حزب الله يسيطر بالنار على بيروت... والمواجهات تنتقل إلى الجبل الحصيلة الأولية 13 قتيلاً و45 جريحاً... والحريري وجنبلاط محاصران

نشر في 10-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 10-05-2008 | 00:00
No Image Caption

باتت بيروت تحت الحصار بالكامل. مطارها لايزال معزولاً عن الداخل والخارج في آن، وكذلك أمسى مرفأها بدءاً من أمس. قادة السراي الكبير وقريطم وكليمنصو حوصروا في مقراتهم، وسدّت أفواه وسائل إعلام تيار «المستقبل» بالقوة. ولم يحل غضب الطبيعة ليلاً دون استمرار المواجهات الضارية في العديد من الأحياء البيروتية، لتخف حدتها نهاراً بعد السيطرة الكاملة لمقاتلي «حزب الله» و«حركة أمل»، وانكفاء مناصري تيار «المستقبل» وتسليم مراكزهم وأحيائهم إلى الجيش اللبناني.

فصول مرعبة من مسلسل حروب الشوارع عاشها اللبنانيون في اليومين الأخيرين، لاسيما البيروتيون منهم. أحياؤهم التي كانت حتى الأمس القريب آمنة هادئة، تحولت إلى ساحة حرب ضروس لم يرحم فيها الرصاص لا الكبار ولا الصغار، ليحل مساء اليوم الثالث على بدء المواجهات مسجلاً 13 قتيلاً و45 جريحاً على الأقل، وفقاً لاحصاءات أولية.

واكتسح مقاتلو «حزب الله» و«حركة أمل» جميع أحياء بيروت، وأضرموا النيران في المكاتب التابعة لتيار «المستقبل»، كما قام عناصر «المستقبل» بإحراق المستندات قبل تسليم بعض مكاتبهم في الطريق الجديدة، الى الجيش اللبناني. وكذلك لم تسلم واجهات بعض المحال التجارية والسيارات المركونة من التكسير والاحراق.

ولم يجد مقاتلو المعارضة من يقف في وجههم، فاخترقوا الاحياء دون مواجهة من مناصري الحريري، الذين انسحبوا مسلمين مراكزهم الى الجيش اللبناني، الذي وقف بين الطرفين «متفرجاً»، مكتفياً بتكثيف دورياته وعناصره وآلياته أمام المقرات الرسمية ومنازل المسؤولين السياسيين.

تراجع أنصار تيار «المستقبل»، وتقدم مقاتلو المعارضة الى القسم الغربي من العاصمة، لتتوقف من بعدها الاشتباكات «لان أحدا لم يعد يقف بوجه مقاتلي المعارضة»، على حد تعبير مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.

وإثر توقف الاشتباكات، جال مقاتلو المعارضة في مواكب سيارة ودراجات نارية في شوارع بيروت، وخرج المسلحون من سياراتهم وهم يطلقون النار ابتهاجاً ويرسمون شارات النصر.

وكانت ساعات النهار الطويلة لم تخل من اشتباكات متفرقة بعد ليل ساخن، في عدد من احياء غربي بيروت مثل كورنيش المزرعة ومار الياس ورأس النبع والبسطا والنويري وعين التينة، حيث استخدمت الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

الحركة مشلولة

وبقيت أمس، حركة المواطنين مشلولة، في ظل اقفال المؤسسات والشركات والمدارس، نظراً إلى قطع الطرقات وصعوبة التنقل. وكانت مناطق كورنيش المزرعة والحمراء وفردان القريبة من قريطم قد شهدت معارك عنيفة وإطلاق نار بشكل كثيف.

قريطم وكليمنصو

وأصابت قذيفة صاروخية من نوع «أر بي جي» السور الخارجي لمقر إقامة رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في قصر قريطم.

كما شهدت منطقة كليمنصو حيث منزل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، انتشاراً أمنياً كثيفاً على وقع طلقات الرصاص ودوي القذائف الصاروخية، وسجلت مشاركة عناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي في أعمال الشغب في الجوار. واثر تجمع عدد من مسلحي «حزب الله» مدججين بالسلاح قرب فندق «هوليدي إن»، عصر أمس، كثّف الجيش من رقعة انتشاره واجراءاته الامنية، تخوفاً من أي هجوم باتجاه منزل جنبلاط. كذلك تم تعزيز الاجراءات الأمنية في محيط دار الفتوى في بيروت.

الى ذلك، اجتاح مقاتلو «حزب الله» خمسة مكاتب تابعة لتيار «المستقبل»، في الملا ورأس النبع وأحرقوا صوراً للنائب الحريري ورفعوا مكانها صوراً لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

توقف المرفأ

من جهة ثانية، وبعد عزل مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، إذ علّقت إدارة طيران الشرق الأوسط جميع رحلاتها ذهاباً وإياباً حتى ظهر اليوم، توقف العمل في مرفأ بيروت بعد معلومات عن تحرك مرتقب لأنصار المعارضة اللبنانية باتجاه طريق المرفأ، واعلن رئيس نقابة موظفي وعمال المرفأ بشارة الاسمر اقفال المرفأ حتى «اشعار آخر».

وشهد محيط المرفأ انتشاراً أمنيا لافتا، إذ اتخذ عناصر من أفواج المغاوير والمجوقل إجراءات مشددة على طول الخط الممتد من جريدة النهار مروراً ببيت «الكتائب» المركزي في الصيفي وصولاً الى المرفأ تحسباً لأي طارئ أمني.

وامتدت الاشتباكات بعد الظهر الى منطقة خلدة جنوب بيروت، بعد ان كانت منطقة بشامون شهدت كذلك اشتباكات بين أنصار الموالاة والمعارضة.

الجبل

ولم تبق المواجهات بين الطرفين محصورة في بيروت، فبعد تمددها الى طرابلس والبقاع، توسعت أمس الى مناطق الجبل، حيث سجلت اشتباكات بين مناصري الاكثرية والمعارضة في المنطقة الممتدة بين بشامون ودير قوبل، وكذلك في منطقة خلدة، حيث نفذ عناصر «حزب الله» انتشاراً كثيفاً في المنطقة.

الشمال

وفي عكار، أقدم الأهالي على قطع طريق المنية - عكار عند مدخل بلدة بحنين بالاطارات المشتعلة، وفي منطقة تل حياة والشيخ عباس، في حين تجمع عدد من اهالي طرابلس على أوتوستراد الملولة - باب التبانة، وقطعوا الطريق احتجاجا على الوضع الامني المتردي في بيروت.

أما في البقاع، فقد استمر قطع طرقات سعدنايل وتعلبايا وضهر البيدر وجرى تبادل لاطلاق النار بين المتظاهرين، استدعت تدخل الجيش واستنفارا امنيا في المنطقة.

وفي صور، ذكرت مصادر ان مسلحين من «حزب الله» اقتحموا مكتب ومنزل مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين، حيث تمّ احتجازه وعائلته وحراسه لفترة. وتعليقاً على ذلك، اعتبر المفتي الامين ان ما يجري «فتنة سياسية مرفوضة بكل المعايير»، مشدداً على ان ما يجري لا يعبر عن رأي الطائفة الشيعية».

فتح طرقات

وبينما بقيت طريق المطار مقفلة منذ قطعها، الاربعاء الماضي، اعاد الجيش اللبناني فتح عدد من الطرق، لاسيما الطريق الدولية التي تربط شمال لبنان بسورية، والطريق التي تربط بيروت بجنوب لبنان المقطوعة منذ امس الاول.

وفي البقاع، اعاد الجيش فتح عدة طرقات قطعها انصار الاكثرية، باستثناء الطريق الدولية التي تربط لبنان بالحدود السورية.

back to top