سليمان يرد على «حزب الله»: القضاء الذي اعتقل الضباط أفرج عنهم
جنبلاط يهاجم «رموز الوصاية» ويتخوف من اغتيالات جديدة
بدأت الارتدادات الأولية لقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الإفراج عن الضباط الأربعة، الذين أوقفوا بناء على توصية من لجنة التحقيق الدولية التي ترأسها القاضي ديتلف ميليس بعد اغتيال الرئيس الأسبق لوزراء لبنان رفيق الحريري عام 2005، بالظهور تباعا في بيروت، خصوصاً بعد الحملة العنيفة التي شنها "حزب الله" أمس الأول على القضاء اللبناني وقوى "14 آذار"، ناعياً السلطة القضائية اللبنانية.فبعد إعلان رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري قبوله أي قرار يصدر عن المحكمة، كان لافتا أمس دفاع الرئيس ميشال سليمان عن القضاء موجهاً رسالة واضحة الى "حزب الله" الذي أوحى أمس الأول أن السلطة القضائية اللبنانية هي التي اعتقلت الضباط الاربعة، وأن المحكمة الدولية هي التي أفرجت عنهم.
واعتبر سليمان الذي يواصل زيارته إلى المملكة المتحدة أن قرار إخلاء سبيل الضباط يعبّر عن انطلاق المحكمة الدولية بشكل صحيح وشفاف ومن دون تسييس، لافتا إلى أن القضاء الذي طالب بتوقيف الضباط هو الذي أطلقهم.وشدد على "انه عندما تصل المحكمة الى الحقيقة وتحدد المرتكب، علينا أن نقبل القرار كما فعلنا اليوم".وعن سبب اخلاء القضاء الدولي سبيل الضباط بينما لم يفعل ذلك القضاء اللبناني، قال سليمان إن "هناك فرقا في المعايير، فالقضاء الدولي يعتمد المعايير الأنغلوسكسونية بينما يعتمد القضاء اللبناني المعايير الفرنكوفونية".ورأت أوساط متابعة في بيروت أن دفاع سليمان عن القضاء اللبناني سيشكل نقطة سلبية جديدة في علاقته مع "حزب الله"، متوقعة ألا يوفر الأخير خلال الأيام المقبلة الرئيس من هجومه على السلطة وقوى "14 آذار"، خصوصا أن "حزب الله" سيوظف بشكل رئيسي الإفراج عن الضباط في معركته الانتخابية. إلى ذلك، استعاد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط مفردات مرحلة انطلاق "ثورة الأرز" في مارس 2005، مدافعاً بدوره عن القضاء اللبناني، ومجدداً اتهام النظام الامني اللبناني-السوري باغتيال الحريري.وقال بعد لقائه النائب الحريري: "رأينا بالأمس المشهد البشع لرموز نظام الوصاية السوري، كيف خرجوا فجأة من صمتهم وذكرونا بأيام الاستعباد".وسأل: "ماذا يريدون؟ عدنان عضوم وزيراً للعدل، أو أحد الضباط وزيراً للداخلية؟ لن نسمح بهذا، ولن يمروا".وأضاف: "ماذا يريدون؟ تحطيم أجهزة الامن والقضاء؟ غريب هذا الهجوم المركز على القضاء، وعلى أشرف القضاة، وغريب هذا الهجوم المركز على فرع الامن والمعلومات الذي اكتشف ويكتشف الشبكات الاسرائيلية. ماذا يعني هذا؟ مقدمة لاغتيالات جديدة بحجة أنه لا أمن في البلاد؟ هذا سؤال مطروح ومشروع".ورأى جنبلاط أن الأفضل لفريق "8 آذار" أن "يقبلوا بحكم المحكمة كما قبلنا نحن، وأن يصمتوا، وألا يخرج النظام البائد من أوكاره ليعود".وتابع: "إذا أرادوا أن يخرجوا فأهلا وسهلا، نحن جاهزون للمعركة السياسية، وسنستمر في التحدي وفي التحضير للانتخابات في كل شبر وزاوية من لبنان، وسننتصر من أجل العدالة، ومن أجل رفيق الحريري والشهداء الذين رافقوا رفيق الحريري وكل شهداء السيادة والحرية والاستقلال".