صوت الحب والأنس والطرب (22) أميرة الأحزان أسمهان... المخابرات الألمانيّة تسعى الى تجنيدها!

نشر في 25-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 25-09-2008 | 00:00

راحت أسمهان تشتري كل ما يلزمها للسفر إلى لندن من أسواق بيروت، خصوصًا الملابس الشتوية بما يتناسب مع برودة تلك المدينة، وبعد أسبوع كانت على الباخرة «تنيس» المتجهة إلى بريطانيا، ووجدت أنهم حجزوا لها في الدرجة الأولى قمرة «105». في لندن، كان في استقبالها ضابط من الاستخبارات البريطانية، انطلق بها إلى فندق «بامبلي» المجهز لعملاء الاستخبارات البريطانية، وطلب منها أن تستريح من عناء السفر لمدة 24 ساعة تستطيع خلالها الخروج إذا رغبت لمشاهدة لندن. في اليوم التالي، حضر واصطحب أسمهان إلى مبنى الاستخبارات البريطانية في شارع الوزارات في منطقة «هوايت هول» وهو مؤلف من مبنيين قديمين على الطراز الإنكليزي لهما مدخل واحد حيث يجد القادم مكتبًا لاستقبال المراجعين، ثم توجه بها إلى الدور الثاني حيث أُدخلت إلى غرفة فسيحة تحوي طاولة مستديرة وحولها ست كراسٍ مفروشة بالجلد الأبيض وطلب منها الجلوس، وما هي إلا دقائق حتى فتح الباب الداخلي المزدوج ودخل منه أربعة أشخاص يرتدون اللباس المدني الأسود فوقفت أسمهان احتراما لهم، فقدمهم لها الضابط المرافق بأسمائهم وعملهم في المخابرات البريطانية وفوجئت بأن أحدهم مترجم على رغم إجادتها اللغة الإنكليزية بشكل متوسط، وهو الذي بدأ الحديث معها بالترحيب بها ومن ثم عرّفها على أنه وزملاءه يريدون الحديث معها وليس التحقيق عن خدماتها السابقة في سورية ولبنان وفلسطين، فأجابته بأنها على أتم الاستعداد لذلك.

انهالت على أسمهان الأسئلة عن اتصالاتها مع زعماء القبائل البدوية السورية والأردنية، وردود فعلهم على الدور البريطاني في المنطقة، وهل المبالغ التي دُفعت لهم كانت جيدة، ثم سألها الضباط البريطانيون عن نتائج دخول بريطانيا إلى سورية ولبنان ورأي المواطنين بذلك. انتهت الجلسة الأولى بعد ساعتين، وانصرف الضباط وبقي معها الضابط المرافق الذي أعلمها أنه رُتّب برنامج سياحي لها في لندن على رغم حالة الحرب، فتجول بها في الأماكن الأثرية والقصور الملكية ثم ختم جولته بدعوتها إلى تناول طعام الغداء في مطعم برج لندن الشهير، ثم أعادها إلى الفندق وسلّمها 100 جنيه استرليني قائلا إنه اعتذار عن إزعاجها لأنه سيحضر في اليوم التالي في الموعد نفسه ليصحبها إلى مقر الاستخبارات.

غارات ألمانيا تعيدها

ما كادت أسمهان تستريح في غرفتها حتى انطلقت صفارات الإنذار تحذّر من وجود غارة جوية ألمانية على لندن، فأسرعت بالنزول واحتمت في الملجأ العام تحت الأرض مع العشرات من أبناء الحي الذين ترتسم على وجوههم علامات الرعب والفزع، وجلست على مقعد خشبي ترتجف من البرد والخوف حتى انتهت الغارة. عادت إلى الفندق واتصلت بالضابط المكلّف بمرافقتها وطلبت منه الحضور حالا، فحضر ووجدها في حالة يرثى لها من الهلع نتيجة الانفجارات والحرائق التي أحدثتها الغارة في محيط منطقة الفندق، فطلبت منه إعادتها إلى لبنان فورا وبأية طريقة، بل وأخبرته بأنها قدمت استقالتها وترفض العمل معهم بأي ثمن في ظل تلك الظروف، فطيّب الضابط خاطرها وطلب منها التريث قليلا واتصل أمامها بقيادة الاستخبارات وشرح لهم الموقف ووضع أسمهان، ثم تلقى أمراً بأن يصطحبها فوراً إلى خارج مدينة لندن ريثما يُؤمّن سفرها إلى لبنان بعد أن اشتدت الغارات الألمانية على المراكز الصناعية الكبيرة والمرافئ الرئيسة في لندن.

حزمت أسمهان حقائبها وانطلقت مع مرافقها بين الأنقاض والحرائق إلى خارج لندن، حتى وصلوا إلى منطقة ريفية لا أثر فيها للحرب والدمار، وفي وسطها قصر شامخ، لتفاجأ بأن القصر تسكن فيه عائلات مختلفة، وكان نصيبها الإقامة مع عائلة «الدامرجي» العراقية المؤلفة من الأب والزوجة وابنتهما ذات الثمانية عشر عاما، وقد أوصاها مرافقها قبل أن يعود إلى لندن بألا تسأل مضيفيها شيئًا ولا تتحدث معهم في أي من الأمور المتعلقة بالحرب أو السياسة، وأنه سيعود بعد أن يؤمن لها طريقة للسفر إلى لبنان، فوافقت أسمهان على طلبه، غير أنه كان لا بد من أن تسأله عن سبب مجيئها إلى لندن، وإذا كانت ستعود كما جاءت، فقال لها إن قيادة الفرع «م ــ 6» كانت ستقيم دورة تدريبية كان من المقرر أن تشارك فيها أسمهان للاطلاع على أحدث أساليب التعامل مع الاستخبارات، غير أن الدورة أُلغيت بسبب كثافة الغارات الألمانية.

رحبت العائلة العربية العراقية بها كثيرًا وسعدوا بعد أن عرفوا بأنها المطربة أسمهان لأن أغنياتها كانت تذاع من إذاعة القاهرة وتسمع في لندن ودول العالم كافة. بعد يومين حضر الضابط المرافق وطلب من أسمهان الاستعداد للسفر، وفي مقر الاستخبارات البريطانية اعتذر رئيس فرع الشرق الأوسط منها شخصيًّا، وأعلمها أنهم سيتصلون بها في بيروت لاحقا، وأنها ستسافر بطائرة عسكرية خاصة إلى قبرص، ووقع لها بعض الأوراق اتضح أنها «أوامر صرف» ورافقها إلى الصندوق الرئيس فاستلمت مبلغ خمسة آلاف جنيه استرليني، ثم توجها إلى أحد المطارات الحربية، فوجدا الطائرة الخاصة جاهزة، وما إن بدأت محركاتها بالدوران حتى أخرجت أسمهان القرآن من حقيبتها وقبلته ووضعته على أعلى رأسها وقرأت ما كانت تعرفه حتى أصبحت الطائرة في السماء، فأغمضت عينيها واستسلمت للنوم على رغم أن الطائرة حربية ومعرضة للهجوم.

ما إن وصلت أسمهان إلى بيروت حتى أخذت تبكي وتحمد الله، وكانت صديقتها أمينة البارودي في استقبالها فقصت عليها ما تعرضت له في تلك الرحلة المشؤومة، وبعدها عادت البارودي إلى مصر وبقيت أسمهان وحيدة في بيروت.

محاولة الاغتيال

بدأت أسمهان عملها الرسمي مع الاستخبارات الفرنسية في بيروت بمباركة الجنرال كاترو، وكانت تزودهم بتقارير عن أسماء بعض الشخصيات اللبنانية، بينما تزود الاستخبارات البريطانية في دمشق بتقارير مختلفة، وقد استطاعت بمساندة المخابرات الفرنسية أن تحصل على هاتف بصورة خاصة واستثنائية في منزلها الجديد في بيروت، ليسهل عليها الاتصال.

في صباح هذا اليوم رن الهاتف، وكانت من عادة أسمهان عندما ترد أن تقف على مقربة من النافذة تنظر منها أثناء حديثها، وفي ذلك اليوم، وبمجرد أن سمعت الجرس أسرعت للرد عليه لأنها كانت بانتظار مخابرة مهمة، وكان الهاتف إلى جانب النافذة المطلة على الطريق العام. ويبدو أن تحركات أسمهان كانت مرصودة، وقد عُرف أنها عندما ترد تقف بجوار النافذة أو تطل منها، بل إن المكالمة الهاتفية كانت بهذا القصد، لأنها بمجرد أن رفعت السماعة عادت برأسها للخلف بحركة عفوية لضبط شعرها، في هذه اللحظة انطلقت رصاصة اخترقت النافذة إلى الحائط المقابل، ولولا أنها حركت رأسها إلى الخلف لسقطت قتيلة فورا، وهنا وقعت السماعة من يد أسمهان بشكل تلقائي، وارتمت بجسدها النحيل على الكرسي المجاور من شدة الخوف والصدمة.

بعد أن هدأت اتصلت بالجنرال كاترو فوراً فأرسل لها بعض الضباط الذين حققوا في الحادث، وأوعزوا بإغلاق النوافذ المطلة على الطريق، كذلك وُضعت عليها حراسة لمدة عشرة أيام، ومع ذلك لم يظهر أي أثر لمصدر إطلاق النار، وعلى الرغم من التحقيقات التي جرت على نطاق واسع، إلا أنه لم يُكشف عمن حاول قتلها، وهل هو من تدبير المخابرات البريطانية لأنها اكتشفت تعاونها مع المخابرات الفرنسية، أم أن الاستخبارات الألمانية اكتشفت مكانها في بيروت وحاولت تصفية عميل مهم للجهازين البريطاني والفرنسي؟ لا أحد يعرف بالضبط من كان وراء محاولة اغتيال أسمهان في منزلها في بيروت!

تعاون ألماني وإحباط إنكليزي

بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، راحت أسمهان تعيد حساباتها مجدداً، ومن يمكن أن يكون له المصلحة في التخلّص منها، وهل يمكن أن تستمر الحال على هذا النحو؟ وإذا كانت نجت بالصدفة من تلك المحاولة، فربما نجحت المحاولة الثانية، لذا كان لا بد من أن تفكر في كيفية تأمين نفسها من جميع الاتجاهات، وفي الوقت نفسه تعزيز الاستفادة، خصوصا أن التجربة أثبتت أنه يمكن الاستغناء عنها في أية لحظة، سواء من قبل المخابرات البريطانية، أو حتى الفرنسية حديثة التعامل معهم.

في تلك الفترة جمعت الصدفة بين الصحافي الأميركي فورد وبين أسمهان، وباعتباره صحافياً أميركياً عالماً ببواطن الأمور، راح يؤكد لها فوز الألمان في الحرب، وأن هناك شواهد تؤكد تلك الحقيقة، في محاولة منه لإقناعها بأن الغلبة للألمان، لينجح في مهمة تجنيدها لصالح الألمان، وفي نهاية المقابلة عرض عليها السفر إلى أنقرة في تركيا لمقابلة السفير الألماني هناك وبحث كيفية التعامل معه، وقد تأكد من عدم ممانعتها من خلال دراسته لشخصية أسمهان، وأنها لن تشي به إلى الحلفاء لأنه وثق بها، كذلك كانت حجته قوية تؤيدها شواهد الحال ولهذا قررت قبول دعوته. عرف فورد كيف يعرض عليها العمل لحساب ألمانيا بمهارة ولباقة، وانتظر حتى حانت الفرصة المؤاتية لأنها كانت دائما مشدودة إلى حياة الترف والبذخ والمزيد من المال، لذا لم تر بأسا في نقل ولائها من معسكر إلى معسكر، ومن يعرف أسمهان عن قرب يعرف أنها اتخذت قرار السفر لمقابلة السفير الألماني لسببين، أولا لمحاولة إصلاح وضع أهلها وعشيرتها، وتلك كانت مسألة مهمة بالنسبة إليها، لا تقل أهمية عن مسألة المنفعة الشخصية، التي كانت تمثل السبب الثاني.

قدمت أسمهان جواز سفرها إلى السفارة التركية في بيروت وحصلت على تأشيرة الدخول إلى تركيا بسهولة، وبعد ذلك تقدمت بطلب مغادرة البلاد والسفر، فرُفع الطلب إلى كاترو ولما سألها عن سبب سفرها أجابت ـ كما لقنها فورد ـ بأنها متعبة وتود السفر للراحة والاستجمام، على أن تعود خلال عشرة أيام. على هذا الأساس تمنى لها كاترو الاستمتاع في سفرها والعودة بسلامة.

أعدت كل شيء للسفر بما في ذلك إرسال برقية للتابعي تخبره فيها بذلك، ثم توجهت بالسيارة إلى محطة القطار في مدينة طرابلس، وكان فورد وافاها إلى المحطة، وسارا معا إلى القطار المتجه إلى الحدود التركية، وبينما راحت أسمهان تمني نفسها بمغامرة استخباراتية جديدة، ستجني من ورائها أموالا كثيرة، فجأة توقف القطار وقوفًا اضطراريًّا، وصعدت قوة من الجنود البريطانيين يتقدمهم ضابط إنكليزي حتى وصلوا إلى مقصورة أسمهان وفورد، كادت أسمهان تسقط مغمى عليها من رعب المفاجأة، غير أن عملها مع المخابرات أعطى لها قوة وثقة وثبات في مثل تلك المواقف، فلم يبد عليها أي ارتباك، ومن ناحيتهم تعامل معها الضباط الإنكليز بكل احترام، وطلبوا منهما الترجّل من القطار، فاحتجت على هذا التعامل، وهنا أظهر فورد بطاقة اتحاد الصحافيين العالمي، مؤكدا أيضا أنه ليس في رحلة عمل، بل سياحة. اعتذر الضابط الإنكليزي منهما، فهو مكلف بإعادتهما فحسب وليست لدية أية استفسارات أو ردود على أسئلتهما، وأبرز لهما أمر إعادتهما من القطار ولو بالقوة إذا لزم الأمر!

عادت أسمهان وفورد من حلب إلى بيروت بسيارة حربية وسط حراسة مشددة، وطوال الطريق كانت تفكر في المصير الذي ينتظرها، وعندما وصلت إلى بيروت سألها الضابط بكل أدب عن المكان الذي تريد أن تذهب إليه، فطلبت منه أن تذهب إلى فندق «نورماندي» في الزيتونة، حيث بقيت يومين ثم عادت إلى منزلها ولم يسألها أحد شيئا، بينما لم تسمع شيئا عن فورد الصحافي الأميركي منذ ذلك الوقت.

ظنت أسمهان في أول الأمر أن زوجها الأمير حسن الأطرش هو الذي أوعز للسلطات بإعادتها، لأنها لم تستأذنه بالسفر، فضلا عن أنها سافرت برفقة صحافي أجنبي، وهو أمر مريب في حد ذاته، ولو بدافع الغيرة، غير أنها استطاعت أن تتأكد بطريقتها في ما بعد أن زوجها لم يكن على علم بسفرها، كذلك اكتشفت في ما بعد أن الاستخبارات البريطانية استطاعت بطرقها الخاصة أن تعرف كل شيء، بل إن الاستخبارات الفرنسية كانت تعرف كل شيء أيضا، وقد تعاونتا في إعادتهما من الحدود السورية ـ التركية، قبل أن تتورط في تعاون مع المخابرات الألمانية.

ممنوعة من السفر

بعد فشلها في الخطوة الألمانية قررت أسمهان السفر إلى جبل الدروز لمقابلة زوجها لإطلاعه على جرى معها، وفعلا توجهت إلى دمشق ثم جبل الدروز وبقيت بين الأهل والعشيرة خمسة عشر يوما، ثم عادت برفقة زوجها إلى دمشق وصحبته إلى بيروت ليشاهدهما الجميع معا كي تسترد معنوياتها وثقتها بنفسها، وعندما هدأت الأمور واستقرت أسمهان في دمشق، عاودها الحنين إلى مصر، فطلبت من زوجها الأمير حسن أن تسافر إلى مصر سواء معه أم بمفردها بحجة أنها اشتاقت لابنتها كاميليا، فرفض طلبها، راح يحذرها من أن تفعل ذلك من دون علمه، وقال لها إنه سوف يتصرف ويطمئنها على ابنتها، وأوهمها أنه سيعود إلى الجبل في مهمة طارئة، على أن يعود خلال أيام، لكن الأمير بقي في دمشق، وحصل على تأشيرة دخول إلى مصر من دون علم أسمهان وسافر من بيروت إلى الإسكندرية في الباخرة.

كان الأمير حسن الأطرش كلما قصد بيروت لزيارة أسمهان لا يجدها، ويقال له إنها في دمشق أو ذهبت إلى صوفر أو لندن، فيعود غالباً إلى الجبل من دون أن يراها، فقرر أن يمنع سفرها باستعمال حقه الشرعي كزوج، فتوجه إلى كاترو وطلب منه برجاء أن يمنع سفر أسمهان لحين عودته من القاهرة فأوعز الأخير إلى الأمن العام بوضع اسم آمال فهد الأطرش على لائحة الممنوعين من السفر براً وبحراً وجواً.

كاميليا وعالية في بيروت

وصل حسن إلى القاهرة وانتقل إلى منزل أسرة آمال، واستقبلته السيدة عالية المنذر التي رحبت به واحتفت بحضوره بوجود فؤاد وفريد الأطرش، ثم صارحهم بنيّته في أخذ ابنته كاميليا إلى سورية لأن آمال تريدها.

كانت كاميليا غالية على اسرة اسمهان، وتحديدا على قلب عالية، التي اتصلت بالصحافي محمد التابعي بصفته صديقا للأسرة ولآمال، وأخبرته أن زوج أسمهان حضر ليأخذ ابنته، وطلبت منه المساعدة فأجابها بأنه لا يستطيع منع أب من استعمال حقه الشرعي في رعاية ابنته، لكن عالية مولعة بكاميليا ولا تستطيع فراقها لحظة حتى ولو اضطرها الأمر إلى الانتقال معها إلى سورية فقبلت الاقتراح وأعطته جواز سفرها، فحصل لها على إذن سفر وتوجّها برفقة كاميليا إلى الإسكندرية ومنها سيتوجهون إلى بيروت.

عيد الميلاد

لم تنقطع المراسلات بين أمينة البارودي وأسمهان خلال الفترة الماضية. عندما اقترب موعد عيد ميلاد أسمهان في 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، طلبت أسمهان من البارودي في إحدى رسائلها الاتصال بالتابعي وتذكيره بوعده لها بقضاء عطلة قصيرة في القدس لتلك المناسبة، فوافق التابعي، كذلك أخبر صديقه وأسمهان المشترك، جمال جبر ليسافر معهم وفي يوم الأحد 23 نوفمبر(تشرين الثاني)، سافر جبر بالطائرة إلى القدس، أما التابعي والبارودي فسافرا معًا بالقطار إلى فلسطين.

نزل الثلاثة في فندق الملك داوود بالقدس، وكان أول ما فعلوه أن سألوا عن أسمهان وكانت المفاجأة أنهم لم يجدوها! وعرفوا أنها في بيروت. اندهش التابعي لهذا التصرف، وظن أنه «مقلب من مقالب» أسمهان، غير أنهم وأثناء مناقشة هذا الأمر دخل عليهم ضابط إنكليزي وقال لهم بأنه قادم من بيروت، وأن برنسيس أطرش طلبت منه أن يبلغهم بأنها لم تستطع الحضور إلى القدس في الموعد المتفق عليه لأن زوجها طلب من السلطات في بيروت ألا تسمح لزوجته بمغادرة بيروت أثناء غيابه عن البلاد!

وقع الثلاثة في حيرة من أمرهم، ماذا يفعلون؟ لقد جاؤوا للاحتفال بعيد ميلادها في القدس، وها هي أسمهان في بيروت ممنوعة من مغادرتها.

وإلى الحلقة المقبلة.

back to top