غزة وحديث البرجس

نشر في 31-12-2008
آخر تحديث 31-12-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله عدد شهداء قصف غزة يوازي شهداء الحصار عليها منذ عام ونصف العام، فلماذا أجَّلنا انتفاضاتنا الكلامية والشعرية طوال هذه المدة... هل أفقنا على صوت القاذفات الإسرائيلية على الفلسطينيين، أم أنه ليس للحصار صوت أو رضيع أو شيخ؟

أول العمود: تبرير الحكومة إلغاء صفقة «داوكيميكال» بسبب وضع الاقتصاد العالمي بما يعني أننا سننتظر حتى يتعافى اقتصاد العالم لنبدأ في التفكير في الاستثمار النفطي وغيره... فهل تعلم الحكومة تاريخ هذا التعافي؟ وهل يعني ذلك أن الدخول في المشاريع الجديدة سيتوقف وبالتالي ستتوقف الاستجوابات؟

***

معظمنا تابع ردود الفعل المحلية التي جاءت عقب قصف إسرائيل الوحشي لقطاع غزة، وهي في الغالب ردود متوقعة، وبعضها لرفع العتب كالمقترح بقانون النيابي لحظر التعامل مع إسرائيل، وكأن هناك سابق تعامل كويتي شعبي أو رسمي معها! أو دعوة البعض فتح مكتب لـ«حماس» في الكويت وكأنها تمثل الفلسطينيين جميعاً!

حقيقة... إن أبرز ردود الأفعال التي استفدنا منها لتكون مجال بحث ومعالجة تلك التي وردت في تصريح رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي برجس البرجس الذي فتح الأذهان إلى أن مساعدات الهلال التي هي مساعدات الكويت وشعبها غير مضمونة الوصول إلى المستحقين بسبب الخلاف الفلسطيني الفلسطيني (يعني السلطة و«حماس»). وأن علاقة الهلال الأحمر الفلسطيني بنظيره الكويتي يقوم بها وسطاء لا يقدِّرون مبادئ توزيع معونات الإغاثة المتفق عليها دولياً.

وبما أننا ككويتيين غير قادرين علي ردع الاعتداءات الإسرائيلية أو إصلاح البيت الفلسطيني، فإنه من الأجدر أن نفكر- هنا في الكويت- على قدر طاقتنا، وإن كان في مقدور أعضاء مجلس الأمة أن يفعلوا شيئاً- بخلاف المهرجانات الخطابية- فإنهم معنيون بدعم وصول معونات الإغاثة عبر الهلال الفلسطيني إلى مستحقيها من الفلسطينيين وليس إلى «حماس» أو السلطة الفلسطينية، كما أنهم (أي النواب) معنيون بأن يبحثوا مع الحكومة أسباب تعطل المعونات وضياعها كنوع من الضغط.

ونشد علي يد السيد البرجس بسؤاله: أين دور الأثرياء الفلسطينيين الذين لا يُسمع لهم صوت أو دور في مثل هذه الكوارث، إلا إذا كانوا يتبرعون في الخفاء على طريقة الصحابة الكرام. وقد وجه البرجس ما يشبه اللوم إلى أعضاء مجلس الأمة في تظاهرتهم الأخيرة وسأل: أين هم منذ بدء الحصار؟ وأرى أن هذا اللوم يمكن أن يوجه أيضا إلى العالم أجمع لسبب بسيط، وهو أن عمر الحصار قارب من السنة ونصف السنة! وعدد الفلسطينيين الذين قضوا منذ بدء الحصار، حسب المصادر الرسمية الفلسطينية، يوازي عدد ضحايا القصف الأخير (أكثر من 300 نسمة بقليل... و60% منهم قضوا بسبب مرض السرطان)!

جانب مما يحدث اليوم هو أن الفلسطينيين البسطاء ابتلوا بجهتين تمثلانهم، وهو وضع فريد في عالم السياسة والحكم، ويبدو أيضا أن أي تغيير مرجو لن يكون قريب المنال مادام ترتيب البيت الفلسطيني يتأخر بسبب طموحات وأجندات ضيقة للأطراف الفلسطينية... فيا لها من كارثة طالت.

back to top