جاسم القطامي ... عطر الكتابة

نشر في 01-05-2009
آخر تحديث 01-05-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري حينما أحاول أن أتذكر نواباً قد يسدون الفراغ الذي تركه الأستاذ جاسم القطامي بعد اعتزاله العمل السياسي وبشكل خاص في السنوات العشر الأخيرة، أجدني أحتاج إلى أقل من أصابع يدي الواحدة لأعد عليها.

حينما تفكر في الكتابة عن شخص تحبه يبدو لك للوهلة الأولى أن هذه أسهل أنواع الكتابة، ولكنك تفاجأ بمدى صعوبة الكتابة عمن تحب، فما بالك إذا ارتبطت المحبة بالإجلال والإكبار، حينها ستجد أن الكلمات تهرب منك كشوارد الغزلان من صيدها، وهذه حالتي وأنا أكتب عن العم والأستاذ والمعلم جاسم القطامي، الذي سأكتب عنه بحبر المحبة وكلمات الإعجاب، أكثر مما سأكتب بالورقة والقلم.

فهذا الرجل مهما حاولت أن توفيه حقه بالكتابة تجد أن الكلمات تتقازم أمام قامته وتتواضع أمام تاريخه، وأنا هنا لست بصدد سرد التاريخ السياسي للأستاذ جاسم القطامي، فهو تاريخ لن تكفيه صفحات كتاب، ولكنني استحضر الأستاذ وتاريخه وأنا أرى إفرازات ديمقراطيتنا وما تنتجه من نوعية نواب سيسجل التاريخ أغلبهم عاراً وسبة في جبين الديمقراطية، خصوصاً مجالس ما بعد التحرير، ولن أقارن بينهم وبين الأستاذ جاسم القطامي، فهي مقارنة ليست في مصلحتهم من الأساس.

حينما أحاول أن أتذكر نواباً قد يسدون الفراغ الذي تركه الأستاذ بعد اعتزاله العمل السياسي وبشكل خاص في السنوات العشر الأخيرة، أجدني أحتاج إلى أقل من أصابع يدي الواحدة لأعد عليها، بينما في مجالس ما قبل الغزو كان الواحد منا يحتاج إلى (خرز مسباحة) ليعد زملاء جاسم القطامي أو من يقاربونه في التميز في أداء الرسالة البرلمانية، وهو أمر يثير التساؤلات الدائمة لدي...

ماذا حدث لكويت ما بعد التحرير؟

ولماذا أصبحت اختيارات الناخبين لهذه النوعية من النواب؟

هل تغيَّر الكويتيون؟

هل دخل إلى الكويت كويتيون غير الذين خرجوا منها؟

هل استوطن الكويت كويتيون غير الذين صمدوا بها؟

لماذا أصبحت التشاوريات والتزكيات والانتخابات الفرعية القبلية والطائفية هي التي تطغى على أجواء أي انتخابات بدءاً من مجلس الأمة وانتهاءً بالجمعيات التعاونية؟

لماذا كان الأستاذ جاسم القطامي وزملاؤه يزيدوننا اعتزازاً وتمسكاً بالديمقراطية؟

ولماذا أوشك أغلب نواب السنوات العشر الأخيرة أن يكفرونّا بالديمقراطية؟

أدعو أن يطيل الله في عمر الأستاذ جاسم القطامي ويسبغ عليه لباس الصحة والعافية ولتبقى ديوانيته كل يوم اثنين موعداً نلتقيه فيه، وهذه الديوانية أصبحت رمزاً ومعنى في تاريخ الكويت السياسي مثل صاحبها، فمنها انطلقت وأخذت اسمها "ديوانيات الاثنين".

back to top