أزمة شرف... ومنتج عندما يُخرج!
في مطلع سينما 2009 المصرية، دفع المنتجون والموزعون إلى سوق العرض بـ{دستة» أفلام، لم يستطيعوا عرضها في المناسبات الأخيرة كعيد الأضحى. والطريف أن من بينها فيلمين من إخراج منتجي هذه الأفلام نفسهم!«أزمة شرف» من إخراج منتجه وليد التابعي، و{بدون رقابة» من إخراج منتجه هاني جرجس فوزي! ويتميز الأخير بأنه أنتج سابقاً بعض أبرز أفلام السينما المصرية المعاصرة، ودرس الإخراج في معهد السينما. لكن للأسف خيّب الفيلمان الآمال، وقد تركزت محاولة هذين «المخرجين ـ المنتجين» على توفير النفقات قدر الإمكان، والحصول على أرباح، خصوصاً بالنسبة إلى «أزمة شرف» ففيه من عجائب الأفلام وغرائبها الكثير. وقد حشد سيناريو الفيلم الذي كتبه طارق بركات، كمية وفيرة، من شخصيات وأحداث رئيسة وفرعية، من دون أسباب منطقية أو مبررات درامية معقولة! والشخصيات والأحداث الضرورية وغير الضرورية تم توجيهها، لنصل في النهاية إلى نقطة واحدة: «من القاتل؟».
أما القتيل فهو زوجة البطل نجم الغناء «حسام» (المغني والممثل الجديد أحمد فهمي). في بداية الفيلم تُقتل في حادث، وتنقلب بها وبسائقها السيارة في مياه النيل. ويبكيها «حسام» بحرقة، حتى أنه يفكر في الهجرة إلى بلد بعيد.وفجأة، تعترض طريقه وسيارته امرأة هي «ليلى» (غادة عبد الرازق)، فتدخل حياته، ولا يعرف من هي... إلا قرب نهاية الفيلم، لكنهما يظلان على مدار الأحداث يحاولان حل اللغز... من قاتل الزوجة؟ فالشكوك تزداد والقرائن تؤكد أن الحادث ليس مصادفة. تظهر شخصيات كثيرة وتُقتل، من دون معرفة الجاني. و{بحيل» بسيطة بل ساذجة غير مقنعة، نكتشف قرب النهاية الحقائق، وحل اللغز أو الألغاز، وإذ بالقاتل هو الشاب، نجم الغناء نفسه... «حسام»!ليس هذا فحسب، بل إن «ليلى» بدورها، هي أخت الزوجة القتيلة، لكن من والدة أخرى، لذلك ليس الزوج على معرفة بها. وهي كانت تعاني مع الجميع لأن أباها تزوّج أمها عرفياً، ولم تلقَ معاملة حسنة من شقيقتها. وفي مشهد «فلاش باك» تذكّرها: «أوعي تنسي... أنا أختك مش عدوتك!»، وهي عبارة تتكرّر في موقف سابق، ما يشير إلى أن الحوار يتسم بتكرار وفقر إبداعي شديد.وعلى رغم ذلك تقوم ليلى بالمغامرة كلها، لتمنع حسام من الهجرة، كي يبقى إلى جوارها في مسعى لمعرفة من القاتل! وحينما يبدو أنهما متفاهمان، دؤوبان في سعيهما لمعرفة الحقائق، وتنمو بينهما مشاعر الحب... في تلك اللحظة، تكتشف ليلى أن حسام نفسه هو قاتل الأخت!وأكثر من ذلك، هو قاتل شخصيات كثيرة لقيت مصرعها عبر أحداث الفيلم المكتظة إلى درجة الإرباك والتشوش وسذاجة السيناريو والحوار، فضلاً عن إخراج تقليدي باهت، يفتقر إلى أدنى مقدرة على إثارة الحيوية والجاذبية، على رغم أنه، في ما يفترض، من أفلام التشويق.يبدو أن لا أحد قام بعمله بجدية في الفيلم، سوى غادة عبد الرازق، وكيف لا وهي تشعر أنها أمام فرصة بطولة مطلقة للمرة الأولى، لكنها لم تكن بطولة في صالحها لضعف الفيلم. أما أحمد فهمي فنظن أنه خسر كثيراً بهذا الفيلم، إذ بدا ضعيفاً مرتبكاً في أدائه إلى حد بعيد، فما بالنا إذا جاء مثل ذلك الأداء في فيلم هو من الألف إلى الياء ضعيف ومرتبك!