دور انعقاد... انفجاري

نشر في 19-10-2008
آخر تحديث 19-10-2008 | 00:00
 سعد العجمي إن وضع الحكومة والمجلس في الوقت الراهن، أشبه بشخصين مختلين دخلا في عراك، وكلاهما يحمل مسدساً مليئا بالرصاص، وحضور العراك لا يقلون اختلالاً عنهما، فهم يهتفون لهما ويحرضانهما على بعض، ترى ما النتيجة الحتمية لذلك العراك؟

أجواء عدم الثقة بين الحكومة والمجلس من جهة، والنواب أنفسهم، والوزراء فيما بينهم من جهة أخرى، تعد مؤشرا قويا على أننا أمام دور انعقاد ستكون الأبواب فيه مشرعة على كل الاحتمالات، بالنظر إلى ملفات التأزيم التي تنتظر عمل السلطتين.

إعادة طرح موضوع إسقاط القروض، وتبعات ما حدث في سوق الأوراق المالية، وملف نتائج الانتخابات، وملف وزارة التربية، وإزالة الدواوين، واقتراحات زيادة الرواتب والعلاوات المختلفة، وأخيرا وليس آخراً مشروع المصفاة الرابعة، أضف إلى ذلك قضايا وإشكالات قد تطرأ خلال الفترة القادمة بسب تصريح وزير، أو إجراء حكومي في قضية ما، دون إغفال برنامج عمل الحكومة وأولوياتها، وخطة التنمية التي تحوي ألغاماً قد تنفجر في أي لحظة، كل هذا يدل على أن الاستحقاقات مختلفة هذه المرة شكلاً ومضموناً.

لست متفائلا إطلاقا في مستقبل العلاقة بين السلطتين، هذا ما أشعر به، وهذا ما لمسته خلال أحاديثي مع بعض النواب المؤثرين، وهو انطباع يشاطرني فيه أغلب المراقبين، بعد أن تكرس أصلاً لدى الشارع، بل إن بعضهم يعتقد أن دور الانعقاد القادم سيشهد أحداثاً غير مسبوقة قد تؤسس لمشهد سياسي جديد فيه من السوابق التاريخية الكثير.

ومع التأكيد على أن الأمثال تُضرب ولا تُقاس، فإن وضع الحكومة والمجلس في الوقت الراهن، أشبه بشخصين مختلين دخلا في عراك، وكلاهما يحمل مسدساً مليئا بالرصاص، وحضور العراك لا يقلون اختلالاً عنهما، فهم يهتفون لهما ويحرضانهما على بعض، ترى ما النتيجة الحتمية لذلك العراك؟

الحكومة لديها سلاح «إعلان عدم التعاون»، فيما يملك النواب مسدس «الاستجواب»، وكلاهما استخدم سلاحه أكثر من مرة، لكن السوابق كانت تنتهي بإصابات وكدمات، أما نتيجة المعركة القادمة فلا يمكن التنبؤ بنتائجها لأن من يحدد تلك النتائج ليس أياً من السلطتين!

على كل فإن الحضور النيابي «الهزيل» لاجتماع مزرعة الوفرة، والاتهامات المتبادلة بين الأعضاء على خلفية أكثر من قضية، واختلاف أولويات النواب، وتباين المواقف حول عدد من القضايا، يعكس حالة التشرذم التي أصابت المؤسسة التشريعية، وهي ليست أفضل حالاً من نظيرتها التنفيذية، بعد التسريبات الأخيرة عن رغبة بعض الوزراء في عدم الاستمرار في مناصبهم، وهو ما يعني باختصار، أننا أمام دور انعقاد ينذر بالانفجار.

* * *

إلى من يهمه الأمر: *

عندما تكون مرتديا ثوباً ناصع البياض، وتُفاجأ بـ«حشرة»، وقد حطت على ثوبك الأبيض، فماذا أنت فاعل؟ هل تضربها فتموت ويتسخ ثوبك؟ أم تهش عليها فتطير وتذهب بعيدا عنك؟ بالنسبة لي فإن الخيار الثاني هو الأفضل.

* «بتصرف من مقولة للزميل ساجد العبدلي».

back to top