لا تعرينا أكثر يا شافيز

نشر في 15-01-2009
آخر تحديث 15-01-2009 | 00:00
 حسن مصطفى الموسوي لعل أحد أوجه هذه المأساة التي نعيشها هو خذلان النظام العربي ككل للقضية الرئيسية لأمته بشكل واضح لا لبس فيه، خصوصا أنه يحدث للمرة الثانية بعد حرب تموز 2006. لكن- وكالعادة- تأتي النصرة ليس من الإخوة والجيران، بل من بلد عابر للمحيطات ولا يجمعه مع أمتنا لا اللغة ولا العرق ولا الدين، بل يجمعه الإنسانية. يأتي الموقف الرجولي من الرئيس الفنزويلي الشجاع هوغو شافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على مجازر الكيان الصهيوني فيما لايزال السفراء الصهاينة قابعين في بعض الدول العربية إلى الآن!

إننا يا سيادة الرئيس نشكو إليك الحال بعدما انقطعت عنا السبل. ففي الوقت الذي تخرق إسرائيل الاتفاقيات الدولية كلها وتنتهك حقوق الإنسان بارتكابها مجازرها اليومية واستخدام الفوسفور الأبيض بحق المدنيين العزل، نرفض نحن فتح المعبر والمتنفس الوحيد لأهلنا في غزة بحجة الالتزام باتفاقيات لا تساوي حتى الحبر الذي كُتبت به، ليستمر حصار وتجويع بني جلدتنا ومنع تسيير المساعدات الطبية والحياتية لهم!

يا سيادة الرئيس لقد ابتلينا بسياسيين يعتقدون أنهم أذكياء وباستطاعتهم خداع شعوبهم مرارا دون أن ينكشف أمرهم. فبعد أن تهربوا من عقد قمة عربية لاتخاذ موقف واضح واجراءات عملية لوقف الحرب الإرهابية علينا، ذهبوا لما يسمى بمجلس الأمن أو «الغم» لذر الرماد في العيون ولاستصدار قرار يوقف الحرب مع علمهم وعلم الجميع بأن «الفيتو» الأميركي ينتظرهم. وحتى بعد أن حصلوا على قرار مائع وظالم بالأساس لأنه ألقى باللوم على الضحية، ضرب الجلاد بالقرار عرض الحائط واستكمل إرهابه وكأن شيئا لم يكن ودونما أي ردة فعل من مجلس «الزفت» العاجز!

يا سيادة الرئيس، في الوقت الذي تمد الولايات المتحدة عدونا جهارا نهارا بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكا، لا نرى أي اعتراض من زعمائنا على ذلك، بل على العكس نراهم يقترحون وقف نقل الأسلحة البسيطة إلى مستضعفينا بأي شكل من الأشكال! بل نراهم يصرحون وبكل جرأة بأن من حق عدونا معرفة ما إذا كنا ننقل أسلحة إلى إخواننا حتى يقاتلوا أعداءنا!

يا سيادة الرئيس، في الوقت الذي نرى بعض الأوروبيين المسيحيين الشرفاء يتحرك من أجل تحريك قضايا جرائم حرب ضد الكيان الذي طردت سفيرهم من ديارك، لا نرى أي تحرك من قبل السلطات التي من المفترض أن تمثلنا وتمثل الشعب الأعزل في غزة لرفع مثل هذه القضايا، بل على العكس، قد نراهم يعرقلون مثل هذه التحركات!

يا سيادة الرئيس، أرجوك لا تعرينا أكثر ولا تحبطنا وتخجلنا أكثر، بل فلتأتِ إلينا واحكم أمتنا العطشى للأحرار حتى نستعيد هيبتنا وكرامتنا ونحمي أطفالنا ونساءنا ويحسب لنا ألف حساب بعدما بتنا من دون حساب!

******

إذا كان البعض يعتبر كل كتاب وكأنه قرآن منزل، فهل يعتقد أن الكتب التي تتناول الأنظمة العربية والمعروضة في المكتبات العربية في شارع «إدجوار روود» في قلب لندن كلها تمثل حقائق دامغة لا تقبل التشكيك؟! وإذا كان هذا البعض يستشهد بكتاب معين لإصدار أحكام معينة تخالف العقل والمنطق بل الوقائع على الأرض دون أن يعرف ما حقيقة مؤلف الكتاب وتاريخه ومن يقف وراءه وصلاته ببعض الجهات ولا يعرف حتى كتابة اسمه بالشكل الصحيح... فليكرمنا بسكوته!

back to top