بين الفتاة الخجولة وريبلي الشجاعة سيغورني ويفر: لم أكن يوماً حبيبة أحد!

نشر في 04-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 04-01-2009 | 00:00

هل هذا صحيح؟ قد لا يوافقها هواة أفلام الخيال العلمي الرأي، فريبلي التي تقاتل الكانئات الفضائية مضت في مهنة بلغت بها إلى النجوم. سيغورني ويفر تتحدث إلى غاينور فلين.

يصعب تصديق أن سيغورني ويفر- التي يعود إليها الفضل في أداء أول دور بطولة نسائي في فيلم حركة- ستخطو عتبة الستين العام المقبل. عندئذ، سيكون قد مضى 30 عاماً منذ استيقظت من سباتها العميق في عمق الفضاء، في فيلم Alien، مرتديةً قميصاً رجالياً أبيض للقضاء على الأشرار. تجيب ضاحكةً لدى سؤالها عن شعورها ببلوغها الستين: «فليكن». تقول ذلك بلسان رفيقتها التي لا تهاب شيئاً، الملازم إيلين ريبلي.

ويفر من «النساء القليلات في سنها» اللواتي لم يشهدن تراجعاً في جودة الأعمال التي عرضت عليهن أو كميتها. شاركت هذا العام في أفلام خمسة وستشارك العام المقبل في أربعة. تعقّب ويفر: « أعمل اليوم أكثر من أي وقت مضى على أفلام إضافية متنوعة. عندما تنجبين أولاداً، تعجزين عن إنجاز هذا القدر من الأعمال، لكن ابنتي شارلوت بدأت لتوها ارتياد الكلية، لذا آمل تحقيق المزيد».

بين الملكة والخادمة

مع ذلك، يختلف الأمر بين الرغبة في العمل والحصول على عمل. فما سرها؟ تقول ضاحكةً: «ليس لدي أدنى فكرة. ما أعرفه أنني كنت أهتم على الدوام بالقصة وليس بالأدوار. لم أقل، ‘آن الأوان لأظهر إمكاناتي’، بل ‘إنها قصة رائعة’. لا آبه بالدور الذي أؤديه، فلا فارق عندي إن أديت دور خادمة أو دور ملكة».

هذا الأمر ليس صحيحاً تماماً لأنها لم تكن تريد أداء دور امرأة تقاتل كائنات فضائية. تضيف ويفر: «عندما تخرجت في جامعة يال، تخيلت نفسي أؤدي أدواراً مسرحية على غرار والدتي (الممثلة الإنكليزية إليزابيت إينغليس). أردت المشاركة في مسرحيات لشكسبير، والتعاون مع مخرجين جديرين في حال خضت مجال السينما». لم يكن ريدلي سكوت (مخرج فيلمي Alien وAmerican Gangster) على تلك اللائحة، لكن ويفر تعرفت إلى فحوى «الفيلم السخيف حول الفضاء الخارجي». تقول ضاحكة وهي تقف قرب سكوت وتعلوه قامة بعدما انتعلت كعباً يصل إلى سبعة سنتيمترات وطول يبلغ 1.88 متراً: «لو كان ريدلي يخشى على رجولته، لما حصلت على الدور».

رصيد متنوع

لكن ألا تسأم ويفر أبداً من اقتران إسمها بشخصية ريبلي؟ أنشأت ويفر لنفسها رصيداً متنوعاً من الأفلام، من ضمنها: The Year of Living Dangerously -1982 ، The Ice Storm -1997،

Galaxy Quest -1999 وThe Village-2004، إلا أن صورة ريبلي بقميصها القطني الأبيض والمتسخ ترسخت في أذهان الجماهير. تتابع ويفر: «لما بلغت هذه المرحلة من النجومية في حياتي المهنية لولا ريبلي، وعلى الرغم من أن الجمهور ما زال يراني بصورة ريبلي، يرسل إلي المخرجون عروضاً لأفلام متنوعة. في السنة الماضية، أديت أدواراً أربعة يختلف أحدها تماماً عن الآخر».

هذه الأدوار متنوعة بالفعل. ففي فيلم Prayers for Bobby، تؤدي ويفر دور إمرأة مسيحية متدينة تحاول شفاء إبنها من الشذوذ الجنسي. توضح: «إنها قصة حقيقية للأسف». في فيلم آخر، تجسّد شخصية راقصة تدعى جيبسي روز لي. فضلاً عن ذلك، تشارك في فيلم الخيال العلمي الثلاثي الأبعاد للمخرج جيمس كاميرون Avatar. تلفت في هذا السياق: «أؤدي دور عالمة نبات شجاعة جداً في هذا الكوكب الغريب».

لا بد من الإشارة إلى التجربة الأولى في عالم الإخراج، للكاتب الحائز جائزة بوليتزر، ديفيد أوبورن،، في فيلم The Girl in the Park الذي يتحدث عن أم آلمها موت طفلتها، حازت ويفر أخيراً جائزة عن دورها فيه في مهرجان مراكش للأفلام. توضح: «كان الأمر صعباً عليّ من الناحية العاطفية وراودتني الكوابيس حول ماهية شعور فقدان طفل، لكن حاولت طوال حياتي المهنية، القيام بأمور لم أظن أنني سأقدم عليها، وبالتأكيد لم أظن أنني سأنجح في أداء هذا الدور».

لعل أداء ويفر يستحق جائزة أوسكار، لكنها تبتسم بارتباك لدى سماعها ذلك. فمنذ 20 عاماً، رشّحت عن فيلمي Working Girl وGorillas in the Mist إلا أنها لم تنل أي جائزة، فأصبحت أول ممثلة تخسر جائزتين في ليلة واحدة. تعلّق ويفر: «لكنني كنت سعيدة لأنني مُنحت تقديراً. أذكر أنني رددت في نفسي: آمل أن يشاهدني أساتذتي».

في الجامعة

لا يمكن لوم ويفر على شعورها بالإنزعاج بعض الشيء. عندما وصلت إلى جامعة يال في العام 1972، قيل لها إنها «طويلة القامة» و{تفتقر إلى الموهبة» ويستحسن أن تعود إلى ديارها وتدّخر مالها. تذكر ويفر: «كنت محبطة. كان من الصعب علي سماع ذلك من أشخاص طالما أعجبت بهم، لكنني كنت أجهل إلى أي إختصاص أتوجه، لذا لم أغادر الجامعة وقررت الإستمرار».

ذاعت شهرة ويفر بفضل فيلم Alien وحافظت عليها بفضل موهبتها، تشير في هذا السياق: «أظنني كنت محظوظة لأنني جسدت دوماً تلك الشخصيات الغريبة التي لم تناسبني. برأيي، عندما تعتادين على أداء دور الحبيبة، يصبح من الصعب عليك الإنتقال إلى أدوار أخرى، لكنني كنت محظوظة لعدم أداء ذلك الدور، أو على الأرجح أديته لوقت قصير في فيلم Ghostbusters». لكن ألا تدري ويفر فعلاً أنها حبيبة الذكور من هواة أفلام الخيال العلمي؟

في الرابعة عشرة من عمرها، غيّرت سوزان ويفر إسمها الأصلي إلى إسم أطول (ليناسب طولها). ترعرعت في كنف أسرة مميزة في نيويورك وكانت تنوي دراسة الطب، أو حتى علم الإنسان لتعمل مع أشخاص أمثال ديان فوسي التي جسدت شخصيتها في ما بعد.

كان والدها رئيس شبكة «أن بي سي» في خمسينيات القرن العشرين، في حين ظهرت والدتها في أفلام من بينها The 39 Steps للمخرج ألفريد هيتشكوك. مع أن التمثيل كان متارثاً في عائلتها، إلا أن والديها «صدما» عندما أعربت ويفر «الشديدة الخجل» عن نيتها في التمثيل. تقول: «أعتقد أن أشخاصاً كثر خجولين يغدون ممثلين، لأننا نشعر بارتياح أكبر عندما نجسّد شخصيات أخرى بدلاً من التصرف على سجيتنا، لكنني فوجئت من بجرأتي على القيام بذلك».

مواجهة التحديات

لا تختلف ويفر اللبقة والواثقة اليوم عن ريبلي التي عرفناها عندما تكون خارج ميدان قتال الكائنات الفضائية المزعجة، أي شغوفة وذكية، لكن مع حس أفضل بالفكاهة. تقول ضاحكةً: «لا أظننا متشابهتين على الإطلاق، ريبلي ملهمتي لأنها جريئة، لكنني لست بقدر شجاعتها».

في الواقع أنهما متشابهتان بطريقة واحدة، فكلتاهما لا تخشيان القتال. قاتلت ريبلي الكائنات الفضائية، في حين قاتلت ويفر ضد حرب فيتنام. وبعد عقود أربعة، ما زالت تحارب. تضيف: «أمامنا الكثير لتحقيقه في ظل عهد الرئيس المنتخب أوباما. أظننا نواجه تحديات كثيرة: التعليم، الرعاية الصحية، الحرب في العراق، وعلينا فعلاً إيجاد مصادر طاقة بديلة. مررنا بظروف صعبة خلال عهد الرئيس بوش، لذا نأمل أن تجلب إدارة أوباما معها التغيير الحقيقي».

لا تقصد التغيير في مجال السياسة فحسب. تضيف ويفر: «أعتقد أن أفلامنا ستتغير مع تغيّر البلاد في عهد أوباما. برأيي، من الواضح بعد مشاهدة هيلاري كلينتون وساره بالين (لا تؤيد ويفر الأخيرة)، أن الأميركيين يظهرون اهتماماً شديداً بما تتفوه به النساء. نحن قوة يجب أن يحسب لها حساب، وأشعر أنه علي المساهمة في الكثير من الأمور والقضايا بغض النظر عن سني، لذا من الأفضل أن تتماشى هوليوود مع البرنامج الرئاسي». ستكون ريبلي عندئذ فخورة.

back to top