أفلام أيام الصيف... جولة ثانية (2)

نشر في 18-08-2008 | 00:00
آخر تحديث 18-08-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين إلى جانب ما توقفنا أمامه، في المرة السابقة، من أفلام مثل «ليلة البيبي دول» و»حسن ومرقص» وأفلام نجوم الكوميديا وفيلم»كباريه» الذي فاجأنا بأهميته وقيمته، عُرضت في موسم صيف السينما المصرية، الصاخب والمنصرم، أفلام بعض نجوم الغناء، وكانت على التوالي «كابتن هيما» (تامر حسني) ،»حلم العمر» (حمادة هلال)، «مفيش فايدة» (مصطفى قمر).

ربما لا توجد ميزة واضحة في أفلام «أهل المغنى» الثلاثة، سوى في مجرد إنتاج أفلام غنائية في هذا الموسم وفي السنوات الأخيرة، بعد افتقاد للسينما الغنائية على مدى عقود منذ السبعينات الماضية ، والتي بدأت بها السينما المصرية وأمتعت الجمهور المصري والعربي من الخليج إلى المحيط. مجرد وجود الفيلم الغنائي اليوم، مجدداً، أمر طيب، نرجو أن يعقبه تجويد ونضج فني ودرامي أكبر.

من الأفلام التي تصدرت موسم الصيف، بالتوقيت والمكانة أيضاً، فيلم «كباريه». الذي جاء موفقاً ومشوقاً، على رغم أن صنّاعه الرئيسين، منتجاً (السبكي) ومخرجاً (سامح عبد العزيز) وكاتباً (أحمد عبد الله)، لم يكن يُنتظر منهم فيلم يحقق ما ناله من إقبال الجمهور واحترام النقاد في آن، ولم يتحقق ذلك إلا لكون أصحاب الفيلم ـ هذه المرة ـ احترموا ذكاء الجمهور وقيمة فن السينما وأداتها في المقام الأول.

يقدم الفيلم معالجة وتأملات في نماذج بشرية معظمها داخل «كباريه» (صاحبه والعاملون فيه والمطربون، فتياته وزبائنه) وبعضها خارجه، إنه مجتمع كامل... من خلال مكان وتجربة ومعالجة. جاء الإيقاع في الفيلم متسماً بحيوية دافقة والمونتاج لماحاً مرهفاً، وبدا الفيلم على رغم كثرة الشخصيات وتداخل الخطوط سلساً مصنوعاً «بروح وحرارة مصرية» إن جاز التعبير.

يعتبر الممثل أشرف عبد الباقي أحد نجوم الكوميديا المنتظمين سنوياً في تقديم الأفلام، وإن لم يكن من المنافسين بينهم على جلب أعلى الأرباح (مثل هنيدي في بداية موجة المضحكين، ثم سعد، وحلمي)، وقد جاء فيلمه في موسم صيف 2008 «على جنب يا أسطى»، إخراج سعيد حامد، جيداً يمس القلب، يعرض لمشاهد ومواقف في الحياة اليومية لبطله سائق التاكسي الطيب العامر بالرقي والإنسانية، الغارق وسط البشر، لكنه يشعر بوحدة ويحيا مع زوجته وأمه، لكنه لا يزال يفتقد إلى دفء وحب وحنو يتلقاه ويقدمه... تركزت تلك المواقف والمشاهد من خلال من يلتقي بهم السائق عبر رحلته بالتاكسي، خصوصًا في وقت أمسيات وليالي القاهرة. في حين لم يقدم محمد هنيدي، أحد نجوم الكوميديا، فيلمًا في هذا الموسم ولأول مرة منذ انطلقت موجة نجوم الشباب قبل 10 أعوام، وكذلك أحمد السقا وكريم عبد العزيز من النجوم في غير الكوميديا. قدم أحمد حلمي فيلم «آسف على الإزعاج» ومحمد سعد فيلم «بوشكاش»، أما خارج الكوميديا ونجومها فعُرض للنجم أحمد عز «مسجون ترانزيت»، الذي شاركه فيه النجم الكبير نور الشريف، وهو فيلم تشويق لا بأس به، حاولت مخرجته الشابة المجتهدة ساندرا نشأت وكعادتها بإخلاص لإتمام فيلم ناضج فنياً وحرفياً، تعتني فيه ككل أفلامها عناية وافرة بمختلف العناصر بخاصة التصوير والإضاءة والمونتاج وإدارة الممثل، لكن الثغرات ونقاط الضعف تأتي في بعض أفلامها، عادة أيضاً، من خلال السيناريو، وذلك ما تكرر في «مسجون ترانزيت». أما ما حدث لموجة نجوم الكوميديا الذين عرفوا منذ عشر سنوات بالمضحكين الجدد ومنذ تقدمهم هنيدي بـ «إسماعيلية رايح جاي»، ثم بطلاً في «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، فحدث لتلك الموجة تحولات وتغيرات متلاحقة، اذ لم يعد هؤلاء منفردين كما كانوا لعقد كامل ولا مسيطرين، ولم يحافظ معظمهم على المواقع نفسها التي أحرزوها، بل حدثت «تبدلات» وتغييرات في الأماكن.

يبدو موسم الصيف في 2008، كاشفاً أو مسلطاً الضوء بوضوح على تغيرات آلت إليها تلك الموجة وأصحابها، وهي في ذاتها جديرة بوقفة مستقلة مقبلة.

back to top