آلام الشعب الفلسطيني بالطين والرصاص فنان مصري يستخدم مخلفات القذائف الإسرائيلية في صناعة أعمال خزفية

نشر في 16-02-2009 | 00:00
آخر تحديث 16-02-2009 | 00:00

قدم الفنان التشكيلي المصري د.طه يوسف طه تجربة فنية فريدة، جسد من خلالها آلام الشعب الفلسطيني في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

تحت عنوان «طين وجِرار تحت الرصاص»، أقام د. طه يوسف طه المعرض في القاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين في القاهرة، ليحكي مأساة الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية، على أرضية مساحتها 25 متراً مربعاً حيث تراصّت القطع الخزفية في استقبال زوار المعرض.

واستخدم د. طه في أعماله الخزفية إلى جانب خامات الطين والصلصال، «خامات حربية» مثل مخلفات القذائف الإسرائيلية وبقايا الألغام والصواريخ التي جمعها بمعاونة تلاميذه لتنفيذ أعمال فنية بديعة، تحول آلة الشر والقتل إلى عمل إبداعي مميز.

يقول د. طه «فكرة المعرض وُلدت على أرض فلسطين بغزة، وأظنها لم تكتمل هناك وما تم إنجازه هو ما أمكن في ظل ظروف وعوامل متشابكة لعل من أقساها أن معظم الأعمال تمت تحت القصف وصور غير إنسانية مؤلمة متلاحقة، وقد زاد ذلك إصراري لإطلاق صرخة إنسانية من خلال هذه التجربة إلى الإنسان في كل مكان».

وقد استخدم الفنان في تشكيل أعماله الخزفية بالإضافة إلى طين الصلصال، مخلفات القذائف التي استخدمتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني خلال فترة الانتفاضة الثانية عام2003 /2004، فكان يقوم بجمعها بمعاونة طلابه وعمد إلى استغلال هذه المخلفات من الرصاص الفارغ وبقايا الألغام والصواريخ في أعماله الفنية كعناصر تشكيلية أضافت بُعداً تعبيراً جديداً من خلال إعادة صياغتها.

وعن عنوان المعرض «طين وجرار تحت الرصاص»، يقول د. طه «اختياري لهذا العنوان له بعد فلسفي خاص بما تحمله الجرة من دلالات مادية ورمزية في الثقافة العربية، إذ كانت على مر العصور حاملة وخازنة وحافظة لمصادر طاقة الحياة من زيوت وغلال ومياه، كما أن الجرة يُرمز بها للوطن والأم والأخت والحبيبة والخصوبة، لذا كان الاسم والرمز هو الجرة المخلوطة والمحاطة بالرصاص، ونقصد أن الجرة لن تنكسر وإن انكسرت لن تموت فزيتها المتدفق من بطنها امتد إلى جذور الأرض ليرويها كما كانت منذ آلاف السنين لتقوم الجرة من جديد ولتنبت الزهرة من جديد».

الفنان د. طه يوسف من مواليد عام 1952، وهو أستاذ الخزف في كلية التربية الفنية-جامعة حلوان، وعاش أكثر من خمس سنوات في فلسطين بين عامي 1998-2005، حيث شارك في تأسيس البرامج الأكاديمية وإعدادها والتدريس في قسمي التربية الفنية والفنون الجميلة ورئيساً لهما بكلية الفنون والإعلام-جامعة الأقصى التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وقام بإعداد مخطط عام للتنسيق الجمالي لمقر ومباني جامعة الأقصى الجديد «تل الهوى»، وله مشاركات فنية عديدة في فلسطين وتحديداً في غزة.

back to top