الفرعيات تبعثر «وحدة صف» القبائل
• الصوت الرباعي بألف وسيارات للشخصيات المؤثرة وشيكات للعلاج في الخارج
• المسلم يخوض الانتخابات «نزولاً عند رغبة الناخبين»
• المسلم يخوض الانتخابات «نزولاً عند رغبة الناخبين»
بدأت مضاعفات الممارسات العرقية القبلية التي حذر منها المشرع عند تجريم الانتخابات الفرعية تظهر بواكيرها على المجتمع بالتشرذم وشق صف أبناء القبيلة الواحدة في المواجهات الدموية التي شهدتها أحداث الانتخابات الفرعية لقبيلة عنزة في الدائرة الرابعة أمس الأول، والتي اكتفت السلطات الأمنية بالتدخل بعد اندلاعها واستخدام العصي و"العجرات" فيها وكان يمكن أن تتطور الى مواجهات بأدوات أكثر خطورة. في حين أخذت ظاهرة شراء الأصوات تستشري في الانتخابات الفرعية وفقاً للمعلومات المتداولة.وبينما ينتظر غداً إصدار مرسوم الدعوة لانتخابات "أمة 9002"، لاتزال التحركات والمشاورات التي تجريها القبائل والحركات السياسية بشأن أسماء مرشحيها قيد البحث، حيث يتم حسم التصفيات والتحالفات في الأيام اللاحقة صدور المرسوم، وذلك للتفرغ للحملة الانتخابية التي تقارب الشهر.
وكشفت مصادر مطلعة أن الدائرة الخامسة التي تعد "عرّابة الفرعيات" ستنتهي من تصفياتها القبلية خلال اليومين اللاحقين عقب إصدار مرسوم الدعوة، مشيرة الى أن هناك ثلاث قوائم رئيسية تم تشكيلها حتى الآن وهي قائمة العوازم وقائمة العجمان وقائمة عتيبة ومطير والهواجر والسهول المتضامنة مع السبيع.وأوضحت المصادر أن هناك تنسيقا مشتركا بشكل مستمر عبر رؤساء اللجان لحسم الفرعيات خصوصاً أن الوقت بدأ يداهم الجميع، وفي مقابل ذلك ترصد الفرق الأمنية بشكل يومي هذه التجمعات، لا سيما تلك التي تكون في الشاليهات والمزارع والجواخير.وذكرت المصادر أن قبيلة عنزة التي ألغيت فرعيتها نتيجة المشاجرة العنيفة التي حصلت بين مؤيدي المرشحين الوحيدين في تصفية القبيلة، بدأت مشاورات جديدة للبحث في آلية خوض الانتخابات، مشيرة الى ان هناك خيارين تم طرحهما هما خوض المرشحين الاثنين في قائمة ثنائية أو إعادة تشكيل اللجنة المنظمة وبالتالي إعادة الانتخابات الفرعية.أمّا الدائرة الرابعة، فقد انتهت هي الأخرى من تشكيل ثلاث قوائم رئيسية هي قائمة مطير وقائمة الرشايدة وقائمة تضم قبائل عتيبة والعجمان وحرب والعداوين. وفي الدائرة الثالثة لا يزال التوجس سيد الموقف، إذ لم تحسم بعد الحركات السياسية أسماء مرشحيها انتظارا لصدور مرسوم الدعوة. وأشارت المصادر الى أن التردد الذي أبداه عدد من الاقطاب السياسية في خوض الانتخابات ألقى بظلاله على مرشحي وناخبي الدائرة على السواء.وفي الدائرة الثانية أوضحت المصادر أن هناك تحركات إسلامية من قبل الحركة الدستورية (حدس) والسلف لإقامة تحالف مشترك، غير أن تلك التحركات لم تسفر عن نتائج حتى الآن.ولم تكن الدائرة الأولى بعيدة عن ذلك، حيث أكدت المصادر أن التحركات الشيعية لا زالت تواصل مساعيها لتشكيل قوائم موحدة، فيما تجتمع بشكل مستمر حركات العدالة والسلام والميثاق والجمعية الثقافية، لافتة الى أنه في حال تشكيل تلك القائمة فإنها ستكون الأوفر حظاً خصوصاً بعد إعلان قبيلة العوازم عدم تنظيم فرعية في تلك الدائرة.في موازاة ذلك، كشفت المصادر أن بورصة شراء الأصوات آخذة في ازدياد، حيث بلغ سعر "الصوت الرباعي" ألف دينار مع أحقية الراشي التحكم في أصوات "المرتشي" عبر مبادلتها مع مرشحين آخرين.وكشفت المصادر أن بعض المرشحين ابتدع بدعة جديدة من خلال هدايا قيمة (سيارات) لشخصيات مؤثرة في قرارات العوائل التي تنتمي إليها تلك الشخصيات، مشيرة الى بعض المرشحين أنشأ مكاتب خاصة لاستقبال الراغبين في السفر للعلاج بالخارج من خلال إعطائهم "شيكات" تمول رحلاتهم وتتراوح من 5 آلاف الى 10 آلاف دينار.وفي سياق متصل، حسم النائب السابق فيصل المسلم موقفه بشأن خوض الانتخابات البرلمانية من عدمه، بإعلانه رسمياً أمس عزمه الترشح في الدائرة الثالثة، مرجعاً أسباب تأخره في حسم موقفه ورغبته في اعتزال العمل البرلماني الى إحساسه بأن "المرحلة القادمة لن تكون بأفضل من سابقتها من حيث الإنجاز، لعدم قناعة البعض بحق المجلس في ممارسة دوره الدستوري من جهة وغياب واجب التنسيق بين كتل المجلس ونوابه الذي اختفى بضعف الكتل وتفككها، وتغيّب تكتل الكتل من جهة أخرى".وأشار المسلم إلى أن عدوله عن قرار اعتزال العمل النيابي يعود الى "الرغبة التي أبداها الأخوة والأخوات المواطنون بوجوب الاستمرار، استناداً الى أهمية المرحلة القادمة في الحفاظ على دولة المؤسسات والدستور والدفاع عن حق الأمة في المشاركة بإدارة أمورها وأموالها وتحقيق التطلعات بتنمية شاملة مستحقة".