الغيث: لن أظل عميداً لمعهد الفنون... وأقسامه لا تفي بمتطلبات العملية التعليمية لجأت إلى تحديد نسب القبول فيه لأقلل أعداد المتقدمين
أكد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. عبد الله الغيث أن المعهد موعود هذه السنة بحل مجموعة من المشاكل الخاصة به ابتداء من المبنى وانتهاء إلى معادلة الشهادات مشيرا الى مجموعة من العوائق التي تحد من الإبداع في المعهد على المستوى الأكاديمي.أنشئ المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973 ليقف في صف الكليات في جامعة الكويت بعد ان سعت وزارة الاعلام إلى ذلك بهدف تطوير العملية التعليمية في مجال المسرح وبناء أرضية ثقافية صلبة ليس من ابناء الكويت فقط بل من أبناء الخليج والدول العربية كلها، والجميل في الامر أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو الذي أصدر قرارا بإنشاء المعهد، الذي باتت حاله في الفترة الاخيرة كحال كليات الجامعة إذ يمنح درجة البكالوريوس وظل فترة ليست بالطويلة يعمل على تغيير السياسات القديمة بالقبول والمواد الدراسية تبعا لتغير عميد المعهد.
«الجريدة» التقت عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. عبدالله الغيث وكان معه ذلك الحوار:• هلا أوضحت لنا سياسة القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية؟- تعتمد سياسة القبول في المعهد العالي للفنون المسرحية على مجموعة من الشروط، اولها الحصول على شهادة الثانوية العامة او ما يعادلها و الا يكون قد مضى عليها اكثر من عامين على الا يزيد سن المتقدم على 24 سنة، بالاضافة الى التفرغ التام للدراسة واذا كان المتقدم موظفا يشترط لقبول اوراقة الحصول على اجازة دراسية، وقد تم تحديد النسب لأقسام المعهد خلال السنوات الثلاث الماضية وفي هذه السنة تم تطبيق الشرط ذاته، فلقسم الديكور المسرحي يشترط ان يكون المتقدم حاصلا على و60% لقسم النقد والادب المسرحي اما قسم التمثيل والاخراج المسرحي فنسبته 50%.فجوة• هناك فجوة بين أعداد المتقدمين والمقبولين في المعهد وخاصة في قسم الديكور المسرحي فما السبب؟- الطاقة الاستيعابية للمعهد والامتحانات لا تستوعب تلك الاعداد التي تعتبر عبئا كبيرا على اعضاء هيئة التدريس وعلى القاعات الدراسية، اضافة إلى عدم حاجة السوق المحلي إلى هذا الكم الهائل من مصممي الديكور فالكويت لا تضم سوى ثلاثة مسارح، لذا بدأت ادارة المعهد في التفكير الجدي لحل هذه الاشكالية ودراسة اعداد المتقدمين للمعهد ووصلت الى تحديد النسب وهي خطوة اولى في تاريخ المعهد تمت خلال السنوات الثلاث الاخيرة للحد من اعداد المتقدمين.مكيفات• هل المباني والقاعات الدراسية مؤهله لاستقبال الطلبة؟- طالبت ادارة المعهد بتغيير المبنى أكثر من مرة وفي اكثر من موقع مع اكثر من وزير وتمت الاتصالات ونحن موعودون بمبنى جديد من المحتمل ان يتم تسلمه خلال هذه السنة ونحن نتأمل ذلك كوننا قمنا بتقديم احتياجات المعهد قبل ثلاث سنوات وراعينا تقديم احتياجات كل قسم للقاعات الدراسية وكيفية تصميمها ومميزاتها وشكلنا لجانا قامت بدراسة تحمل نظرة مستقبلية للمعهد على مدى 50 سنة، فالخطة موجودة وحتى المباني موجودة ولكن الآن بدأت وزارة التعليم العالي بوضع تكييفات في القاعات الدراسية حيث كان الجميع يعاني مشاكل التكييف.• أين المناهج وطرق التدريس في المعهد من التطوير؟ - اقر المعهد في ثلاث السنوات الاخيرة لجنة لتطوير المناهج مكونة من عميد المعهد ووكيل المعهد وعضو من كل قسم سميت باللجنة العليا لفحص المناهج وتطويرها، وعملت على تجديد المناهج الدراسية الموجودة فعلى ضوء ثلاثين سنة يحدث هناك اختلاف وتطورات ففي هذه السنة هناك اكثر من مادة جديدة او مفصولة فهناك مادة التمثيل الصامت والتي كانت تدرس مع مادة التعبير الحركي، ، الا أنه من الصعب ان يتم تغيير سياسة المعهد ككل او العمل على جلب مقررات ومواد لا تتناسب مع الدراسة في المجتمع الكويتي فالنظرة إلى خلق مبدع تختلف ما بين الكويت والقاهرة وغيرها من الدول العربية فألغيت بعض المناهج التي لا تتواءم مع الوقت ومع الحركة المسرحية مع اضافة مناهج جديدة من كليات اخرى ونحن الآن بصدد هذا التطوير.الأساتذة• ما الآلية المتبعة لاختيار رؤساء الاقسام في المعهد العالي؟- ليست آلية وانما لائحة داخلية للمعهد في ان يكون رئيس القسم حاصلا على شهادة الاستاذية واذا لم يتوفر فأستاذ مشارك وبعدها استاذ مساعد والاختيار يتم من قبل عميد المعهد ويرفع الى وزير التربية للمناقشة ومن ثم المصادقة والاقرار، وقد اثبت الشباب الكويتيون من ابناء المعهد جدارتهم من خلال حصولهم على الشهادات العليا وقد توافر كويتيان يحملان شهادة الاستاذية.• تم الاستغناء عن أساتذة لإحلال المدرسين الكويتيين محلهم بينما سافرت لجلب اساتذة من الخارج، فهل هذا إحلال من وجهة نظركم؟- هناك سوء فهم للموضوع.... بالطبع هناك اساتذة خدموا في المعهد مدة تزيد على 6 سنوات فمنهم من خدم عشر سنوات ومنهم من خدم مدة تزيد على ذلك ولم يحصلوا على تجديد العقود وفعلا سافرت لجلب اعضاء هيئة تدريس الا ان اعضاء هيئة التدريس الذين تم توقيع العقود معهم ليسوا في ذات القسم وانما في اقسام اخرى فهناك نصاب معين لتوزيع الساعات الدراسية في كل قسم وقد كان النصاب زائدا في القسم الذي استغنينا فيه عن مجموعة من اعضاء هيئة التدريس الاجلاء الذين بذلوا الكثير من الجهد من اجل المعهد، اضافة إلى حاجة المعهد إلى الدماء الجديدة والفكر التطويري الجديد، فنحن لم نقل كل أساتذة المعهد وأنا لن اظل عميد المعهد إلى الأبد ولكن هناك فترة معينة أتسلم فيها العمادة ومن ثم يكون هناك زميل آخر يغير المفاهيم ويضيف الى المعهد فلا اشكالية في التجديد.مشكلة• هل يحتاج المعهد حملة شهادة الـ«MFA»؟ - المعهد في حاجة ماسة إلى حملة شهادة الـ«MFA» الحاليين على وجهة الخصوص لأنهم كمبدعين هم المتميزون في اداء موادهم قبل الاختلاف على الدرجه العلمية وهم المتسيدون للساحة الفنية والمعهد لن يخسر ابناءه سواء كانوا من حملة الـ«MFA»او الـ«BHD» ومشكلتهم ستحل قريبا في السنة الجديدة، كما نتمنى ان تكون هناك خطوة جادة من قبل الوزارة في هذا الصدد.• هل تمنعون الطلبة الدارسين من الاشتراك في اعمال فنية؟- اللائحة تمنع مشاركة الطالب بشكل عام من المشاركة في اعمال تلفزيونية كانت او مسرحية دون استكماله أدواته الفنية ومفهومة العلمي الفني مع عدم تكون شخصية الطالب الاكاديمية ومن وضع اللائحة مدرك للوضع جيدا ولكن القرار الذي يتيح للطالب المشاركة والعمل يكون من قبل لجنة تعمل على توجيه الطالب في اختيار نوعية العمل الفني المطروح او غيره وهي خطوة من ادارة المعهد التي تشكر العديد من الاساتذة امثال حياة الفهد وليلى احمد والعديد من الصحف المحلية في استقطاب ابنائنا الطلبة في العطلة الصيفية لممارسة العمل ولا سيما النقد على يد اساتذة محترفين. قصور الإمكانات في المعهد يقف عائقاً أمام تنويع التخصصاتوفي سؤال عن نية المعهد لطرح تخصصات جديدة إضافة إلى تخصصاته الثلاثة، أجاب الغيث «لا يوجد عميد اوكلت اليه عمادة المعهد الا وسعى من أجل توسيع التخصصات الا انه يصطدم بواقع الامكانات المحدودة للمعهد، وحتى الاقسام الثلاثة التي يضمها المعهد لا تتوفر احتياجاتها بالشكل الكافي لاتمام العملية التعليمية»، لافتا إلى أن «هناك مجموعة من الدراسات قدمت لإنشاء شعب دراسية داخل كل قسم مع توفر الكوادر الوطنية والاسماء الرنانة في الساحة الفنية الا ان القاعات قليلة ولا مختبرات تتوافر بها اجهزة فجميع تلك الامور تقف عائقا أمام تنويع التخصصات»، مضيفا «لقد قدمت ذلك المشروع عندما كنت رئيسا لقسم الديكور وايضا عندما تسلمت العمادة وتم فتح قسم الدراما في السابق الا انه أقفل لعدم امتلاك المعهد المعدات والقاعات المهيئة لتعليم المواد التي يحتويها قسم الدراما».