Indiana Jones and the Kingdom of the Crystal Skull ختامها مسك!
بعد مضي 19 عاماً على الجزء الثالث من مغامرات «إنديانا جونز» وبعد كتابة نصوص كثيرة عدّلت مراراً، أعاد المخرج ستيفن سبيلبرغ عالم الآثار المغامر إندي إلى الشاشة الكبيرة في فيلم Indiana Jones and the Kingdom of Crystal Skull ليلحق بالأجزاء السابقة Raiders of the Lost Ark عام 1981
وIndiana Jones and the Temple of Doom عام 1984 وIndiana Jones and the Last Crusade عام 1989 ويمتّع المشاهدين الذين ينتظرون بشوق عودة إنديانا جونز ومغامراته الشيّقة.تدور أحداث الفيلم عام 1957، وبذلك يؤكد كاتب السيناريو ديفيد كويب أن إنديانا جونز (هاريسون فورد) لم يعد شاباً، لكنه ما زال رياضياً وقادراً على إبراز القوة في استعماله للسوط. بعد مشهد افتتاحي عادي جداً، تبدأ مواجهة بين إندي والعالمة السوفياتية الباردة الأعصاب إيرينا سبالكو (كايت بلانشات) في مستودع «المنطقة 51». ينجو إندي من انفجار نووي خلال اختبار في موقع صحراوي ثم يعود الى كليّة مارشال حيث يمارس مهنة التعليم بدوام جزئي. في هذا الوقت، يُستغنى عن خدماته في الكليّة ويطلب منه شاب يركب دراجة نارية يدعى مات ويليامز (شيا لابوف) مساعدته في كشف لغز الجمجمة الكريستالية الأسطورية، فيوافق ويتجه الإثنان إلى بيرو حيث يشاع أن الجمجمة سرقت من مدينة الذهب الغامضة. في هذه الأثناء، تصل إيرينا الى البلد المذكور للبحث عنها أيضاً، ويقال أن من يجدها يحظى بسلطة لا حدود لها وكميّة كبيرة من المعرفة. أمام القوة العسكرية التي تتمتع بها الروسية إيرينا، يحتاج إنديانا ومات للدفاع عن حياتهما وإكمال المهمة، وذلك بمساعدة زميل إندي القديم البروفسور اوكسلي (جون هورت) ووالدة مات ماريون رايفنوود (كارين ألن) وهي الحبيبة السابقة لإندي. يعود الفيلم ليأخذ الشكل والأسلوب وحتى المضمون المستعمل في الأفلام السابقة، وكأنه صوّر مباشرة بعد الجزء الثالث. صحيح أن التقنيات في صناعة الأفلام تطوّرت في السنوات العشر الأخيرة، لكن سبيلبرغ طلب من مدير تصويره الحفاظ على روحيّة الأفلام السابقة، فكانت المؤثرات البصريّة غير مضخّمة، وهنا يمكن التأكيد أن الجزء الاخير هو الأفضل والأغلى، بلغت كلفة الإنتاج 185 مليون دولار.الفيلم مليء بالحركة وتتخلله مشاهد ضرورية تبطىء من حركة الأحداث لفترة محدودة. أما قمة التشويق فتأتي من خلال مشهد يتضمن مطاردة سيارات في الأدغال وعلى ضفاف النهر، ثم مواجهة مميتة مع النمل الأحمر وثلاث قفزات في شلالات ضخمة. مبالغاتإذا كان لا بد من وجود اعتراض ما على الفيلم، فيتجلّى في بعض المشاهد التي تصبح شبه كرتونية، منها تأرجح مات مع الأغصان مثل طرزان وقدرة إندي على النجاة من انفجار نووي من خلال وضع نفسه في براد.في الأفلام السابقة، كانت فكرة موت الشخصيات واضحة دائماً حتى عند مواجهة العوائق الإستثنائية، لكن في «إنديانا جونز» لا تتأذى الشخصيات كثيراً. عموماً يمكن القول إن مغامرات إندي لم تكن يوماً مرتبطة بالواقع، لذلك يمكن استيعاب المبالغات بسهولة. أما ذروة الفيلم، الذي يجمع الشخصيات في مدينة الذهب وفي مواجهة مع مخلوق فضائي شبيه بما شاهدناه في فيلم سبيلبرغ Close Encounters of the Third Kind، فيزيد من الإستعراض حتى النهاية. الأمر نفسه في ما يخصّ الخاتمة التي قد ترضي أي شخص يتوق الى مشاهدة النهاية السعيدة بين إندي وماريون منذ فيلم Raiders of the Lost Ark . روعة الأداء مثل شخصيته الأسطورية والرمزية، يمكن القول أن هاريسون فورد ليس جباناً ولا يدع شيئاً، كالعمر مثلا، يقف في طريقه. تميّز في دوره على الرغم من بلوغه الستين، يملك نزعة للمغامرة التي جعلت إنديانا جونز محبوباً طوال الـ26 عاماً الماضية. كذلك تميزت كارين ألن بأداء دور ماريون رايفنوود وما زالت تبدو رائعة. كانت فكرة صائبة في إعادتها إلى الفيلم، فهي وفورد يملكان جاذبية متشاركة. من ناحيته، يندمج شيا لابوف، الذي يؤدي دور مات ابن ماريون، مع الممثلين المشاركين ويأخذ المشعل عن إندي في بعض مشاهد الحركة، فيما تندمج كايت بلانشيت في دورها الشرير لإيرينا سبالكو، والأقل نجاحاً هو الممثل راي وينستون. قلة من صانعي الأفلام يستطيعون إخراج فيلم ناجح مثل ستيفن سبيلبرغ، وما من شك في أن الفيلم ناجح بفضل عبقرية هذا المخرج. يعرف كيف يلتقط ويكشف السر في أفلام كهذه، لكنه نادراً ما يجعل هذا الأمر يقف عائقاً في رواية القصة... Indiana Jones and the Kingdom of Crystal Skull فيلم مسل ومبدع واذا كان الأخير لسلسلة «إنديانا جونز» يمكن القول أنه جيد الى درجة يجعل من أسطورة إندي فخراً كبيراً.