رفع نسبة القبول في العلوم السياسية فاجأ الطلبة وضيَّع خططهم المستقبلية ! البعض يراه إيجابياً ولابد منه
قرار رفع نسبة القبول في قسم العلوم السياسية فاجأ العديد من الطلبة، وأثار حفيظتهم، مما أدى إلى استنكار عدد كبير من طلبة كلية العلوم الاجتماعية، الراغبين في هذا التخصص، بينما رآت قلة قليلة أنه إيجابي ولابد منه.تميزت كلية العلوم الاجتماعية بمخرجاتها المتنوعة من خلال أقسامها المختلفة كقسم علم النفس، العلوم السياسية، الخدمة الاجتماعية، علم الاجتماع، وقسم الجغرافيا، وعلى الرغم من التنوع في تخصصات الكلية فإن عددا كبيرا من الطلبة يتوجه إلى التخصص في قسم العلوم السياسية، الذي يحظى في أغلب الأحيان برغبات طلبة كلية العلوم الاجتماعية، ويعاني القسم بسبب الاقبال الشديد عليه مسؤولية تحمل كل متطلبات الدارسين، وتخريج الدفعات بشكل لا يعرقل أو يؤخر تخرجهم.
صُدم طلبة تخصص العلوم السياسية في الفترة الأخيرة بقرار رفع نسبة القبول، الذي جاء بشكل مفاجئ، وأثر سلبا على مخططات الطلبة الراغبين «بالعلوم السياسية»، بينما رآه البعض إيجابيا ولابد منه، حيث قام القسم برفع نسبة القبول من 2.33 إلى 2.67 نقطة.«الجريدة» شاركت طلبة كلية العلوم الاجتماعية همومهم، ونقلت صوت كل طالب، أصبحت امكانية تخصصه في قسم العلوم السياسية شبه صعبة، وإليكم التفاصيل:في البداية، تحدثت طالبة كلية العلوم الاجتماعية منال محمد، قائلة: «انا مع رفع نسبة القبول للتخصص، لأن عدد خريجي قسم العلوم السياسية يفوق حاجة سوق العمل، إذ إنه يحتاج إلى التخصصات العلمية اكثر»، وفي اعتقادها فإن الموضوع ايجابي، وله فائدة على الطلبة وعلى الكلية بشكل عام، حيث «ان الافضلية ليست بالكثرة، وإنما بالتعليم الجيد للقلة المستمرة في التخصص»، ولفتت إلى ان قسم العلوم السياسية يعتبر اكثر قسم من حيث عدد الطلبة، إضافة إلى المحولين اليه من التخصصات الاخرى. كما أشارت منال إلى مشكلة النقص في عدد أعضاء الهيئة التدريسية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الشعب المغلقة، وأوضحت قائلة: «وضع المرأة اليوم، وحصولها على حقوقها السياسية كان دافعا نحو التحاقها بمجال العلوم السياسية وخوض معترك السياسة جنبا الى جنب مع الرجل، مما اعطاها الحق في مزاحمته بمختلف المجالات».واضافت: الكويت اليوم تشهد عصرا سياسيا ذا فكر منفتح اكثر من السابق، فمن هذا المنطلق نجد أن العديد من الطلبة راغبون في اكمال الدراسات العليا بمجال العلوم السياسية، الامر الذي وفرته لهم جامعة الكويت، وقالت ناصحة الطلبة الراغبين بالتخصص في العلوم السياسية أن يثقفوا انفسهم سياسيا، بما يخدم مواضيع القسم قبل الالتحاق به.ومن جانبها، عارضت الطالبة حنان الحبيب رأي زميلتها منال، قائلة: «انا لا أؤيد موضوع رفع نسبة القبول في تخصص العلوم السياسية لانه يُعد «حجر عثرة» أمام مستقبل راغبي هذا التخصص، فأحيانا يقف المعدل العام للطالب عثرة أمام التحاقه بالتخصص الذي يحبه، عوضا عن حصوله على درجات مرتفعة في المقررات الالزامية له كمقرر مقدمة في العلوم السياسية ومقرر حكومة وسياسة الكويت. وأوضحت الحبيب ان قرار رفع نسبة القبول للتخصص كان له اثر سلبي على فئة الطلبة الذين رغبوا بالتخصص في الفصل الصيفي غير مدركين ان المعدل العام سيكون «الهم» الاكبر لهم عند التسجيل في هذا التخصص. وقالت: «ارى ان التخصص اصبح اليوم مقتصرا على فئة معينة من الطلبة، وهذا نوع من الظلم للبقية»، ولذا ناشدت الإدارة الجامعية ان تكون قراراتها المستقبلية مدروسة اكثر قبل تطبيقها، ويجب ان تعرض على الطلبة قبل التنفيذ بشكل مفاجئ، حتى يأخذ الطلبة الموضوع بعين الاعتبار. وأيدت الطالبة دانة الشطي رأي زميلتها منال، معتبرة أن رفع نسبة القبول للتخصص امر ايجابي، وفي مصلحة الطلبة، فهو يعطي خصوصية اكثر للتخصص، ويخفف الضغط الواقع على الشعب، لكنها عبرت عن «اسفها» لحال بعض الطلبة غير المدركين للامور السياسية، والمنتسبين إلى هذا القسم فقط لانه تخصص مرغوب فيه» وهو ما ادى الى زيادة مستويات المتدنين دراسيا من ناحية العلوم السياسية «فالسياسي» يجب ان يكون راقيا متمتعا بمستوى معين من التفكير.وأشارت إلى ان رفع نسبة القبول يدفع من يرغب في التخصص إلى ان يجتهد ليتخصص، مما يولد لديه دافعا نحو الدراسة في تكملة مشوراه السياسي بشكل علمي راق، فالعلوم السياسية اليوم من العلوم المهمة والضرورية للحياة، الا ان الأمر السلبي انه لم يكن هناك امر صريح او استطلاع لرأي الطلبة قبل تنفيذ تطبيق القانون، واسترسلت قائلة: «اعتقد انه تم الاخذ به بعد دراسة للمتقدمين والمقبولين للتخصص» كما وجهت رسالة شكر للقسم على رفع نسبة التخصص، لانه امر يرفع مستوى القسم وطلبته»، وقدمت الشطي نصيحة إلى الطلبة الراغبين في التخصص بضرورة أن تكون لديهم ميول سياسية، ومعرفة بالعلوم السياسية قبل الالتحاق بالقسم.وبدورها، أعربت الطالبة هبة ناصر عن معارضتها للقرار جملة وتفصيلا، قائلة: «ارى ان هناك كثيراً ممن يرغبون الالتحاق بالتخصص، وذلك الرفع لنسبة القبول أمر يقف حاجزا ضد رغبتهم»، واشارت الى ان اكثر الطلبة يرى في قسم العلوم السياسية المستقبل الباهر بعد التخرج مع حمل الـ«ليسانس»، واوضحت ان هذا القرار كان بمنزلة صدمة مفاجئة للعديد من الطلبة الذين قرَّروا الالتحاق بالقسم، لاسيما ان هناك طلبة حولوا من كليات اخرى بنية الالتحاق بهذا القسم، ووجهت دعوة الى الجهات المعنية بالامر لإعادة النظر في القانون مرة اخرى، وقدمت الشكر إلى «الجريدة» لاتاحتها الفرصة للتعبير عن رأيها في هذا الموضوع بحرية.وأيد الطالب سعد المحطب رأي زميلته هبة ناصر، قائلا: «لهذا القرار اثار سلبية اكثر من الايجابية، إذ انه سبب احباطا لدى العديد من الطلبة الراغبين في التخصص بقسم العلوم السياسية سواء المستمرين بكلية العلوم الاجتماعية او المحولين من كليات علمية تنهك وترهق المعدل، لاسيما ان قسم العلوم السياسية يتصف ببعض الصعوبة»، وأكمل قائلاً: «أرى ان القسم قام برفع المعدل لقلة هيئة التدريس وكثرة اعداد الطلبة».إلى ذلك، كان للطالبة فاطمة عبدالوهاب رأي في هذا القرار، وقالت: «انا ضد رفع نسبة القبول للتخصص وارى ان القسم السياسي يجب ان يتبع منهج المقابلة الشخصية لتحديد الطلبة المؤهلين للقسم»، وبينت ان في القرار نوعا من الايجابية، فهو يجعل الطلبة يهتمون اكثر برفع المعدل العام، ومن ناحية اخرى القرار له اثار سلبية لمست من خلال الطلبة المحولين من كليات اخرى آملين بالالتحاق بالقسم السياسي، وأوضحت قائلة: إن الشعب الكويتي «يحب» المجال السياسي قبل كل شيء، فهذا الامر يجعل العديد من الطلبة يود التخرج «بليسانس» علوم سياسية.إلا أن الطالب عبدالمحسن بولند خالف رأي زميله المتروك، معتبرا القرار سلبيا، و«سلبا لحقوق العديد من الطلبة»، مضيفا: «هناك اثار سلبية لتطبيق القرار وسيظلم العديد من الطلبة المستوفين للشروط القديمة لعدم علمهم بالشروط الحديثة للالتحاق بالقسم الى جانب أن هناك نوعا من عدم المساواة بين الدفعات».ولفت بولند إلى أن «إدراك المجريات السياسية المحيطة بنا والرؤية السياسية الثاقبة للمواطن الكويتي والوعي السياسي المرتفع حفزت الطلبة نحو الالتحاق بقسم العلوم السياسية من بين الاقسام الاخرى.