ملصقات الأفلام... تقليد واقتباس!
يمر ملصق الفيلم أو الـ{أفيش» بأزمة، سواء بسبب الاقتباس عن الأفيشات الأجنبية أو غياب الابتكار الذي يميز الملصق ويثير فضول الجمهور ويجذبه لمشاهدة الفيلم.
يؤكد الناقد طارق الشناوي أن «الأفيشات في مصر عموماً تعاني من مشكلة كبيرة وهي غياب الابتكار، ما يدفع صانعيها الى النقل عن أفيشات أجنبية».كذلك يرى أنه «ليس بالضرورة أن يعبر الملصق بشكل كامل عن مضمون الفيلم، لكن لا بد من أن يكون جذاباً، تماماً كما عنوان المقال أو الكتاب، في الوقت نفسه لا يجب أن يوحي بعكس المضمون، بمعنى آخر يجب أن يشكل نوعاً من التمهيد النفسي للمشاهد من دون أن يحكي القصة».اختفاء«يتحكم المنتج تقريباً بشكل الأفيش بنسبة 100 %» يؤكد هاني جرجس فوزي، مشيراً الى أنه كمنتج يملك حق الموافقة عليه أو رفضه، بالتشاور مع بطل الفيلم إذا كان نجماً، «في النهاية يجب أن يعبر عن مضمون الفيلم سواء كان «تركيبة كاملة» توحي بالمضمون أو مجرد مشهد منه».أكثر ما يميِّز أفيشات أفلام هذا الموسم هو اختفاء أسماء الممثلين والاكتفاء بصورهم، في هذا المجال يقول فوزي: «يشكل الأفيش الذي يحوي وجوه الممثلين فحسب الحل الأمثل في حال تعدد النجوم في الفيلم لسببين: أولاً، لأن كتابة الأسماء كلها على الأفيش تجعل شكله غير متناسق، وثانياً، لتفادي المشاكل التي قد تحدث بين الممثلين بسبب تراتبية الأسماء».في السياق نفسه، يقول أمير رمسيس مخرج فيلم «ورقة شفرة»: «ليس من قاعدة محددة ثابتة لإختيار الملصق في مصر، في بعض الأفلام يقتصر على جهة الإنتاج، وفي أخرى يكون الاختيار بالتعاون بين المخرج والمنتج».أما عن سرقة الأفيشات من أفلام أجنبية يقول رمسيس: «اذا كانت قصص بعض الأفلام مسروقة من أعمال أجنبية، لا نستغرب سرقة الأفيشات». كذلك يؤكد أنه راض تماماً عن ملصق فيلمه «ورقة شفرة» ومن قبله «كشف حساب»، مشيراً الى أنه لم يتدخل في تصميم أفيش «آخر الدنيا» مطلقاً.تطوُّر«بعيدا عن الأفيشات المسروقة، لا بد من الإشارة إلى التطور الملحوظ في هذا المجال في الأعوام الأخيرة»، يؤكد عماد البهات مخرج فيلمي «استغماية» و{البلياتشو»، موضحاً أن ظاهرة عدم ذكر أسماء الممثلين على الأفيش فكرة جيدة وتقدِّم شكلاً أفضل. يعترف البهات أنه غير راض عن أفيشات بعض أفلامه مثل «استغماية».في الإطار نفسه، يقول المخرج خالد الحجر: «لا يعتبر شكل الأفيشات الجديد (الاكتفاء بصور الممثلين من دون ألاسماء) فكرة جيدة لأنه خال من الإبداع. لا أشجع هذا النوع ولن أستخدمه في فيلمي المقبل «قبلات مسروقة»، إذ ليس من الضروري أن يظهر أبطال الفيلم كلهم على الأفيش، بل من المستحسن أن يكون عبارة عن مشهد من الفيلم مثلاً».يرى الحجر أن من حق المخرج المشاركة في تصميمه وليس المنتج فحسب، لأنه يشكل جزءاً من الفيلم الذي يحمل في النهاية رؤيته، ولأن الهدف الأساسي منه جذب المشاهد فإذا تحقق يعتبر الأفيش ناجحاً.أما هالة خليل مخرجة فيلم «أحلى الأوقات» فتقول: «لم أذكر أسماء الأبطال على الأفيش لأن وجوههم معروفة وليس بسبب المشاكل التي تحدث عادة في ترتيب الأسماء».كذلك تشير إلى أنه اختير بشكل ودي بينها وبين شركة الانتاج، ومن الطبيعي أن يكون تصميمه من حق شركة الإنتاج بشكل كامل إلا إذا وضع المخرج شرط تدخله في التصميم أثناء توقيع العقد.بدورها تؤكد الناقدة ماجدة خير الله أن «كل فيلم له مضمونه الخاص الذي يجب أن يعكسه الأفيش بشكل جذاب، لأنه يعتبر أساساً من أبرز وسائل الدعاية للفيلم».تضيف: «ليس من الضروري أن يظهر أبطال الفيلم فيه والدليل على ذلك أفيش فيلم «هي فوضى؟» الذي لم يظهر وجه البطل، مع ذلك كان جيداً وحقق دعاية».عن دور الرقابة ومدى تدخلها، يوضح الناقد السينمائي علي أبو شادي «أنها لا تتدخل في المضمون الفني للأفيش إلا اذا كان مخلاً بالآداب العامة ويخدش الحياء العام، في تلك الحالة من حقها التدخل والمنع وطلب التعديل».