ماذا يُسمَّى الساكت عن الحق... يا شيخ محمد؟

نشر في 06-03-2009
آخر تحديث 06-03-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري شيخنا الفاضل، لست من هواة تعميم الأخطاء، كما أنني لست من هواة الانتقائية في توزيع صكوك البراءة، فإذا كانت حركة «حماس» وأغلب الفلسطينيين في غزة (الخاضعة لسيطرتها) بريئين من تهمة تأييد الغزو، فلماذا سكتم طوال تسعة عشر عاما عن قول كلمة الحق؟

حينما بدأت الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة، وأعملت آلة الدمار الصهيونية يد القتل في المدنيين العزل، وقامت المقاومة الوطنية الفلسطينية «المشكَّلة من الفصائل الفلسطينية كافة» بقيادة حركة «حماس»، كان موقفي المبدئي هو التأييد المطلق للدفاع الشرعي عن النفس الذي مارسته فصائل المقاومة، ولم أُخضع موقفي هذا للاختلافات الفكرية والمنطلقات الإيديولوجية التي لا تجمعني بحركة «حماس» القائدة لتلك المواجهة، ولم أُخضع موقفي كذلك للتهمة الباطلة التي ألبست لعموم الشعب الفلسطيني بأنه بأكمله أيّد الغزو الصدامي للكويت، كما فعل البعض مع الأسف، وقلت في تلك الفترة إن من يقتل في هذه المواجهة المدمرة من نساء وشيوخ وأطفال عزل لا ناقة ولا جمل لهم في إفرازات الواقع السياسي العربي التعيس.

إلا أن ما يثير الاستغراب أنه بعد انتهاء تلك المواجهة، أدارت حركة «حدس»، وهي النسخة الكويتية من حركة «حماس»، آلتها الإعلامية «بقيادة الشيخ محمد العوضي»، في محاولة لتجيير الانتصار النفسي الذي حققته المقاومة الوطنية الفلسطينية مجتمعة بكل فصائلها بما فيها فصيل «فتح» لمصلحة حركة «حماس» لوحدها، ولم يغضبنا ذلك، فلا غنائم كنا نبحث عنها من وراء موقفنا بتلك المواجهة، وما زاد استغرابنا هو الوجهة التي نحت إليها ماكينة الإعلام «الحدسي» في محاولتها تبرئة شقيقتها «حماس» من تهمة تأييد الغزو الصدامي للكويت، وتناسي «الإخوان في «حدس» و«حماس» الأكثر من ألف شهيد والآلاف من الجرحى الذين سقطوا في تلك المواجهة، وجميعهم غير منتمٍ إلى حركة «حماس» التي استشهد لها في تلك المواجهة حوالي 45 شهيداً فقط، حسب تصريح أحد مسؤوليها، فهل كانت حركة «حماس» بحاجة إلى أن تُعمَّد بنهر من دماء آلاف الفلسطينيين الأبرياء من كل تهمة والبعيدين عن كل انتماء سياسي، كي تنال صك البراءة المختوم بشهادة «حدس»؟

شيخنا الفاضل، يعلم الله بأنني أقدرك وأحترمك لشخصك، بعيداً عن توجهك الفكري رغم أننا لم نتلقِ ولو لمرة واحدة، إلا أن هذا لا يمنعني من أن أستغرب منك هذا التعصب الإيديولوجي لحركة «حماس»، وتوجيه حملتكم الإعلامية المنظمة لتبرئة حركة «حماس» من تهمة تأييد الغزو، متناسين أن التهمة في مجملها يحاول البعض إلباسها لعموم الشعب الفلسطيني، أم أن فلسطين تعني «حماس» فقط في فكركم ياشيخنا الفاضل؟

ياشيخ محمد في 3 ديسمبر 2001 حاصرت الدبابات الصهيونية مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله، رداً على عمليتين تفجيريتين أعلنت حركة «حماس» مسؤوليتها عنهما، ومارس الطيران الصهيوني إجرامه المعتاد تجاه المواطنين الفلسطينيين، في مشهد قريب مما حصل في مواجهة غزة الأخيرة، ووقتها لم نسمع لكم صوتاً ولم نقرأ لكم حرفاً، فهل كان الفلسطينيون في ذلك الوقت مستحقين لتهمة تأييد الغزو مما منعك من الوقوف معهم، أم لأن «فتح» كانت تقود المواجهة؟

شيخنا الفاضل، لست من هواة تعميم الأخطاء، كما أنني لست من هواة الانتقائية في توزيع صكوك البراءة، فإذا كانت حركة «حماس» وأغلب الفلسطينيين في غزة (الخاضعة لسيطرتها) بريئين من تهمة تأييد الغزو، فلماذا سكتم طوال تسعة عشر عاما عن قول كلمة الحق؟

وماذا يُسمَّى الساكت عن الحق... يا شيخ محمد؟

back to top