آمال عد يا عدنان

نشر في 20-03-2009
آخر تحديث 20-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي نحن أبناء الدائرتين، الرابعة والخامسة وجزء من الدائرة الثالثة، إخوة في اللغة والدم والدين، وما لنا شغل في أحد ثاني، في الغالب، وسننتخب المرشحين المسلمين فقط، بشرط أن يكونوا من أبناء عمومتنا، وأن يتعهدوا لنا بإقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العباسية وعلاقات أخوية مع الدولة الأموية، بعكس نصف أبناء الدائرة الأولى المستعدين لإقامة علاقات مع أي دولة تقع على الخريطة، أو وقعت منها، بس لا تجيب لهم سيرة الأمويين. بينهم وبين الأمويين نزغة شيطان ووقفة نفس. ويقال إن المهري ماخذ على خاطره من الوليد بن عبدالملك بن مروان.

والمرشح محمد هايف، بحول من الله ورغما عن أنف مطاوعة الحضر والشيعة، سيحصد المركز الأول في دائرته من دون الحاجة إلى بناء خيمة الانتخابات. المطلوب منه فقط تسجيل اسمه في قيد المرشحين، ثم المرور على محل بشوت قبل العودة إلى المنزل. الأمور محسومة ومحتومة ما دام ماكو حكومة.

والمرشح عادل الصرعاوي، بإذن الله وغصباً على القبائل والشيوخ، سيحصد مركزا متقدما في دائرته، وهو نائب متدين تقي ورع، بالفعل ورع، وورعه يتجلى في الهجوم على «الأعراب» والشيخ أحمد الفهد. والبعض لا ينتخب، غالبا، إلا من يرمي بسهامه في اتجاهين، القبائل والشيوخ.

أما المرشح صالح عاشور فمفروغ من فوزه وصدارته في الدائرة الأولى، وقضية الفالي ستضمن له النجاح خمسا وسبعين مرة، وقيل بل تسعا وثمانين، والفالي فأل خير على كثير من مرشحي الفريقين، لكن ما يشغل بال عاشور الآن هو: مَن من الشيعة يستحق أن يضمه معه - من بين المتجمهرين على باب بيته - في قائمته؟ الأمر يحتاج إلى تفكير مخ... أمور مبكية يا صاحبي، لكن ماذا نقول إذا كانت الحكومة – وهي المسؤولة - لا تقول؟.

وإن سألتني عن المرشح سيد عدنان عبدالصمد فستدخلني دائرة سوداء بغيضة، لكنني سأجيبك والرزق على الله: سينجح عدنان وهو حزين. لكن قبل ذلك تعال لنتحدث عن شخصه وشخصيته، قبل وبعد. عن نفسي أرى أنه إنسان حر يندر أشباهه، لكنه الآن يسير مطرقا للأسفل بعدما أدرك حجم وخطورة فعلته التي اضطرته إلى رمي أسلحته ورفع يديه والجثو على ركبتيه. حزين هو لأنه يعرف أن ثوبه هذا ليس على مقاسه ولا ذوقه. حزين هو لأنه أنزل الدين إلى وحل السياسة، وهو مَن لم يعتد فعل ذلك طوال حياته البرلمانية. حزين هو لأنه مكسور من الداخل، كما أظن. آه ما أقوى الانكسار على قلوب الفرسان الأحرار. وسيد عدنان فارس حر كان في مقدمة الخيل فكبا به حصانه الأصيل وأسقطه على التراب، والخطأ أن يُترك وحده تدهسه حوافر الخيل... أعيدوا إلى السيد حصانه وسيفه، وسأضمن لكم أن يتقدم الصفوف مرة أخرى ليسترد ثوبه ذاك... وأنت يا سيد، عد إلى الشمس فالظل ليس لأمثالك.

* * *

الجماعة في «التحالف الوطني الديمقراطي»، يا دوبك زكّوا أمينهم العام، الصديق الرائع خالد الفضالة، فحُل المجلس، ويبدو أن وجه أبي سند خير على الديمقراطية وشر على كثير من النواب.

خالد لا يشتكي أمراض الفئوية والطائفية، وهذا أمر موثق وعليه طابع بدينارين، لذلك نحبه وندعمه، خصوصا إذا ما حرص على توحيد اللغة بين الدوائر الخمس، وإنْ هو سعى بالصلح بين المهري والخليفة الوليد بن عبدالملك بن مروان.

back to top