Iron Man... بطل من المعدن الثقيل
Iron Man الفيلم الأول الذي أنتجه استديو Marvel Comics يفتتح موسم الصيف
بالنسبة إلى بعض الممثلين، قد يكون الحذاء أو الأنف الزائف ما يميزهم في الأداء ولكن بالنسبة إلى روبرت داوني جونيور، يبدو أنها اللحية ولكن كم ستنمو هذه المرة؟ كلما نمت، أصبحت الشخصية غير جديرة بالثقة. لهذا السؤال أهمية خاصة في حالة توني ستارك، مصمم الأسلحة الملياردير الذي يتحول إلى البطل الخارق المدرع Iron Man.كما يعرف متتبعو رسوم Iron Man الهزلية، كان لستارك شارب يشبه شارب كلارك غابل ولكن عندما ظهرت الشخصية للمرة الأولى في ستينات القرن العشرين، أوحت بالتكلف الدمث، أما اليوم فتشير إلى التصنع وربما الخروج عن المألوف (مثل دور بوبي بيرو الذي أداه ويليم دافو في فيلم Wild At Heart). يظهر داوني بمظهر متأنق يشبه الملك تشارلز الثاني ولكنه يصبح أكثر صرامة مع تعاقب أحداث الفيلم لينسجم مع مكانة ستارك الأخلاقية. قد يكون ذلك غريباً (مع أنه في سياق فيلم يتحدث عن رجل ببذلة معدنية مع مولد مزروع في صدره ليتوقف القلب عن العمل، بالكاد تبدو كلمة «غريب» مناسبة). ولكن يبقى Iron Man فيلماً يرضي ذوق المشاهد كونه يروي قصة بطل خارق استثنائي، فريد من نوعه، ذكي ومراع لمشاعر الآخرين. يأتي هذا الغنى من داوني الذي يؤدي دور توني ستارك الذكي والمضحك والرجل المعزول عن مشاغل الحياة بكميات كبيرة من المال والأدمغة. إنه ساحر ولكنه بعيد عن الآخرين وتنحصر محادثاته بتبادل بضع كلمات. لا شكوك لديه حيال تجارة الأسلحة، مشيراً إلى أن القوة هي الضمان الأفضل لتحقيق الأمن. لا صديقة له بل يكتفي بالكثير من العلاقات العابرة. ومثل شخصية Tin Man، لا قلب له. في أراضي أفغانستان القاحلة حيث يستعرض ستارك أحدث صناعاته في تكنولوجيا الأسلحة الفتاكة، يتعرض الموكب العسكري الذي يوجد فيه لكمين. وقبل أن ينفجر الصاروخ، يرى شعار شركته عليه. وسرعان ما يجد نفسه في معسكر قائد محلي تمتلئ ترسانته بأجهزة ستارك ويرحَّب به على أنه «المجرم الأكثر شهرة في تاريخ الولايات المتحدة» وهو قول يدعمه ينسن، الجراح الذي أنقذ حياة ستارك. فجأة، تنتقل الأحداث إلى خارج كنساس. مقتطفاتتتوالى الأحداث المثيرة للسخرية حيث يطلب منه القائد العسكري أن يصمم له الصواريخ، ولكن ستارك يرفض فيتعرض على الفور لمحاولة تعذيب. أليس ذلك من الأمور التي يسمح الأميركيون بممارستها على الإرهابيين المشتبه بهم؟ يجيب ستارك عبر التظاهر بتصميم صاروخ له ولكنه، بمساعدة ينسن، يعدّ هيكلاً مدرعاً مزوداً بقوة خارقة وبقاذفات لهب. عندما يحين وقت الفرار، يضحي ينسن بنفسه ليتمكن ستارك من تشغيل الدرع فيتحدث، وهو يحتضر، عن توقه إلى رؤية عائلته مجدداً. إنها المرة الأولى التي تقوم فيها هوليوود بمنح مسلم ميتة الأبطال. للأسف أنه مع تطور الأحداث، تقلّ المعاني الضمنية الأخلاقية المسموح بها. يدرك ستارك أن صناعة الأسلحة أمر سيئ، فيصمم لنفسه بذلة مدرعة جديدة لمحاربة الشر. إلا أن صحوته الأخلاقية محدودة فيشهد مخاطر وصول الأسلحة إلى أيدي الأشرار. يبدو جميع ممثلي الحكومة الأميركية في هذا الفيلم جديرين بالاحترام ومستقيمين أخلاقياً، بدءاً بالأشخاص الذين قتلوا دفاعاً عن ستارك في أفغانستان عبر صديقه الحميم في قوات الجو «رودي» (تيرينس هاورد) إلى العملاء السريين الذين يظهرون باستمرار في محاولة لتحديد مواعيد مع ستارك. تأتي المجموعة الأخيرة من وكالة حكومية سرية تحت اسم التدخل الوطني الإستراتيجي من دائرة اللوجستيات. إنه لتغيير إيجابي ألا تظهر الحكومة في الفيلم بمظهر المشارك في المؤامرات والفساد. يبين الفيلم لامبالاة حول نفوذ الحكومة المتعارض مع خطاب حاد اللهجة يلقيه داوني حول كونه جزءاً من نظام مجرد من المصداقية.فيما يخفق الفيلم في التوصل إلى إجابات عن أسئلته السياسية، يقدم وصفاً مقبولاً للبطولة الخارقة. على غرار شخصية بيتر باركر التي أداها توبي ماكغواير في فيلم Spider Man، يسمح داوني للمشاهد برؤية أن متعة ارتداء البذلة لا تتعلق بشن حملة عنيفة بقدر ما تتعلق بأداء لعبة جديدة. مع القوة العظمى ينتفي الشعور بالمسؤولية. في معظم الأحيان، يُخفي التمثيل مكامن الضعف في الفيلم. إلى جانب داوني، يظهر جف بريدجز في شخصية أوباديا ستاين التي يمكن الاستمتاع بمشاهدتها. وتشارك في التمثيل أيضاً غوينيث بالترو التي تؤدي دور مساعدته بيبر بوتس البارعة في تبادل السخرية مع ستارك، مما يقترح وجود إعجاب دفين تجاه رئيسها. أعتقد أن تصميم الحركات الذي قام به جون فافرو كان رائعاً. أحببت التباين بين الدرع «مارك 2» الملون بالأحمر والذهبي وعدوه الخارق «مايتي جو كونغ» ببذلته الرمادية.ولكن النهاية تترك القصة مفتوحة على أجزاء أخرى. يبقى فيلم Iron Man ممتعاً وبالتأكيد الأكثر فاعلية في الحرب على الإرهاب بين الأفلام التي أنتجتها هوليوود حتى الآن. لا يعتبر الفيلم الأكثر إثارة للمناقشة ولكنه سيكون الفيلم الذي سيحظى بأكبر عدد من المشاهدين. قد تختاره ولكنك ستحب السخرية فيه.