بن ستيلر: Tropic Thunder يتحدّث عنا كممثِّلين ونحن نحطّ من قيمة أنفسنا
ولد بن ستيلر في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1965 في نيويورك، والداه هما الممثلان جيري ستيلر وآن ميارا. عام 1985 بدأ حياته المهنية على خشبة برودواي ومن ثم انتقل الى السينما وشارك في فيلمي Hot Pursuit وEmpire of the Sun للمخرج ستيفن سبيلبرغ الذي فتح شهيته على الإخراج. أخرج فيلمه الأول عام 1994 بعنوان Reality Bites ومن ثم The Cable Guy الذي شارك في بطولته جيم كاري وماثيو برودريك. عام 1996 برز ستيلر كممثل في فيلم Flirting With Disaster ووصل الى النجومية بعد مشاركته في بطولة فيلم There’s Something About Mary للأخوين فاريللي. بعد ذلك شارك في أفلام كوميدية ورومانسية عدة منها: Meet The Parents، Zoolander، Starsky and Hutch و Dodgball: A True Underdog Story. هذا الصيف يعود ستيلر الى صالاتنا مع فيلم Tropic Thunder، من إخراجه وتمثيله. يحدثنا عنه في الحوار التالي.
آمل أن تستمر في مهنة الإخراج، فكل ما تقوم به رائع. شكراً. أحب الإخراج. هذا ما أردت دوماً القيام به وأشعر أنه مهما طالت مدة حياتي المهنية سأستمر في الإخراج عندما أتوقف عن التمثيل. يقع فيلم Tropic Thunder في خانة أفلام الحركة. حدثنا عن تعاونك مع المصوّر السينمائي جون تول. كان العمل معه رائعاً. أرسلنا نص الفيلم إلى تول لأننا شعرنا بضرورة ذلك. قلنا لأنفسنا: «حسناً، نعرف أنه سيرفض طلبنا ولكن علينا إرسال النص إليه لنقول إننا قمنا بواجبنا». تلقيت رداً هاتفياً يقول: «تول يرغب في لقائك». لم ألتق به سابقاً، بل كنت من المعجبين به فحسب. أردت أن يبدو الفيلم فعلاً كفيلم حقيقي عن الحرب، كان ذلك مهماً بالنسبة إلي. جلسنا لمناقشة الأمر، إنه رجل جدّي وموزون للغاية، لكنه يتمتع بحس الفكاهة أيضاً. عرضت عليه ما أريد تنفيذه وناقشنا الأمر. كان مدهشاً أن تستطيع مشاهدة كيفية تصويره للمشاهد. من الرائع العمل مع رجل مثله في مواقع خارجية. قلت إن السخرية ليست هدفك. هل يمكن أن تحدثنا عن ذلك؟ أشعر أن طبيعة الفيلم فريدة وأقرّ بوجود عناصر من السخرية، لكن لا أعتقد أنه يجب تصنيفه في هذا الإطار. ثمة عناصر من المحاكاة الساخرة فيه، لكن من الواضح أنه لا ينطوي على ذلك فحسب. يمتاز بالفرادة بفضل قصته الحقيقية. أردت أن يكون مضحكاً.ما الذي حدث للفيلم الوثائقي الخيالي الذي كنت تصوّره خلال تصوير Tropic Thunder؟انتهينا الآن من تصويره. هل شاهدت موقعThe Reign of Madness؟ نصدر أجزاءً صغيرة منه كل يوم لحين إطلاقه بالكامل، سيكون ثمة المزيد من المقتطفات القصيرة منه. سنصدره على جهاز آبل، وبعد أسبوع ونصف الأسبوع على صدور الفيلم، سنصدره على برنامج iTunes ومن ثم على قرص DVD. كم هي مدته؟ نصف ساعة. هل يتضمن لقطة لروبرت داوني وهو يعالج نفسه من فترة الستينات أو السبعينات؟ ثمة مشاهد كثيرة صورناها لذلك. ما أردت القيام به هو عرض أجزاء صغيرة على الانترنت ومن ثم إظهار العمل برمته مختلفاً عن الذي عرض على الانترنت. لذلك أدرجنا الكثير من الأمور الجديدة في النصف ساعة تلك. نظراً إلى أن ثمة مشاهد كثيرة لم ندرجها فيه، سنضع مقتطفات في قرص الـDVD وعلى الأرجح نحو 15 أو 20 دقيقة من اللقطات التي لم تُدرج فيه. ستُدخل تلك المشاهد كافة على DVD وسيكون الكثير منها من أداء روبرت داوني فهو يعود للعيش مع عائلة الشخصية التي يصورها، ويتصرف بشكل جنوني وكأنه أصيب بداء ما بعد «العصبة» التي كان جزءاً منها. كيف عرفت أن روبرت يمكن أن ينجز هذا الدور على أتم وجه، بغض النظر عن كونه ممثلاً عظيماً؟ هل سمعته يؤدي أغنيات راب سابقاً؟ كلا، لم أسمعه يؤدي هذه الشخصية. علمت أنه ممثل بارع ولامع فحسب. من المهم بالنسبة إلي الاستعانة بشخص كان من بين أعظم ممثلي جيله. هو كذلك، لكنه يتمتع بحس الفكاهة أيضاً. كان يعتبر آنذاك أكثر الممثلين ذكاءً على وجه الأرض. ذكر الممثل ستيف كوغان في حديث له أنك أدخلت الكثير من اللحظات التي تقلّل من أهمية ذاتك في الفيلم. هلا حدثتنا عن ذلك؟أظن أن الفيلم بأسره يتحدث عنا كممثلين ونحن نحط من قيمة أنفسنا، هذا هو المقصد. يتمحور حول قولنا: «أنظروا كم هو سخيف هذا العالم». تلك هي طبيعة أن يكون المرء ممثلاً وأن يشارك في أفلام مهمة، وكذلك البنية التحتية التي تدور حوله والطريقة التي يحظى بها الناس بالحماية ويبنون من خلالها أسيجة حول أنفسهم بدافع الضرورة، لكنه عالم قاس يصعب الإبحار والتوازن فيه. لذلك، أردنا أن نستمتع به لأن الممثلين برأيي يتمتعون بحس فكاهة عال بشأن أنفسهم ويقولون بكل بساطة: «أنظروا! هذا سخيف! وليس بالأمر المهم». هل تعتقد أنك ستتوجّه إلى مكان ما حيث يوجد المشاهير، فيقول لك أحدهم: «روبرت كان يسخر مني»؟ طبعاً، صدقاً هذا أقل ما يقلقني. لا أظن أن الممثلين يفكرون بتلك الطريقة، فهم يستمتعون بالسخرية من أنفسهم لأنك لو كنت تعمل في هذا المجال، لعرفت كم هو سخيف. الأمر أشبه بجريمة من دون سفك دماء، لن تؤذي بالضرورة أحداً. كان من المهم دوماً بالنسبة إلي أن أسلط الضوء على الممثلين وأن يكون واضحاً أن الأمر ليس كذلك، فشخصية روبرت لا تجسدنا ونحن نحاول تحويل رجل إلى عرق أسود، هذا خاطئ، نحاول أن نظهر ممثلاً يظن على نحو خاطئ أنه بإمكانه أداء دور رجل أسود في فيلم وأن ينجو بفعلته. هذا خاطئ وله أبعاد كثيرة. لذلك، كان من المهم بالنسبة إلي أن أركز على ذلك. هل فكرت طويلاً بمسألة الشاب المتخلّف؟ أجل هذا مؤكد. كان التركيز نفسه ينصب على مسألة ما يمكن لممثل أن يقوم به ليحاول ويفوز بجائزة صعبة المنال. كانت المشاركة في فيلم Simple Jack محاولة للحصول على مصداقية أكبر. لا شك في أنه خارج الاطار المحدد قد يبدو ذلك كله خاطئاً، لكنني شعرت بأنني ما زلت في إطار الفيلم. رأينا ذلك يحدث في الحياة اليومية ونحن نعرف أنه في أي وقت يخرج فيه الممثل ويقوم بذلك، وإذا ما وضع أي شخص نفسه مكانه يعرف أن هذا موقف دقيق يصعب التراجع عنه.ألم تسمع شيئًا بعد من شون بين؟ كلا، لكن المسألة هي أننا نتحدث عن ممثلين يملكون روح الدعابة بشأن أنفسهم. أعطيت النص لشون ليقرأه ويعرف عما يدور الموضوع. كان مرتاحاً جداً بذلك حتى إنه في حفلة توزيع جوائز الأوسكار في نهاية الفيلم، من بين صور المرشحين للفوز ترد صورة شون بين وهو يجسد شخصية عمياء، وقام بذلك للفيلم. كم من أمور عفوية وغير متوقعة حصلت أثناء التصوير؟ قال ستيف كوغان إنك كنت تصرخ ليوقفوا التصوير ولم يكن يعرف ما إذا كنت أنت من يدعو إلى إيقاف التصوير أو الشخصية التي تؤديها.أجل، كان هذا المشهد مربكاً بشكل سخيف لأنني كنت أقوم بالإخراج ويديّ مربوطتين وراء ظهري، إذ كنت أملك يدين مزيفتين. يحتاج المرء إلى يديه ليخرج فيلماً، أدركت ذلك وأنا أصرخ: «أوقفوا التصوير» والشخصية التي أؤديها تصرخ: «أوقفوا التصوير».كان الوضع مربكاً جداً وهذا ما سبب أكبر قدر من الازعاج والضيق. كان ثمة أمور كثيرة عفوية وغير متوقعة وكل من شارك في الفيلم قال أموراً عفوية وبرع جداً في ذلك. لهذا صورنا الكثير من المشاهد وأصبح لدينا بتلك الطريقة الكثير لنختار، لكن عندما نصل إلى تعديل الفيلم وتشكيل الصيغة النهائية له، علينا أن ندفع بالقصة إلى الأمام.هل سيتمكن أي شخص من مشاهدة المشهد الافتتاحي من فيلم «Private Ryan» مجدداً بعد رؤية هذا الفيلم؟شاهدت هذا المشهد مرات أثناء تحضير هذا الفيلم. بالنسبة إليّ تمثل الأمر الرائع بشأن العمل على هذا الفيلم والاستعداد لتنفيذه في مشاهدة تلك الأفلام كلها مرة أخرى لأنني أحبها. إنها أفلام جيدة ومشاهدتها أشبه «برؤية مشهد المروحية في فيلم Apocalypse Now للعمل واستيحاء بعض الأفكار». نبدأ بمشاهدة مشهد ثم ننتهي طبعاً بعد 45 دقيقة بمشاهدة فيلم Apocalypse Now بكامله. هذا ما حصل مع فيلم Private Ryan أيضاً، كنا نقول في أنفسنا «يا للهول، هذا رائع، هذا مرعب»، فنعلق في الأفلام لأنها رائعة بالفعل. بالتالي اقتصر عدد من تلك الجلسات التحضيرية على مشاهدة تلك الأفلام ثم وفي لحظة ما كنا نقول في أنفسنا «هل من أمر ممتع في ذلك كله؟ ما هو الأمر الممتع في ما نفعله؟ ما الذي نفعله؟» حدثنا قليلاً عن فيلم Night At The Museum II، ما هو نوع المعجبين الذين يتوقع أن يشاهدوه؟ نحن الآن في سياق تصوير هذا الفيلم. أستمتع كثيراً بذلك لأنه لا يشعرني بالوحدة بقدر الفيلم الأول، فأنا أدور حول المتحف، في البداية نحن في متاحف سميثسونيان، ثم في مجموعة مختلفة من المتاحف. ندخل إلى «متحف الهواء والفضاء» ثم إلى معرض «الفن الوطني» ونمر عبر الرسومات والصور. تؤدي آيمي آدامز دور تمثال إميليا إيرهارت فتركض في أنحاء المتحف طيلة الوقت، بالتالي لا أشعر بالوحدة الشديدة. في معظم الوقت تعاملت مع الكثير من الأشياء الغريبة التي لم تكن موجودة، ثم انضمت إلينا هذه المجموعة المذهلة التي تتألف من ريكي جيرفيه، ستيف كوغان وأوين ويلسون وهذه المرة لدينا كريستوفر غيست الرائع أيضاً. لا أستطيع أن أصدق أنني أشارك في فيلم مع كريستوفر غيست. إنه يؤدي دور «إيفان المرعب» ويؤدي هانك أزاريا دور رجل مصري شرير. الواقع أن ثمة رجلاً شريراً في الفيلم، لذا كان الأمر جيداً وممتعاً بالفعل. هل تفكر في إخراج فيلم آخر؟ أجل، ثمة بعض المشاريع التي كنت أعمل عليها لفترة وهناك واحد بشكل خاص أفكر في تنفيذه. أعتقد أنني سأخرج فيلماً جديداً فأنا أستمتع بذلك كثيراً.هل هو أكثر كوميدية أم درامية؟ليس فيلماً كوميدياً إلى حد كبير، بل هو أكثر جدية بقليل لكنه يشتمل على المرح إلى جانب كونه أقصر. ليس كبيراً بهذا الحجم. عما تدور أحداثه؟ليس الأمر سرياً تماماً. إنه فيلم يحمل اسم Civil War Land in Bad Decline ويستند إلى قصة قصيرة لجورج سوندرز، وهي قصة رائعة تدور حول شاب يعمل في حديقة عامة، وموضوعها الحرب الأهلية. إنه مظلم قليلاً ويتنقل من مكان إلى آخر لكني أحبه. كنا نعمل عليه منذ وقت تماماً كفيلم Tropic Thunder وأنا متحمس جداً حياله. ماذا عن فيلم آخر تابع لفيلم Tropic Thunder؟كلا، مطلقاً، أعدكم بذلك. لا أعتقد أبداً أنني سأحضر فيلماً تابعاً.