دفاعنا عن مصالحنا يا سيد!

نشر في 10-08-2008
آخر تحديث 10-08-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي من الطبيعي جدا أن ينبري معالي وزير الخارجية وعدد غير قليل من السادة النواب للدفاع والشجب والاستنكار من تصريحات الأشقاء أصحاب القرار السياسي في الشقيقة إيران، الذين أفصحوا مراراً وتكراراً أنهم يرومون إغلاق مضيق هرمز بالقوة الجبرية في وجه السفن والناقلات جميعها القادمة والخارجة من هذا الممر الحيوي.

إن تهديد السادة في إيران بإغلاق ذلك المضيق المهم يعد في ظني بمنزلة إعلان حالة الحرب ضد دول الخليج أولاً والعالم ثانياً، ويشكل إضراراً بمصالحنا الاقتصادية والحيوية.

فمن هنا، كان من الطبيعي أن يندد وزير خارجيتنا ويصطف خلفه بعض أعضاء الأمة للدفاع عن مصالح الدولة المعرضة للتدمير والهلاك.

أكرر ما أقول: إنه من الطبيعي، بل من الواجب، وأنا هنا لست محامياً عن الوزير أو النواب، لكن من البديهي جداً أن تكون هذه ردة فعل الخارجية وبعض الأعضاء، فليس أمامنا من خيار ونحن دولة صغيرة إلا أن نندد ونشجب ونستنكر كالعادة.

لكني، وفي المقابل، أرى أنه من غير الطبيعي أن يصمت بعض النواب صمت الأبدية، وهم يرون مصالح دولتهم التجارية والاقتصادية معرضة للتخريب والاعتداء... ومن غير الطبيعي أيضاً أن يضيق صدر النائب المحترم سيد القلاف من تلك التصريحات.

وهنا أقف لأتساءل: لماذا ينتاب نائبنا العزيز الغضب من غيرة إخوانه وأقرانه على مصلحة دولتهم، ويريد توجيههم إلى حيث يريد؟!

نعم... نتفق معك يا مولانا، وإلى أبعد الحدود، على أننا لسنا بدولة عظمى، لكن ألا ترى وتتفق معنا أن معيار عظمة الدول وقوتها لا يقاس بالكيلومترات؟! وهل يُشترط أن تكون الدولة عظمى حتى يحق لها الدفاع عن مصالحها؟ وهل يجب على الدول الصغرى إذا ما تعرضت مصالحها القومية والتجارية للخطر أن تبقى لسانها في فمها لا يتحرك؟!

لقد انفرد السيد القلاف - المعروف عنه مواقفه الوطنية وغيرته على بلده وابتعاده عن طرح ما يمس وحدة المجتمع واستقراره من أمور طائفية وخلافه- وراح يلقي باللوم على وزير الخارجية والنواب، وغاب عن ذهنه أن مشكلة إيران الأساسية ليست مع دول الخليج، بل مشكلتها مع أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي قاطبة، فلماذا يا ترى ترغب في معاقبتنا وتصر على التصرف معنا بـ«شقاوة»؟

من وجهة نظري الخاصة، إن كان يجب على السيد القلاف أن يغير استغرابه وتعجبه ليكون بهذه الصيغة، فلماذا تصر إيران على التصرف كأنها دولة عظمى؟ وما شأن المضيق المائي بخلافها مع المجتمع الدولي؟ فإذا كانت تتصرف بهذه الطريقة الفجة مع جيرانها وأصدقائها وهي لم تمتلك بعدُ السلاح النووي، فماذا سيكون تصرفها في ما لو امتلكت ذلك السلاح الفتاك؟!

قصارى الكلام، أن تصريح القلاف مبتور وناقص، فمهما يكن الأمر كان يجب عليه وهو نائب يمثل الأمة جمعاء أن يدافع عن قضايا دولته ومصالحها وحقوقها، فنحن لسنا مع إيران ولا مع أميركا في خلافهما، بل إن الكويت وقفت كثيرا مع الشقيقة إيران، وكل ما في الأمر أن إغلاق هذا المضيق سيؤثر حتما على حركة الملاحة البحرية التي يمر عصب اقتصادنا من خلالها.

back to top