Barbie Happy 50th birthday!
على غرار كثيرين من سكان شاطئ ماليبو (كاليفورنيا - الولايات المتحدة) تبدو باربي أصغر بكثير من سنّها. امتلأ وجهها وأصبح أكثر استدارة على مر السنوات، وثدياها اللذان كانا في ما مضى عارمين تراجع حجمهما مقاساً أو اثنين. لكن لا يمكننا أن نحزر أنها تكاد تبلغ الخمسين.
لن تعرف عمر باربي الحقيقي إلى أن تغامر بالدخول إلى مقر إقامتها الرسمي، مبنى بمساحة 325 متراً مربعاً على ساحل المحيط الهادئ، على بعد أمتار قليلة شمال لوس أنجليس. في السابع من الجاري كانوا يمدون السجاد الزهري احتفالاً بأنه، على رغم الظروف كافة، كانت هذه الظاهرة بشعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين جزءًا من حياة الأولاد على مدى نصف قرن. قدِّمت باربرا ميليسنت روبرتس، اسمها الكامل، إلى العالم في 9 مارس (آذار) من عام 1959، في معرض الألعاب في نيويورك مرتدية ثوب ثباحة مقلماً بالأبيض والأسود. واحتفالاً بهذا التاريخ المميز، أصدر صانعوها، شركة «ماتل»، لعبة باربي جديدة أخيراً. سترتدي اللعبة ثوب سباحة مماثلاً، وتظهر بوجه جديد وتُباع لأسبوع فقط بثمن يوازي سعرها في خمسينات القرن الماضي أي ثلاثة دولارات، (2.10 جنيه استرليني). أصبحت باربي أشبه برمز أثار جدلاً كبيراً طوال مراحل وجوده، وما زال يحتل الصدارة بصفته أحد أكثر الصادرات الثقافية ربحاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة. بعد 50 عاماً، تباع دمى باربي في 140 دولة بمعدل ثلاث كل ثانية وبذلك يرتفع المجموع العالمي للمبيعات إلى 6 مليارات دولار. أُقيم الاحتفال الرسمي بعيد ميلاد باربي في «منزل أحلام باربي» Barbie Dream House في ماليبو التابع لـ{ماتل». تناول الضيوف الكوكتيل تحت ثريا مصنوعة من شعر باربي... جلسوا على كراسٍ مزينة بصور باربي وتأملوا نسخة خاصة بباربي عن سيارة فولس فاغن بيتل زهرية اللون مركونة في الممر الذي يؤدي إلى المرآب. خلال أسبوع الموضة في نيويورك، نظم 50 مصمماً عروض أزياء شملت أثواباً مستوحاة من أزياء باربي. كذلك أصدر أحد الناشرين الأميركيين هذا الشهر كتاباً عن باربي بقيمة 500 دولار. ويبيع أصحاب محال المجوهرات في كندا مجوهرات تشبه تلك التي كانت تتزين بها باربي بقيمة 10 آلاف دولار، وافتُتح في شانغهاي أخيراً منزل لباربي يتألف من ستة طوابق بقيمة 43 مليون دولار، ويضم المنزل منتجعاً ومتحفاً واختصاصي تجميل وثوب زفاف من دون أكمام من تصميم فيرا وانغ يبلغ ثمنه 15 ألف دولار. حتى مبتكرة الدمية روث هاندلر ما كانت تستطيع توقع امتداد أمبراطورية باربي ذات مليارات الدولارات على رغم أنها كرست معظم حياتها ومسيرتها المهنية لأمر واحد: تكديس الثروة. فكرة ثوريةأسست هاندلر الابنة العاشرة لمهاجرين يهود «ماتل» مع زوجها ايليوت في مرآب في مدينة كولفر، لوس أنجليس، بعد الحرب العالمية الثانية. ابتكرت باربي، أو هكذا تقول القصة، بعد أن لاحظت أن ابنتها باربرا تستمتع بصنع دمى ورقية على شكل أشخاص بالغين. وهذا ما أودى بها إلى فكرة ثورية كبيرة لمنتج لم يسوّق له سابقاً: دمية للأولاد على شكل امرأة ناضجة. تشير روبن جيربر التي تكتب مذكرات هاندلر ومؤلفة الكتاب الجديد «باربي وروث» إلى أن «روث أدركت أن الفتيات الصغيرات يرغبن في أداء دور ناضجات». في ذلك الوقت، ما كانت أمهاتهن يسمحن لهن بذلك. كانت الدمى المطروحة في الأسواق كافة تشبه الأولاد. والمرجح أن نموذج باربي ابتكر مع انتهاك قوانين العلامة التجارية المرعيّة الإجراء آنذاك، ذلك استناداً إلى دمية ألمانية تدعى «بيلد ليلي» وقعت عليها هاندلر صدفة خلال جولة في أوروبا عام 1957. فصنعت الدمية في اليابان بطول 11 سنتم وكانت تتمتع بمفصل قدم ثوري يسمح لها بالجلوس من دون أن تضطر إلى المباعدة بين ساقيها بشكل قبيح.وعزّز مفهوم ثوري ثانٍ مكانة باربي في التاريخ. فعام 1955، قررت هاندلر المجازفة بكامل القيمة الصافية للأصول التي تملكها شركتها من خلال شراء إعلانات لمدة سنة في برنامج «نادي ميكي ماوس»،، وابتكرت إعلانات للدمية توجهت للمرة تلأولى إلى الأولاد وليس إلى الآباء. وبحلول موعد إطلاق دمية باربي عام 1959، كانت «ماتل» توصلت إلى إعلان تلفزيوني مثالي روِّج للعبتها من خلال أغنية لافتة جذبت الصغيرات: «يوماً ما سأكون مثلك تماماً/ حتى ذلك الوقت أعرف تماماً ما علي فعله/ باربي الحلوة باربي/ سأدعي أنني أنت». خلال أشهر، أصبحت باربي اللعبة الأبرز في الولايات المتحدة. بيعت 350 ألف دمية في السنة الأولى. ثم بدأت «ماتل» بحملة مبيعات في الخارج. وعام 1961، كُشِف النقاب عن كين (الذي سمي على اسم ابن هاندلر)، حبيب باربي. وفي قت لاحق من ذلك العام، أجري تعديل على عيني باربي لتنظر إلى الأمام عوضاً عن النظر إلى الجانبين. وسرعان ما أصبحت لباربي رفيقات. منذ البداية، أثارت باربي موجة من الجدل. اعترضت المجموعات النسائية على شكلها الخارجي المثالي معتبرة أنه يسبب اضطرابات في نمط تناول الطعام. واشتكى الأجانب من جهود جبارة تبذل في سبيل إطلاق دمى شبيهة بباربي ذات بشرة سوداء أو من إثنيات أخرى (ابتكرت لعبة من أصول لاتينية مرتدية تنورة طويلة واسعة ووشاحاً لكنها لم تلقَ الاستحسان). بدورها منعت الدول العربية آنذاك إدخال هذه الدمى. وقام مشرع في فرجينيا الغربية أخيراً بتقديم مشروع قانون من شأنه أن يحظر باربي وغيرها من دمى الأولاد التي تعتبر نحيفة جداً. لم تكن الانتقادات كافة عادلة. زُعم أن باربي رمز للجنس والاستهلاكية العارية غير أنها تدين بنجاحها الساحق إلى براءة الأطفال. كانت دمية مجتهدة تقوم بـ108 وظائف تقريباً من الممرضة إلى المعلمة، لكنها وبطريقة ما أزعجت المجموعات النسائية.بحسب م. غ. لورد، أكاديمي من جامعة كاليفورنيا الجنوبية ألّف كتاب «باربي دائماً» Forever Barbie «تعني باربي أموراً متعددة بالنسبة إلى كثيرين. أولاً، إنها مهمة جداً على صعيد الأعمال. ثانياً، هي رمز رأسمالية المستهلك ورمز الأنوثة. وفي الفترة الأخيرة أصبحت رمزاً للثقافة الأميركية بكل ما تتضمنه».حياة مدمّرةلقصة باربي جانب مظلم أيضاً. وراء الساقين الطويلتين والقد الممشوق كعارضات الأزياء (لو كانت قامة باربي 1.70 متر لكانت مقاساتها 39 – 21 – 33) ثمة أشخاص كانت حياتهم مدمرة. في قصة حديثة لماتل تحمل اسم Toy Monster كشف المؤلف جيري أوبنهايمر عن أن جاك راين، المدير المبدع الذي يساعد هندلر والذي صمم نسخة باربي الأصلية، كان «مدمناً على الجنس» وقد أدت رغباته دوراً بارزاً في تشكيل دمية باربي. يُذكر أن أوبنهايمر عايش المشاكل التي مرت بها الأسرة. ففي منتصف سبعينات القرن الماضي عندما تراجعت الأعمال قليلاً، اعترفت روث بأنها تلاعبت بدفاتر الشركة في محاولة منها لوضع حد لتراجع أسهمها. وفُرضت عليها عقوبة 2500 ساعة من الخدمات الاجتماعية واضطرت إلى دفع غرامة كبيرة. في المقابل، كان ابنها كين، الذي لم يشفَ يوماً من تصويره كدمية بلاستيكية مخنثة من دون أي أعضاء تناسلية واضحة، مثلي الجنس في السر بحسب أوبنهايمر. مات كين نتيجة إصابته بالأيدز عام 1994 تاركاً زوجة وثلاثة أولاد. أما إيليوت هاندلر (90 عاماً) وابنته باربرا، فما زالا على قيد الحياة ولديهما أصول في «ماتل». لكن ليست الحياة وردية دائماً في عالم باربي. فجزء من نجاحها سرقته براتز، دمية حذقة منافسة تتوجه إلى اللواتي يفضلن الاقتداء بباريس هيلتون، ليندسي لوهان وبريتني سبيرز. حديثاً أدت حرب باربي – براتز إلى دعوى قضائية ضخمة ادعت فيها ماتل أن دمى براتز صممها موظف يعمل لحساب «ماتل». أصدر القاضي حكماً لصالح الأخيرة قضى بدفع تعويض لها قدره 100 مليون دولار (الحكم معلق بانتظار الاستئناف)، علماً أن الطرفين تكبّدا أتعاباً قانونية تقدر بحوالى 200 مليون دولار. يرى أوبنهايمر أن «باربي بدأت تعتبر امرأة عجوز نوعاً ما. في الأشهر الـ12 الماضية، تراجعت مبيعاتها. كانت المبيعات مستقرة في الولايات المتحدة لبعض الوقت، وحتى إن كان السوق في البلدان الأخرى جيداً، كيف سنواجه واقع أنه بات لدى الفتيات أجهزة كمبيوتر محمول وهواتف خلوية يستغللن من خلالها أوقات فراغهن». أياً كان مصيرها، إذا كانت الصغيرات ما زلن يرغبن في اللعب مع باربي لخمسين سنة أخرى، ستبدو مذهلة بلا شك. سيكون ذلك دليلاً على قدرة البلاستيك على تصغير السن.لمحة وجيزة عن حياتها• اسمها الحقيقي: باربرا ميليسنت روبرتس.• عمرها: 50 عاماً (9 مارس الفائت). • بلدتها الأم: ويلوز، ويسكنسن.• تحصيلها العلمي: ثانوية ويلوز. • مقاييسها: الصدر 12 سنتم تقريباً، نحو 9 سنتم، الوركان 13 سنتم.• شقيقاتها: سكايبر (1964)، ستايسي (1992)، كيلي (1995)، كريسي (1995). • حيواناتها الأليفة: الحيوان الأليف الأول الذي اقتنته باربي هو حصان يدعى «دانسر»، لكن كان لديها أيضاً كلاب، ببغاوات، دببة باندا، أشبال وزرافة.• أصدقاؤها: ميدج، صديق باربي المفضل منذ عام 1963؛ وأصدقاء آخرون من بينهم كريستي، الأولى التي تتحدر من أصول أفرو أميركية، وبيكي المقعدة. • أزياؤها: صمم حوالى مليار زي لباربي وصديقاتها منذ عام 1959. وعمل أكثر من 70 مصمم أزياء مشهوراً على ملابسها ومن بينهم غوتشي وفيرساتشي.• وظائفها: راقصة باليه، مضيفة طيران، ممرضة، معلمة، رياضية، مرشحة للرئاسة، وبحلول عام 2009، شغلت باربي أكثر من 108 وظائف.• حياتها العاطفية: كين – من غيره؟ بعد أن بقيا سوياً 43 عاماً، انفصلا عشية عيد العشاق عام 2004 وتعهدا بأن يبقيا صديقين.• شعبيتها: 90 % من الفتيات الأميركيات ما بين 3 إلى 10 سنوات يملكن دمية باربي؛ تُباع ثلاث دمى منها حول العالم كل ثانية. الدمية الأكثر مبيعاً كانت Totally Hair Barbie التي طرحت عام 1992 بشعرها الذي يصل إلى قدميها. • تقول باربي: «صف الرياضيات صعب/ دعونا نذهب إلى المركز التجاري/ هل أنت مغرمة؟».• يقولون عنها: تمثل باربي امرأة مستقلة وواثقة بنفسها تتمتع بقدرة كبيرة جداً على الاستمتاع والتمتع بجمال دائم». (المصممة ديان فون فورستنبيرغ).