Wii... أكثر من مجرَّد لعبة!
صدِّق أو لا تصدِّق، يمكن لجهاز Wii أن يساعد في كل شيء بدءاً من صناعة الموسيقى إلى تنظيف المنزل.
هل تذكرون الضجة التي أثيرت حين أطلقت شركة «نينتندو» لوحة التحكم؟ إن نظرت إلى واجهة متاجر ألعاب الكومبيوتر في بريطانيا، لرأيت على الأرجح زبائن متحمسين يتمايلون حول جهاز أبيض اللون حجمه أكبر بقليل من حجم الهاتف الخليوي، إن تحققت من الأمر بشكل أدق، تَرَ أنهم كانوا يمارسون لعبة كرة مضرب وهمية، أو ربما غولف أو بولينغ، يبدو أن ذلك قمة ألعاب الكومبيوتر التفاعلية.يتضح أن الألعاب الالكترونية الرياضية لم تكن سوى أقل قدرات جهاز Wii. ظهرت راهناً مجموعة كاملة من الوظائف المحتملة، والمدهش في الأمر هو أن شركة نينتندو لم تبتكر أكثر دواعي استعمالها إثارةً للدهشة. في المقابل، طوِّرت هذه الأخيرة من قبل مجموعات من اللاعبين المخلصين، أو بتعبير أصح قراصنة جهاز Wii. العلبة البيضاء التي تستخدم لضبط جهاز Wii عبارة عن أعجوبة عالية التكنولوجيا، أداة لاسلكية مزودة بأجهزة كاشفة للحركة وأجهزة استشعار للأشعة تحت الحمراء. يتمثل مراد «نينتندو» في أن تقوم الأداة بدور مضرب كرة المضرب أو الغولف عندما يلوح بها الأشخاص في غرفة الجلوس في منزلهم لإصابة الهدف المرجو. لكن قراصنة جهاز Wii كانت لديهم أفكار أخرى. ماذا لو أمكن استخدام الجهاز مع أغراض أخرى، بحسب اعتقادهم؟ وماذا لو أمكن استخدامه للتحكم بحاسوب أو مكنسة كهربائية، أو حتى إنشاء جهاز تفاعلي يمزج الموسيقى للموسيقيين الذين يحبون الرقص وهم يعملون؟ مرونة في التحكمبيع نحو 25 مليون لوحة تحكم من جهاز Wii في أنحاء العالم بأسره، ما أدى إلى وضع كثير من تلك الأغراض في متناول بعض المبدعين. بدأ نجاحهم بفهم ما الذي يجعل من Wii جهازاً ثورياً:- يعمل Wii أو ما يسمى Wiimote بالحركة عوضاً عن الأزرار. يتألف من عداد للسرعة يسجل مدى سرعة سفره بأبعاد ثلاثية، إلى الخلف والأمام، صعوداً ونزولاً، يساراً ويميناً. ويتحرك في أي اتجاه.- يتألف من آلة تصوير تصور بالأشعة تحت الحمراء، تعمل حيث يكون الجهاز في الفضاء، نسبةً إلى الشاشة التي تمارس عليها الألعاب الالكترونية. - ثمة جهاز اتصال لاسلكي ينقل البيانات إلى لوحة التحكم. بعد ثلاثيالنتيجة الرائعة هي أنه يمكن للوحة التحكم كشف موقع الجهاز في البعد الثلاثي وتعقب حركته النسبية على الشاشة، ما يمكِّن المستخدمين من ضرب كرات مضرب وهمية، وتشغيل صنارة صيد وهمية، وغيرها من وظائف Wii من دون الارتباط مادياً بلوحة التحكم. ظهر الاختراع الثوري لقراصنة جهاز Wii عندما تمكن مبرمجو الكومبيوتر واللاعبون في المجال الالكتروني من وصل تعليمات جهاز Wiimote ليس إلى لوحة التحكم Wii وإنما إلى حواسيبهم الخاصة. يمكن للوحات التحكم إدارة الألعاب الالكترونية التي طورت وصدق عليها الصناعيون. لكن يمكن أن تؤدي الحواسيب دوراً أكبر، إذ بإمكانها إدارة برامج، بشكل رئيس، معدة من قبل مطوري برامج مستقلين. العام الماضي، استخدم خبراء التكنولوجيا هذه الطريقة السهلة لاستخدام الجهاز في سبيل القيام بأشكال الخدع كافة. تمكن مطورون من استخدام أجهزة Wiimote للتحكم بمكانسهم الآلية من ماركة «رومبا». في المقابل، أقام آخرون نظاماً عبر استخدام برنامج مطور بشكل مستقل يدعى DarwiinRemote، ويسمح باستخدام مفتاح التحكم لتحريك برامج على حواسيب من «آبل» لمجرد تحريك المعصم. من جهة أخرى، طور جوني شانغ لي، وهو مهندس كمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبيرغ، برنامج «تعقب حركة الرأس»، الذي يمكّن المستخدمين من إنشاء عرض لواقع وهمي بأبعاد ثلاثية على أجهزة المراقبة خاصتهم. يرتدي المستخدم نظارات مجهزة بأضواء صغيرة من الأشعة تحت الحمراء، وتتغير الصورة في كل مرة يحرك فيها اللاعب رأسه. كذلك، صمّم لي برنامجاً يسمح باستخدام الـWiimote الخاصة لإقامة ألواح كتابة تفاعلية، فضلاً عن نظام يسمح بالتلاعب بالملفات على الشاشة عبر استخدام الأصابع وقليل من الأشرطة العاكسة. فكروا، مثلاً، في توم كروز وهو يحرك ملفات على الكومبيوتر بواسطة يديه في فيلم Minority Report.في المقابل، كشفت شركة الألعاب الالكترونية EA أخيراً عن لعبة جديدة في جهاز Wii صمَّمها ستيفن سبيلبيرغ. تتضمن اللعبة التي من المفترض أن تطلق قريباً، تقنية تبدو شبيهة إلى حد كبير ببرنامج لي لتعقب حركة الرأس. لكن لعل الاستخدام الأكثر ذكاءً من الناحية التجارية لقرصنة جهاز Wii الى الآن صدر عن طالب سابق تخرج في جامعة إيدينبيرغ. استخدم يان سيزنيك، مصصم الصوتيات الجهاز لتصميم آلة موسيقية لا مثيل لها. تمكّن هذه الآلة المسماة Loop Machine (أي آلة الحلقات) المستخدمين من تحميل ملفات صوتية كعينات من موسيقى الطبلة على حواسيبهم. من ثم تتناغم الحلقات فوراً بعضها مع بعض من خلال تزامن حدوثها. الجزء الذكي من اختراع سيزنيك هو أنه يمكن التلاعب بتلك البينات عبر تحريك Wiimote في الأرجاء. بنتيجة الأمر، يمكن للمستخدم الرقص مع حمل الـWiimote بين يديه، وصنع الموسيقى وعرض أدائه في الوقت عينه. بالإمكان تسجيل مجموعة من الحركات وتطبيق المجموعة عينها على أصوات معينة أيضاً. مزاوجة مع الحاسوبإذاً كيف تم ذلك كله؟ على نحو مفاجئ، لم تستخدم أي مفكات براغ من قبل قراصنة جهاز الـWii هؤلاء، كل ما احتاجوا إليه هو مفتاح تحكم من Wii وحاسوب قادر على استخدام فأرة ولوحة مفاتيح يعملان على البلوتوث. يفسر سيزنيك أن السر هو في إقناع جهاز Wiimote بالاتصال بالحاسوب، بدلاً من لوحة التحكم الخاصة بالألعاب الالكترونية. نفذ ذلك عبر تنزيل برنامج مفتوح المصدر معد من قبل مطور برامج ياباني يدعى ماسايوكي أكاماتسو (بطل آخر من أبطال ثورة قرصنة جهاز Wii). يقول سيزنيك إنه يسهل نسبياً استخدام الـ Wii للتحكم عن بعد، أي مزاوجته مع الحاسوب، فما يصعب القيام به هو استخدامه بشكل فاعل. بالنسبة إلى آلة Loop Machine، كان على سيزنيك إعداد برنامجه الخاص على الحاسوب، يقول: «من المهم إنشاء أنظمة تستخدم الحركات بطريقة منطقية، إلى حد أنه عند الإتيان بأي حركة سواء صعوداً أو بشكل دائري، يصدر صوت ما. من الصعب القيام بذلك، لكنني اكتشفت في النهاية حيل برمجة متنوعة. عملت حوالى ألف ساعة في هذا المشروع». ثورة قرصنةإذاً ما الأخلاقيات المرتبطة بالمشروع برمّته؟ هل ستقمع شركة «نينتندو» ثورة قرصنة الـ Wii في الوقت الذي تبدأ فيه جني الأرباح؟ غالباً ما يصف المطورون المستقلون أنفسهم بأنهم «هاوون» و{أفراد يطورون برامج للاستعمال الخاص» (لأنهم يفضلون إعداد برامجهم الخاصة). لكن على الرغم من الوصمة الملصقة بتدخل الأناس العاديين بالتكنولوجيا، ما من دليل على أن ما يقوم به قراصنة جهاز Wii غير قانوني. ارتطمت محاولات الـ{إندبندنت» بحمل «نينتدو» على التعليق على مسألة قرصنة جهاز Wii بحاجز من الصمت. لكن سيزنيك يخمن بأنه قد يكون ثمة عنصر حساب من قبل المصنع المشارك في الظاهرة برمتها. يردف قائلاً: «سهّلت شركة نينتندو على هواة البرامج المستقلين استخدام أجهزتها، ويشك البعض في أنهم قاموا بذلك عمداً لتشجيع التطور». كذلك يشير سيزنيك إلى أن الشركة لم تكن مضطرة إلى استخدام البلوتوث في لوح التحكم. البلوتوث هو معيار صناعي، يستخدم في الأجهزة اللاسلكية كافة من الهواتف الخليوية إلى مكبرات الصوت. صمِّم ليكون متعدد الاستعمالات، ليصبح بالإمكان وصل هاتف خليوي بسماعة للرأس أو حاسوب أو حتى آلة لطبع الصور في الوقت عينه. يستخدم جهاز التحكم الخاص بشركة «مايكروسوفت» نظاماً مختلفاً تماماً، يصعب على الهواة العمل به. حتى لو رغبت نينتندو في استخدام البلوتوث، لكانت عمدت الشركة إلى تشفير الجهاز بكل سهولة. يقول سيزنيك: «هم ليسوا أغبياء، وشكوكي هي أن الأشخاص العاملين في نينتندو يتنحّون جانباً ويدعون الأفراد يتابعون عملهم به». في المقابل، يبدو لي أكثر حذراً، لكنه يقول مشدداً: «مفهومي هو أنهم حياديون نسبياً بشأن هذا الأمر». بغض النظر عما هي حقيقة الأمر، تتغير الأمور في عالم الحواسيب والألعاب الالكترونية. يبدو أن ثمة نزعة ملحة نحو الإبداع في عالم التكنولوجيا، وهو أمر أصبح ممكناً بفضل تبادل الأفكار الثائرة على مواقع الانترنت ومن خلال الأفلام المصورة التي تعرض على موقع YouTube، والتي تقدم نصائح عملية وتعليمات مفصلة. سجلت تجربة لي حول تقنية تعقب حركة الرأس على موقع تشاطر الأفلام المصورة أكثر من أربعة ملايين دخول. هل ستبدأ «نينتندو» وشركات كبرى أخرى في العمل مع مطوري برامج مستقلين، مستفيدةً من خبراتهم لصناعة منتجات أو برامج جديدة. سيكون اكتشاف أسرار الأجهزة بدايةً جيدة. يقول لي: «يجب القيام بجدال حقيقي وهو أنه على «نينتندو» أن تكون أكثر انفتاحاً وأن تضيف الابتكارات التي يعتبرها الهواة قيمةً إلى منتجاتها». مما لا شك فيه أن الاحتمالات تثير الحماسة في صفوف المهووسين بالكومبيوتر. في هذا الإطار، يقول سيزنيك: «ذلك مذهل حقاً. إن أمكن أن تبدأ نينتندو بتشجيع الأنشطة المستقلة، ستتيح بذلك احتمالاً لمناخ جديد تماماً للألعاب الالكترونية». كيف يخدمك الـ Wii؟• تحكَّم بحاسوبكنزِّل برنامج DarwiinRemote، ويمكنك استبدال الحاسوب من ماركة آبل بمفتاح التحكم خاصتك من Wii. عرض البعض إنجازاته على موقع YouTube. لتنزيل البرنامج المجاني، زر الموقع التالي: http://sourceforge.net/projects/darwiin-remote. • أنجز أعمال الكنسهل أنت من المليونين والنصف المليون الذين يملكون المكنسة الكهربائية رومبا؟ إذاً، إجلس وتولَّ أعمال المنزل من كرسيك المريح. لتنزيل البرنامج الضروري لذلك، زر الموقع التالي: http://spazout.com/roomba. • حوِّل حاسوبك إلى لوح كتابةتكلف ألواح الكتابة الالكترونية مئات أو حتى آلاف الدولارات. لكن يسمح لك هذا البرنامج المجاني بتحويل أي شاشة عرض إلى لوح كتابة. نزِّل البرنامج من موقع http://www.cs.cmu.edu/~johnny/projects/wii.• كن صانع موسيقىاخترع يان سيزنيك آلة موسيقية جديدة. يطلب 20 دولاراً (أي ما يعادل 10 جنيهات استرلينية) للبرنامج الذي يسمح لك بتحميل نماذج من الموسيقى ومزجها بعضها مع بعض في الوقت الذي ترقص فيه عبر التلويح بجهاز التحكم في عينات موسيقية متنوعة. نزّل البرنامج من موقع http://www.theamazingrolo.ner/wii.