لضرب المذهب السني من خلال توزيع الأموال على البسطاء"، محذِّراً من أن "هذا الأسلوب يضرب الأمن القومي المصري"، وطالب بـ"عدم التسامح أو التساهل مع هذا الاتجاه".

back to top