أحمد سمير فرج: أعزّ أصحاب ليس مستنسخاً من سهر الليالي
في ثالث أفلامه «أعز أصحاب} يؤكد أحمد سمير فرج أنه مخرج غير تقليدي، يبحث عن التميّز دائماً، سواء في مواضيعه أو في طريقة اختياره لأبطاله. حول هذه التجربة وواقع السينما في مصر كان اللقاء التالي.
ما الذي لفتك في «أعز أصحاب»؟عندما قرأت سيناريو الفيلم لفتني كثيراً لأنه يؤكد أهمية الصداقات القديمة في حياتنا وضياعها في ظل زحمة الحياة، فالتطور الإلكتروني جعلنا نتواصل من خلال الهاتف المحمول والإنترنت فحسب، ولم يعد لدينا متسع من الوقت للقاءات الإنسانية الحميمة، لذا أعجبتني فكرة أن يلتقي أصدقاء الطفولة، ويظل تواصلهم قائماً على رغم ظروف الحياة الصعبة كافة. انتقد البعض تركيزك على ذكريات المرحلتين الدراسيتين، الأساسية والثانوية، مؤكدين أن مرحلة الجامعة هي الأبقى في الذاكرة؟إنها وجهات نظر، وبالنسبة إلي أعتقد أن الأساسية والثانوية أبقى وأكثر تأثيراً في الذاكرة، خصوصاً في ما يتعلق بالحب الأول الذي لا يفارقنا على رغم العلاقات الأخرى، فشخصية المرء تتشكل وتتحدد في الخامسة أو السادسة عشرة.البعض يرى أن الفيلم محاولة لتقليد «سهر الليالي».إنه كلام عار عن الصحة. التطرّق إلى مسائل عالجتها السينما سابقاً ليس تقليداً، وأشير هنا إلى أن الزاوية التي تناولت فيها الموضوع مختلفة تماماً عن «سهر الليالي».الكاميرا كانت تتغير مع كل مشهد، الأمر الذي نقل إحساساً بالتوتر للمشاهد.لكل مخرج أسلوبه الخاص ورؤيته التي تفرضها طبيعة العمل، وفي «أعز أصحاب» اخترت التعبير بالكاميرا عن أبطالي والأحداث التي يمرون بها في مراحل حياتهم. مثلاً في أحد مشاهد الفيلم كانوا في حالة سكر فقصدت أن تكون حركة الكاميرا مناسبة لحالتهم، وعندما بدأوا في استعادة الوعي والحديث عن مشاكلهم تغيرت حركة الكاميرا، ومع عودتهم إلى التوهان عادت الكاميرا إلى الوضع الأول، وهكذا كل مشهد يفرض خصوصية معينة سواء في الإضاءة أو في حركة الكاميرا.حمل بعض المشاهد إهانة للمرأة وهجوماً عليها، ألم تخشَى من ردود الفعل؟لم أقصد ذلك أبداً فأنا أحترم المرأة وأعتز بها جداً، لكن هذا لا يعني عدم انتقادها بوصفها جزءاً من المجتمع . على رغم فشل التجارب كافة التي استعانت بوجوه جديدة أخيراً، لماذا لم تستعن بأحد نجوم الشباك؟أكثر ما يهمني أن يكون الممثل ملائماً للدور، وفي «أعز أصحاب» راهنت على الفيلم وليس على النجم. وقد فشلت التجارب السابقة لأن الغرض منها كان توفير النفقات. في المقابل كلّفت أفلام كثيرة الملايين واعتمدت على نجوم كبار، لكنها فشلت أيضاً، ما يؤكد أن الفيصل هنا هو العمل وليس الأبطال، وأعتقد أن الممثلين الذين شاركوا في الفيلم كانوا ملائمين لأدوارهم تماماً، وكل منهم كان نجماً في دوره.هل تحتاج السينما إلى «دم جديد»؟طبعاً، والدليل أن السينما المصرية عندما استمرت في الاعتماد على عدد من النجوم لمدة 20 عاماً أو أكثر قاطعتها الجماهير، فتدهورت كصناعة ووصل عدد الأفلام سنوياً إلى خمسة أفلام فقط، وعندما بدأت بالاستعانة بنجوم جدد بعد نجاح تجربة «صعيدي في الجامعة الأميركية»، عادت صناعة السينما إلى تألقها وازداد عدد دور العرض وإنتاج الأفلام حتى وصل إلى 70 و80 فيلماً سنوياً. بالإضافة إلى ذلك كله تلقى البطولات الجماعية إقبالا أكثر من الجمهور، باختصار العالم كله يعيش في زمن البطولات الجماعية.هل تتوقع النجاح لفيلمك؟رد فعل النقاد والمشاهدين بعد مشاهدة الفيلم كان مبشراً جداً.ماذا عن الإيرادات؟في ما يتعلق بالإيرادات، تتحكم بها اليوم عوامل عدة من بينها، المنتج والموزع ومساحة دور العرض، والمتحكم في ذلك كله جهة واحدة لا أريد ذكر اسمها، لذلك انعدمت الشفافية. وعلى رغم أننا دخلنا في الأسبوع الرابع لعرض الفيلم تجارياً، إلا أنني لا أعرف أرقام الإيرادات التي حققها.بماذا تبرر فشل أفلامك السابقة؟الإيرادات على رغم أهميتها ليست الدليل على نجاح الفيلم أو فشله لأنها تتعرض لعوامل كثيرة منها توقيت العرض، مثلاً عُرض «كود 36» في وقت غير مناسب أبداً، فبدل أن يعرض في الصيف تأجل بسبب حسابات شخصية بين المنتجين كان الفيلم ضحيتها، وكلما عرضته الفضائيات ازدادت نسبة الإقبال عليه، حتى أن نسبة الإعلانات وصلت في العرض الثالث إلى 50 دقيقة.وجديدك؟لم أستقر بعد على العمل المقبل، وأفضّل التمهّل كي يكون عملاً مميزاً.