البريد العام: الرقص بالإشارة

نشر في 06-02-2009
آخر تحديث 06-02-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي ما يحصل عندنا هذه الأيام من بعض المحصنين دستوريا نجده خارجاً على المألوف، حيث التجريح بالاسم بدلا من المنصب، وكأن الموضوع تصفية حسابات، فالاتهام بالعنصرية وإثارة الفتن الطائفية والطعن في الذمم أصبح للجميع ودون استثناء.

• «كل لبيب بالإشارة يفهم» مثل عربي يضرب في إيصال معنى ورسالة لصاحبها دون غيره. و«اللي على راسه بطحة يحسس عليها»... مثل مصري يراد به إيصال رسالة واضحة المعالم لصاحبها مع التأكيد على أنه هو دون غيره المقصود.

• الفرق بين المثلين هو رقي في المعنى الأول وذلك بوصف المتلقي باللبابة، وقد درج العرب على استخدام المثل في حالة امتعاضهم من تصرف أو تنبيه لخطأ مع التأكيد على أن النفوس مازالت لا تظن ظن السوء.

• لكن ما يحصل عندنا هذه الأيام من بعض المحصنين دستوريا نجده خارجاً على المألوف، فالضرب تعدى كلا المعنيين ولم يتحمله المثل الشعبي «المعنى في بطن الشاعر» حيث التجريح بالاسم بدلا من المنصب، وكأن الموضوع تصفية حسابات، فالاتهام بالعنصرية وإثارة الفتن الطائفية والطعن في الذمم أصبح للجميع ودون استثناء، والتراشق بالعبارات الخارجة عن الأدب العام هو الدارج، وعلى فكرة أنا أحب الصوت العالي إذا كان على حق، لكن صوت الهمز واللمز حتى لو كان عالياً، فهو على باطل غالبا.

• أسهل شيء هو تشويه صورة الآخرين، وهذا العمل يجد رواجا ويجد مستمعين، و«الإنسان بطبعه فضولي» حيث تبدأ دوامة الأسئلة «شنو... ومنو... وشصار... وليش؟» إلى أن يتفسخ الرجل بحيث تعرف أدق خصوصياته، وكل هذا لأن المحصَّن أو صاحب القلم «يبي» يعلمه الرقص على أصوله «شرقي، غربي، عادي» المهم يرقصه على مزاجه ومن دون أدوات العزف... لأنها حرام.

• هذا الترقيص أو التشهير للأسف الشديد، يقوده أحيانا مَن يدَّعي أنه صاحب مبادئ وخلق، وأنه ينتسب إلى عائلة كريمة... الأكيد أن جمهور الترقيص كثر في الكويت، صار «تقول فريق برشلونة وهجومه ما يصده حارس الريال، ويحط أقوال عجب في مرمى المختلفين معه بالرأي»... «أكيد ما أقصد أحمد عجب لاعبنا المميز واللي أتمنى له التوفيق بحياته الاحترافية».

• مازلت أنادي بأن يكون لدينا شهادة تعطى لمن يريد أن يعمل سياسة على غرار «ICDL» (الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب)، وتكون هذه الرخصة محلية لدخول الحياة السياسية، يدخلها من يرغب في العمل بالمجالات التالية: عضو، ووزير، ووكيل، ومدير، وكاتب، ومالك صحيفة، وصحفي... إلخ. هذا الاقتراح يهذب الأخلاق ويوجد فرص عمل وننعش به الاقتصاد كما سيساهم في التنمية.

• على كل، الشواهد كثيرة، فالتشهير واستعراض العضلات واستغلال الفرص، صار لها أبطال... فتارة تجد الموضوع عن شيء والإجابة عن شيء آخر، و«إحنا يا غافلين لكم الله»... لكن «الذيب ما يهرول عبث». و«اللي تكسب به العب به». هذا كله يصير بحرفة، فالحبايب ما «يطوِّفون» فرصة أمامهم لا في لقاء تلفزيوني ولا إذاعي ولا صحفي ولا حتى ندوة أو مداخلة في مجلس الأمة على أنها نقطة نظام، إلا واستغلوها أحسن استغلال.

• مؤكد أننا نريد أن نهدئ النفوس، وألا نجعل السلطة التي أعطيت للبعض سيفاً مصلتاً على رقاب العباد وألا نفْجُر في الخصومة لمصالح زائلة... «فالهون أبرك».

ودمتم سالمين.

back to top