البطالة المقنعة والتسيب الوظيفي عززا قراءة الصحف في أماكن العمل

نشر في 02-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 02-09-2008 | 00:00
No Image Caption
 عبدالله العتيبي «هيفاء وهبي تغني وسط بيروت».

كانت العبارة الأبرز على صدر الصفحة الأخيرة التي لاحظها المراجع الى دائرة الهجرة في إحدى محافظات الكويت، قبل أن ينقر على الشباك الزجاجي الذي يفصله عن موظف منهمك بقراءة صحيفة، غطت معظم جسده ولم يظهر منه سوى أطراف أصابعه وبعض من الغترة والعقال، انتبه الموظف للمراجع اللاهث من القفز بين المكاتب لإنجاز معاملته، أظهر بعضا من وجهه وسأله بتململ من دون أن يتخلى عن الصحيفة «هلا حجي شتبي»... وقبل أن يجيب الرجل، عاجله الموظف بسؤال سريع كي يتابع قراءة الصحيفة «روح الشباك الثاني»!

لا يشكل هذا المشهد استثناء، بل أصبح قاعدة في معظم الدوائر الحكومية، رؤية موظفين وهم منهمكون في قراءة الصحف، بل ان الكثير من الموظفين يذهبون الى العمل للتسلية، ومن بينها قراءة الصحف، لدرجة أن موظفا سئل عن خبر ما، فأجاب محدثه بأنه لم يقرأ الخبر «لأني ما رحت الدوام اليوم»... بما أن كل موظف يجلب معه صحيفته المفضلة، فتتوافر معظم الصحف، وتجاوزت 14 صحيفة بعد صدور الصحف الجديدة، واستطرادا سيتوافر مزيد من القراءات لتزجية الوقت، بدلا من إنجاز العمل.

وتساعد البطالة المقنعة في زيادة أعداد الموظفين الذين بالكاد يحضرون، وإذا حضروا فهم يمضون وقتهم بمطالعة الصحف و«السوالف» مع الزملاء، أو قضاء ساعات في استخدام الموبايل لتفقد الاصدقاء، ومعظمهم من «كتائب» النواب الذين وظفوهم بالواسطة، ويعلمون أنهم في نهاية الشهر سيقبضون رواتبهم في أي حال، المهم تسجيل حضورهم، وقراءة ما تيسر من الاخبار والتعليقات، تكون كافية لمناقشتها في الديوانية مع «الربع»!

ولا يمكن بأي حال مشاهدة هذه الظاهرة في الدول المتحضرة، فالموظف في أوروبا إما أن يقرأ الصحيفة في منزله، ويقرأها غالبا في القطار قبل وصوله الى مكان العمل، أو في فترة الغداء، لكن يستحيل قراءتها في مكان العمل، وإلا تعرض لعقوبة صارمة، كما تمنع مطالعة الانترنت في دوائر العمل لغير الأغراض المخصصة، أي ليس لمطالعة الصحف ومتابعة أخبار البورصة، كما يفعل الكويتيون، غير أن الوضع ليس واردا فيه التغيير، على الاقل في المستقبل المنظور، بما أن المسؤولين في الوزارات والدوائر الحكومية لا يزالون يستخدمون كلمة: تعال باكر!

back to top