البريد العام: مجلس طارق بن زياد

نشر في 13-03-2009
آخر تحديث 13-03-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي طارق بن زياد مولى موسى بن النصير أمير إفريقيا من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك، قائد ميداني له خطبة شهيرة: «أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم»... وقد امتحن جيشه بهذه الخطبة الرنانة التي بدأها بحرق أسطوله البحري «محل خلاف لدى المؤرخين»، ولو أني أميل إلى أن طارق أكثر ذكاء من أن يحرق أسطوله لأنه لو فعلها فهو مجنون حتماً ومحظوظ جداً.

هذا التصرف اللا مسؤول من قبل قائد أؤتمن على أرواح جيشه أدى إلى نهايته الغامضة، وقد انقطعت أخباره في الشام كنتيجة حتمية لمغامرته اللامسؤولة، إلا أنه وبعد مرور قرون على هذه المقولة نجد من يتبنّاها في الكويت وبالتحديد في مجلس الأمة.

وجه المقارنة بين هذه الحادثة التي أدت إلى فتح بلاد الأندلس سابقاً وإسبانياً حاليا أن طارق بن زياد مولى موسى بن النصير تعامل مع جيشه بأن وضعهم أمام خياري الحرب أو الموت غرقاً، ولذا اختار جيشه الحرب كفرصة نسبة النجاة فيها 50% على الأقل، أما ما يحصل اليوم في مجلس الأمة من استجوابات دُفِعت باتجاه شخص سمو الرئيس فهي حالة مشابهة لمقولة طارق، ويمكن أن نلعب بالألفاظ فتصبح «أيها الرئيس أين المفر؟ المنصة أمامك والاستقالة خلفك».

فإن فعلها طارق، فهل يفعلها سمو الرئيس وينتصر للدستور ويرد على كل المشككين، وينتقل بالمسيرة الديمقراطية إلى مرحلة متطورة جداً تسجل باسمه، ويذكره التاريخ كأحد المنتصرين لكويت الحاضر؟

يقال إن «الجدر ما يركب إلا على ثلاث» وإن «الطلاق بالثلاث» فأي الخيارين سيقف ميزان الديمقراطية عنده؟ هذا السؤال ستكشفه الأيام القادمة.

***

ما ذكره السيد محمد الزمانان لـ«الراي» بأن مسجد الفنيطيس بُني عام 1942 عندما طلب سعد بن سعد الزمانان تخصيص تلك الأرض من المغفور له الشيخ عبدالله الجابر، حيث قام الساكنون قربه ببنائه من الطابوق والطين والجندل، وليس من الكيربي كما أثير، مبيناً أن المسجد خضع لتجديد عام 1955 من قبل دائرة الأوقاف آنذاك.

هذا الخبر والصورة المصاحبة له يبينان أن موضوع التنظيم والتخطيط في كل من الأوقاف والبلدية خارج نطاق التغطية، والإرسال بينهما معطل ولا يوجد مفتاح خط لفريق الإزالة إن كانت الصورة والخبر صحيحين.

اللافت أيضا امتنان محمد الزمانان وعائلته لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد على مبادرته الكريمة بإعادة بناء مسجد الفنيطيس التراثي القديم على نفقته الخاصة.

وإذا سمحت لي العائلة الكريمة وكون المتبرع سمو الرئيس أن يبنوا المسجد في منطقة أخرى يستفيد منها المسلمون بشكل أكبر، إلا إذا أرادوا المحافظة على معلم تراثي يرتبط بتاريخ الكويت.

أخيراً استجواب السيد محمد هايف قدم على خلفية هدم المسجد ونحن بانتظار استجواب السيد مرزرق الغانم حتى نتعرف أكثر على مجلس طارق بن زياد.

ودمتـم سالميـن.

back to top