آمال: رولا انطوانيت

نشر في 12-05-2009
آخر تحديث 12-05-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي لو كان البرلمان الماضي رجلاً لكان الأسخف في طول البلاد وعرضها، ولو أنه جلس مع البرلمانات الماضية على صحن واحد لأكلوا نصيبه وبات جائعاً يشتكي لأمه توحش المتوحشين، وهو الذي كبرت أثداؤه من خدمة الديليفري، التوصيل المجاني، فتنصحه بالانضواء تحت بشت برلمان 92 أو بشت برلمان 96 ليضمن له أحدهما لقمة تسد رمقه عند تزاحم البرلمانات على الصحون، بشرط أن يجلس هناااك، كي لا يجرح أحد بشرته الحساسة.

ومع ذا ترتفع هذه الأيام بعض الأصوات المطالبة بوجوب زيادة كريمات البشرة للبرلمان المقبل، خوفا من أن يكون متوحشا تمساحي الملمس كما كان سلفه، في نظرهم... هم يريدونه برلمانا "شطّوراً" يفرق شعره من جهة اليسار ويزم شفتيه ويتابع السبورة ليحفظ الدرس، ونحن نريده برلماناً يدخل "الفصل" فينهض التلاميذ، فيتقدم هو بثقة ويمسك القلم الأحمر ليراجع ما كتبته الحكومة فيأمرها وينهرها ويزجرها لو شخبطت على كشكول الدولة، وعلى العَلَم المرسوم أعلى يسار الصفحة، كما هي عادتها.

***

لا أدري لماذا أجد أوجه الشبه بين النائب السابق خالد السلطان والمرشحة الدكتورة رولا دشتي أكثر من أوجه الاختلاف، رغم الفارق الكبير في الغلاف. شعور غريب، شعور بالخوف على فائض المال العام لو نجح هذان المرشحان.

أما خالد السلطان فـ"اسم نعرف ونرتاع منه"، وهو رغم ذا "ما يأكل خبزة" مع الدكتورة رولا... هذه المرشحة رئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية، هي ماري انطوانيت الكويت. دكتورتنا الفاضلة استخدمت أسلحة الدمار الشامل مرتين، الأولى في حربها ضد اسقاط فوائد قروض المواطنين، والثانية في حربها لتمرير قانون الاستقرار الاقتصادي بصورة تخجل فرسان البرلمان المستميتين لإقرار القانون، وانتصرت في حربيها، هكذا هم دائما الأقوياء. وبما أنها الآن مرشحة وقد تنجح، فأظنها ستجد حلا للمواطنين المعسرين... وجبة ماك تشيكن.

اللافت، أن أحدا لم يمر في شارع الدكتورة رولا دشتي، لكنها وبحبكة إعلامية محترفة، راحت تولول وتصرخ: الحقوا عليّ، فكوني من شرهم! فنفزع مرعوبين، ونتكالب على المكان، وفي يد كل منا هراوة أو سكين أو عصا، ونسألها: "من هم؟ وأين هم؟"، فتشير إلى هناك، فنتلفت ولا نجد إلا الفضاء الطلق يقسم لنا بأعظم الأيمان أنه لم يفعل لها شيئاً، ويشير بسبابته تجاه البحر: "يمكن هذا اللي ضايقها"، فندفع الفضاء ليسقط على ظهره، ونجري صوب البحر ونمسك بياقته ونهز كتفيه بشدة: "شفيك على البنيّة"، فيقسم لنا وهو يمسح دموعه مرعوباً أنه كان نائماً ولم يوقظه سوى صراخها وصراخنا، ثم يشير بسبابته تجاه الغبار، فنلتفت إلى الغبار فيعض طرف دشداشته وينحاش وهو يصرخ: مظلووووم.

وما بين الغبار والبحر والفضاء الفاضي، تُهنا وتاهت مراكبنا مع أكثر المرشحين والمرشحات على مر التاريخ ادعاء بالمظلومية من لا شيء... ويا كبدي على البسطاء من الناس إذا وصل السلطان وماري انطوانيت إلى البرلمان. 

back to top