لن يفلح شيوخ الحسبة!

نشر في 13-06-2008
آخر تحديث 13-06-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

ما معنى أن تسكت الحكومة وتصمت صمت القبور أمام تشكيل تلك اللجنة «المسخ» المسماة بلجنة الظواهر السلبية والدخيلة؟! أم هي محاولة انتهازية من الحكومة والأعضاء لكسب رضا الشارع والقوى «السلفية والإخوانجية»؟

ليس دفاعاً عن حريتي فحسب، بل دفاعاً عن حريتنا جميعاً؛ حريتنا الدستورية والقانونية والشخصية، وانطلاقا من الدفاع عن مبادئ الطبيعة والمنطق والعدالة والمساواة، أقول لن نركع لشيوخ الحسبة وفقهاء التنجيم وضاربي الودع وقارئي الفنجان ومحضري الأرواح الذين تغلغلوا بين البسطاء والعامة، وأخذوا يذمون الدنيا ويشاركون في مؤامرة الاستبداد والقمع والتعسف ضد كل ما هو جميل وراق وممتع ومشروع.

ومنذ أن خطف شيوخ الحسبة مجلس الأمة في غفلة من الزمن... وبعد أن تخلت الحكومة عن صلاحياتها وسلمت أجهزتها ومؤسساتها وجعلتها رهينة في أيدي هؤلاء، والبلد في تراجع «مستديم» وظهر الفساد وعمَّ في البر والبحر.

وهنا أتوقف لأتساءل ما معنى أن تسكت الحكومة وتصمت صمت القبور أمام تشكيل تلك اللجنة «المسخ» المسماة بلجنة الظواهر السلبية والدخيلة؟! أم هي محاولة انتهازية من الحكومة والأعضاء لكسب رضا الشارع والقوى «السلفية والإخوانجية»؟

مهما يكن الأمر وإزاء صمت الحكومة وتنازلها عن جميع صلاحيتها المكفولة لها بنص الدستور، فإنني وكوكبة من الإخوة الزملاء المحاميين آثرنا أن نتحرك وبهدوء شديد وقناعة تامة ورغبة حقيقية نحو اللجوء إلى القضاء العادل. ورغم أننا سنصطدم بالكثير من المعوقات والمثالب القانونية، فإننا قررنا ألا نسكت، بأي حال من الأحوال أو شكل من الأشكال، عن فئة تريد خطفنا وخطف مستقبلنا ومستقبل أجيالنا إلى المجهول.

لا يمكن لأي عاقل أن يصف تشكيل مجلس الأمة لمثل هذه اللجنة إلا أنه يعبر عن «ضحالة فكرية» منقطعة النظير «وصخب سياسي» غير محدود... وإلا، فبالله عليكم، أين هذه اللجنة من بعض الظواهر السلبية والدخيلة على المجتمع؛ كالإرهاب والتطرف والتكفير والتفجير بالتفخيخ؟ أليست هذه كلها ظواهر سلبية ودخيلة؟!

الحقيقة أنني لا ألوم مثل هؤلاء كثيراً، لكن عتبي كله ينصب على الحكومة ورئيس وزرائها نظراً لصمتهما المطبق أمام تصرفات وخزعبلات هذه اللجنة، وأعتقد جازماً أن بقاء الحكومة في السلطة يوماً واحداً في ظل وجود واستمرار هذه اللجنة يشكل أكبر دليل وبرهان على الإهانة التي تلحق يومياً بكل مواطن كويتي. لذا أقول مجدداً إننا لن نسكت وسنعبر بالوسائل القانونية السلمية المشروعة كلها عن رفضنا التام لإنشاء مثل هذه اللجان الساقطة سياسياً.

back to top