جدل فقهي بشأن إمامة المرأة للصلاة بعد الجمعة المثيرة لبنا: أم ورقة أمَّت المسلمين نصير: لا تناسب شكلها الجسماني

نشر في 21-10-2008 | 00:00
آخر تحديث 21-10-2008 | 00:00
No Image Caption
تجدد الجدل مرة أخرى حول مشروعية إمامة المرأة للصلاة خصوصاً بعد قيام أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا كومنولث الأميركية د. أمينة ودود بخطبة الجمعة الماضية وصلاتها بجمع من المسلمين في بريطانيا.

عادت أزمة إمامة المرأة للصلاة مُجدداً على الساحة الإسلامية العالمية بعد أن أصرت أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا كومنولث الأميركية د. أمينة ودود على قيامها بخطبة الجمعة الماضية وصلاتها بجمع من المسلمين في كلية ولفسون بجامعة أكسفورد البريطانية، وهي الواقعة التي سميت في كثير من مواقع الإنترنت بـ«الجمعة المثيرة للجدل»، وتُعد هذه هي المرة الثانية، حيث أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط الإسلامية العالمية بعد أن أمت جماعة من المصلين رجالاً ونساءً للمرة الأولى عام 2005.

وأيد المفكر جمال البنا (صاحب كتاب «جواز إمامة المرأة الرجال» الصادر عام 2006) خطبة وإمامة المرأة للصلاة رجالاً ونساء، مستشهداً بما ورد في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) والذي سمح لامرأة، وهي أم ورقة، بأن تؤم المصلين رجالاً ونساءً، وأضاف البنا في تصريحات لـ«الجريدة» أن «ما فعلته هذه السيدة أمر مقبول، بل مطلوب في المجتمعات الأوروبية والأميركية، لأنها ليست مصابة بعقدة الذكورية، وهي بما قامت به ترد على من يقولون في الغرب إن الإسلام يهين المرأة، وإن المرأة تدخل المسجد من باب الخجل. العمل الذي قامت به د. ودود يُفند ذلك ويُثبت للغرب أن المرأة يمكن أن تكون إماماً».

وأضاف: «لا أرفض ما قامت به هذه السيدة، بل أراه تطبيقاً لما جعله الرسول مؤهلاً للقيادة، وهو العلم بالقرآن، فما دامت هذه السيدة أعلم المجموعة بالقرآن، فهي أحق بالإمامة. صحيح أن هذا ما كان يمكن أن يُطبق في عهد النبي، ولا الآن في المجتمعات الإسلامية، ولكن المهم أن الإسلام يضع المبدأ ويترك تقريبه وتنفيذه وإعماله وفقاً للظروف والمناسبات».

بينما رفضت د. آمنة نصير (العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية وأستاذة العقيدة بجامعة الأزهر) إمامة المرأة للرجال في الصلاة، مبينة أن «هذا أمر يتعارض مع الشكل الجسماني الذي خلق الله المرأة عليه، فسجودها وهي تؤم الرجل في الصلاة يعد أمراً غير مستحب لا شكلاً ولا أداءً»، إلا أنها أجازته في حالة واحدة، وهي «إذا كان هناك مسجد يوجد به من لا يعرف شيئاً عن العربية أو القرآن أو الصلاة نفسها، وانفرد بهذه المعرفة امرأة مثل أمينة ودود، فلا مانع من إمامتها لهم، فهذه حالة تُقاس بضرورتها وبعللها، وبما فيها من انفراد لهذا الظرف، ولا تُقاس على العموم». وإن كانت أكدت أن المسألة ترتبط بالصراع الثقافي مع الغرب وحملاته المستهدفة للإسلام، مشيرة إلى أن الكنيسة الأوروبية والغربية إلى الآن لم تُعمم فكرة كهنوت المرأة التي تقود الكنيسة، وحتى الكنيسة الأرثوذكسية في مصر ترفض أن يكون الكاهن امرأة، كما أن البروتستانت الذين يعتبرون أنفسهم مدرسة الإصلاح يجيزون ذلك على خجل.

back to top