المخرج علي إدريس: هنيدي وسعد لا يبذلان أيّ جهد!
مع أن أفلامه لم تتجاوز السبعة، نجح المخرج السينمائي علي إدريس في أن تكون له مكانة خاصة على الساحة، نظراً إلى تفرّد لغته السينمائية وحسّه الكوميدي الراقي.
حول مشواره السينمائي وتجربته وأفلامه، كان اللقاء التالي.كيف كانت رحلتك مع الفن السابع؟عملت مساعد مخرج حوالى خمسة عشر عاماً، تعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل داوود عبد السيد، خيري بشارة، محمد خان، سعيد حامد، شريف عرفة وغيرهم، وعلى الرغم من استفادتي من العمل معهم إلا أنني حرصت على ألا أقلدهم رغبة مني في التميز وفي أن لا أشبه أحداً، لكن هذا لا يعني أنني نبت شيطاني، تأثرت فعلًا بمجموعة من المخرجين الراحلين من أمثال فطين عبدالوهاب، نيازي مصطفى، عاطف سالم وهنري بركات، وهؤلاء للأسف لم ينالوا حقهم لا إعلاميًا ولا نقديًّا.ماذا عن تجربتك مع النجم عادل أمام؟أعتزّ بها وأراها ناجحة إلى حد بعيد، خصوصاً أنني نجحت في أن أقدمها بشكل مختلف تمامًا عن تجاربي مع زملاء آخرين.يتردد أن عادل إمام يفرض سطوته ويضرب عرض الحائط بتعليمات المخرج، ما صحة ذلك؟كلام غير صحيح إطلاقًا، نتناقش في كل التفاصيل الخاصة بالعمل، نظرا إلى خبرته الطويلة تكون لديه أحياناً بعض الملاحظات المهمة والتي تضيف إلى العمل، ومن الطبيعي الأخذ بها.هنا أطرح السؤال: هل الأفلام التي قدمتها معه زادت رصيده أم لا؟ المؤكد أن ما قدمته مع إمام لا يشبه ما قدّمه سابقًا من حيث التكنيك أو اللغة السينمائية، ثم أن المخرج تكون له بصمته الخاصة سواء في الإيقاع أو الموسيقى أو المونتاج، ومن الظلم أن يقال إن إمام هو المسؤول عن العمل بصورة كاملة، إذ ليست له علاقة بتلك العناصر التي هي من صميم عمل المخرج. ماذا أضاف اليك التعاون مع زوجتك السيناريست زينب عزيز؟أتعامل في المقام الأول مع فكر السيناريست، لأننا يجب أن نكمّل بعضنا بعضاً، ليخرج الورق ونحن في حالة من الانسجام والتوافق والرضا، وهذا ما حدث مع كل كتّاب السيناريو الذين تعاونت معهم مثل يوسف معاطي، د. مدحت العدل، نادر صلاح الدين، وحتى زينب عزيز التي تجمعني بها حالة خاصة من التفاهم انعكست إيجاباً على الأفلام التي قدمناها سوياً وهي: «حريم كريم»، «عصابة الدكتور عمر»، «كلام في الحب». كيف تنظر إلى الوضع السينمائي الراهن؟ تشهد الساحة السينمائية راهناً حالة يرثى لها، أسوة بحال البلد التي تمر بأزمة على الصعد كافة، اقتصاديًا واجتماعيًا، بالإضافة إلى تدهور التعليم والتراجع الثقافي والسياسي، والفن انعكاس حقيقي لحال المجتمع سواء صعودًا أو هبوطًا.كيف ترى الهجوم على فيلمك «حريم كريم» واتهامه بأنه سينما غير نظيفة؟ في نظري لا أساس لهذا المصطلح ولا وجود له أيضا، بطبيعتي لا أميل إلى التصنيفات ولست ضدها شرط أن تكون على مستوى فني عال، لذا أعشق سينما الستينات والسبعينات. أما ما يقدَّم من عري غير موظّف أو ردح أو جنس مبتذل فأنا ضده تمامًا، ثمة فرق شاسع بين الفجاجة والإبداع، وفي «حريم كريم» كان الهجوم بسبب المايوه. باختصار، لست ضد ارتداء المايوه على الشاطئ والقبلة الموظفة دراميًا وفي قلب نسيج العمل.هل ترى أن موجة الكوميديا تنحسر؟نعم، يرجع ذلك في تقديري إلى أن نجوم الكوميديا لا يبذلون جهدًا كافيًا، تحديدا محمد سعد ومحمد هنيدي، فالورق لا يأخذ حقه في التحضير ومن ثم النضوج، وليس لديهم طول بال ولا تأنٍّ في الاختيار، لذا تراجعوا إلى حد بعيد، خصوصاً أن الفيلم أشبه بالامتحان الصعب الذي يجب الاستعداد له والإلمام بتفاصيله الصغيرة والدقيقة كلها. للأسف ثمة حالة من الاستسهال والاستخفاف بما يقدمون، لذا يأتي هذا الانحسار نتيجة طبيعية، وعلى العكس من هؤلاء أعتبر أن الفنان أحمد حلمي في حالة صعود لأنه مجتهد ويهتم بفنّه وبتقديم كل ما هو جديد.لماذا اتهمت النقاد بالسذاجة وبأن أحكامهم انطباعية؟لأن معايير النقد الصحيحة غابت وغالبية ما يُكتب نقد انطباعي وساذج، يضاف إلى ذلك الدور الذي تؤديه العلاقات وهو أمر لا يمكن إنكاره، ما ينعكس سلبًا على حركة النقد.لماذا قلت إن مساحة الحرية المتاحة في المجتمع لا تسمح بإنتاج أفلام جيدة؟لأن المناخ المتاح لا يبشّر بصناعة فيلم جيد، ثمة ألوان شتى من الرقابة سواء من وزارة الداخلية أو السلطة الدينية المتمثلة في الأزهر والكنيسة، بالإضافة إلى القيود الاجتماعية المفروضة راهنًا، لذا أرى أن المسافة التي تفصلنا عن الحرية الحقيقية شاسعة للغاية.ما سر اختيارك الدائم للمطرب مصطفى قمر على الرغم من إمكاناته الصوتية المتواضعة؟الأذواق تختلف والجمهور يستقبله بالترحاب، تعاملت معه كممثل في المقام الأول، فهو بالنسبة إلي مثل المطرب محمد فوزي، ليس عبقريًّا في التمثيل، لكنه مقبول جماهيريًّا.ماذا عن أحدث أفلامك «الدادة دودي»؟هو فيلم للأطفال المصريين، يمكن أن نطلق عليه عبارة «فيلم عائلي خفيف الظل»، يطرح هموم الأطفال ومشاكلهم ويدعو إلى التسامح، باختصار فيلم مسلٍّ وخفيف لكنه يناقش قضايا حقيقية تمس المجتمع، تؤدي دور البطولة فيه ياسمين عبدالعزيز ومجموعة من النجوم.